الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد داعش

قحطان محمد صالح الهيتي

2017 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


في التاريخ يكتبون قبل وبعد، ولقد كان لنا تاريخ قبل داعش، فيه ما فيه وعليه ما عليه وسيبقى في سجل الأحداث كما هو.
-
ما بعد داعش كان الدمار بنوعيه المادي والمعنوي ، ويمكن إعادة الأول بأحسن مما كان عليه ، ولكن لا يمكن إعادة الدمار المعنوي والنفسي إلى ما كان عليه إلا بتظافر جهود المخلصين.
-
ما بعد داعش أصاب بعض الضمائر مرض الكيد؛ فصار كل من يكره شخصا يكيد له ويتهمه بانه داعشي، وكل من يرغب الزواج بجميلة ولا ترضى به يتهم أهلها بالدواعش. وكل من يخسر في امر ما يتهم الفائز بالداعشية. وبهذا صارت الداعشية تهمة كيدية جاهزة يدعي بها من يشاء على من يشاء دون مراعاة للقيم والمبادئ والأعراف والعادات.
-
ما بعد داعش صار الطلاق تعسفا وتفريقا وخلعا ( مودة)؛ فترى الشباب من كلا الجنسين يُطلقون ويخلعون بعضهم بعضا دون اكتراث بنتائج ما يجره أبغض الحلال عند الله. تاركين أطفالاً هم احوج ما يكونون فيه الى رعاية أسرية كريمة.
-
وما يحز في النفس ان بعض طالبات الطلاق والخلع يقفن امام القاضي بكامل زينتهن وكأنهن جئنّ لعقد قران لا لإنهاء أقدس رابطة بين الرجل والمرأة، وبعضهن يتلقين التهاني بالمناسبة.
-
وما يؤسف له حقا أن يَتهم بعض الأزواج زوجاتهم بالخيانة الزوجية تبريرا لطلاقهن دون أن يقدم الدليل ،ويرميهن بالزنا وحين يُسأل من هو الزاني يدعي بأنه فلان الداعشي.
-
وما بعد داعش برزت في مجتمعنا ظاهرة لابد من إيجاد حل لها وهي مشاكل النساء المتزوجات من الدواعش وأغلبهن ارتبطن بهم قبل ظهور القاعدة وداعش وحتى قبل الاحتلال .وقد تزوجن على سنة الله ورسوله ، ولكن قدَّرَ الله وما شاء فعل ؛ فانتمى الزوج لداعش ومات مقتولا لعنة الله عليه.
-
ومن هنا تبدأ المعاناة. زوجة شابة أجرَم زوجها بحق وطنه وشعبه ونال جزاءه، ولكنها وبسببه لا يمكن لها أن تتزوج لان عليها أن تثبت مقتله من اجل أن تحصل على حجة وفاة لتغير حالتها من متزوجة إلى ارمله ومن ثم يحق لها الزواج مرة أخرى .
-
ومثل المقتول زوجها مثل المفقود زوجها فعليها إذا ما أثبتت فقدان زوجها الداعشي أن تنتظر اربع سنوات لتتزوج بعد صدور قرار المحكمة باعتبار الزوج متوفى حكما وهي في هذه الفترة تعيش دون معيل، لهذا لجئن الى طلب التفريق القضائي بسبب الهجر وهذا ما يحتاج الى البينة والدليل .
-
وحتى من تستطيع إثبات مقتل زوجها لا يمكن لها أن تحصل على حجة الوفاة بسبب التوجيهات الصادرة إلى المحاكم بهذا الصدد. وبهذه الحالة تبقى على ذمة رجل ميت ولا يمكنها الزواج ، وعليها أن تعيش وأطفالها عالة على أهلها وربما لا تلقى الرعاية والحماية منهم فتضطر إلى السير في طريق لا تحمد عقباه.
-
أتمنى أن لا يفهم القصد من كتابة هذا الموضوع بأنه ضد من يتصدى لداعش والقضاء على فكره الإجرامي، بل هو عرض لواقع نعيشه اليوم بسبب جرائم داعش، وأنه كشف لمشاكل يجب على الجميع التعاون لإيجاد حل لها قبل أن تدمر ما تبقى لنا من قيم ومبادئ سامية.
-
والمطلوب معالجة هذه الظواهر السلبية بأن لا يدعي احد على الأخر بتهمة كيدية متهما إياه بالانتماء إلى عصابات داعش الإرهابية من أجل تحقيق مصلحة أو منفعة شخصية بل على صاحب الحق السعي إلى حقه بالطرق الشرعية والقانونية.
-
وان على الأهل أن يجدوا حلولا لمشاكل أبنائهم المتزوجين ويدعموهم للحفاظ على حياتهم الزوجية والحد من الطلاق الذي صار ظاهرة تهدد النسيج الاجتماعي وأن لا يقفوا متفرجين .
-
وإن على الجميع مسؤولين ووجهاء وشيوخ دين ومثقفين إيجاد حل لزوجات قتلى الدواعش ومفقوديه من اجل أن يعشنًّ حياتهن بما يرضي الله ورسوله ، وألا يتحملن وزر أزواج مجرمين.
-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة