الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرى جيوبا أينعت

جعفر المظفر

2017 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


أرى جيوبا أينعت
جعفر المظفر
يتراجع الخطأ أو يصغر حينما تكون مداخلك إلى الأحداث محروسة بروئ وطنية وإنسانية تحررية.
البوابة الوطنية تكفل لك دخولا متوازنا إلى ساحة الحدث فلا تنحاز إلى موقف هذه الدولة أو تلك إلا بعد تقدير فائدة هذا الإنحياز لدولتك الوطنية وشعبك. لكن الموقف الوطني لوحده لا يكفي إن لم يحترس بمبادئ وأخلاقيات إنسانية تمنعه من الإنزلاق نحو الشوفينية التي قد تتلحف بشعار (وطني على حق ولو كان على خطأ).
إن هناك مناسبتين لهذا الكلام . الأولى عامة وتتعلق بالبوصلة التي تحدد طريق السياسي وصولا إلى الموقف من اية قضية, إقليمية كانت أو دولية, أما الثانية فهي تلك التي تتعلق بالموقف من النزاعات السياسية في منطقتنا, والأقرب إلينا حاليا النزاع السعودي الإيراني.
إن كان إقترابك من هذا النزاع إقترابا وطنيا إنسانيا فسوف تكون أكثر قدرة على إتخاذ مواقف أكثر أخلاقية وأقل تذبذبا وتبعية. وسيبعدك هذا الإقتراب أيضا عن خطر أدلجة الموقف السياسي.
بكل تأكيد المسألة لن تكون سهلة, كما أنها ليست إطلاقية, إذ قد يؤدي هذا التعويم أو التبسيط الأخلاقي إلى تجاوز ظرفية الموقف وخصوصياته وخاصة حينما يراد إتخاذ موقف من الصراع السعودي الإيراني.
لكن فرص إرتكاب الأخطاء ستكون أقل وسيتم حصرها في خانة الإجتهاد وليس في خانة النوايا حينما يتم تأسيس الموقف السياسي على قاعدة المبادئ الوطنية والإنسانية, غير الشوفينية وغير الطائفية, وبعيدا عن أدلجة الرأي السياسي, وعدم الإنحياز الثابت والتلقائي والميكانيكي والسياقي لأحد الطرفين.
العراقيون, خاصة, هم في مأزق ليس من السهولة النأي عنه حينما يكون المطلوب موقفا من صراع تتشارك فيه كلا الدولتين السعودية والإيرانية, إذ لم يعد غريبا أن نرى عراقيا أكثر سعودية من السعودي أو عراقيا اكثر إيرانية من الإيراني.
دعونا نتحدث هنا عن زيارة ترامب للسعودية.
صحيح أن المحور الأساسي الظاهري للزيارة الترامبية كان تكتيل المنطقة ضد إيران تحت غطاء محاربة الإرهاب, وصحيح أيضا ان للعراقي الوطني بالذات فائدة يوم تتكتل المنطقة ضد المؤامرات الإيرانية الطائفية والتوسعية, لكن الصحيح أيضا معرفة أن زيارة ترامب كانت زيارة جبائية أكثر منها زيارة سياسية, وأنها جرت تحت شعار أرى جيوبا أينعت وحان قطافها.
بكل تأكيد إن من حقك ان تكره سليماني لكن حذارِ أن تؤدي هذه الكراهية إلى محبة سياقية أو مفتوحة لسلمان أو إلى محبة باهضة التكاليف لترامب.
ولكي تضيق رقعة الأخطاء وتنحصر في مساحة الإجتهاد لا مساحة النوايا .. كن وطنيا إنسانيا أولا, وغير شوفيني أو طائفي او عنصري ثانيا.
وأرى إن من أكثر الأخطاء شيوعا وضررا هو أن تعيش في مأزق (الإنحيازوفوبيا), اي الخوف من إحتمال حساب موقفك ضد طرف بمثابة ممالئة وإنحياز للطرف الآخر, فلا تتكلم حينها ضد السعودية لكي لا تتهم بممالئة إيران ولا تتكلم ضد إيران لكي لا تتهم بممالئة السعودية, فتضطر للتمسك عندها بصمتك الذهبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابل ارى جيوبــــا انتفخت
كنعان شـــماس ( 2017 / 5 / 28 - 22:04 )
واني لافطها حتمـــا ... وبلا شماته يادكتور جعفر المفروض لملالي ايران حصه في هذا الشـــــــــــــــــفط ؟؟؟ على اية حال الخلاصة تدل على مدى دهـــــــاء وحكمة ال سعود اي كانت الاقاويـــل فمما يقال جدهم موسس السعودية كان يتقاضى مايقارب ال500 باون من بريطانيا لرعاية مصالحها واليوم لاحفاد هذا الجد الموءسس اكثر من 1500 بنك في مختلف انحاء العالم بامكانهم شــــــــراء نصف بريطانيا فمن المنتصر في النهاية ؟؟؟ تحية


2 - دمت لنا صديقا عزيزا
جعفر المظفر ( 2017 / 5 / 29 - 18:17 )
شماتة من من عزيزي أستاذ كنعان.
في مقالتي هذه الهدف الرئيسي هو بناء طريقة معقولة للحدث الإقليمي
أما الوقف من هذه القضية أو تلك فهو لا يشكل هنا سوى الجانب الفني او قد أقول الجانب الإستدلالي
من حق العراقي ان يكون ضد نظام الملالي في إيران ولكن من الحق عليه أن لا يعطي السعودية مثلا شيكا على بياض والعكس هو صحيح أيضا.
البحث عن طريقة عراقية إنسانية للقراءة السياسية
هذا هو هدف المقالة الرئيسي وليس غيره
دائما دائما أنا ممتن لدخولك الكريم على مقالاتي
دمت لنا صديقا عزيزا

اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #