الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفارقات فلسطينية

مصعب محمد عيسى

2017 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تناقلت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة لمدة الأربعون يوما المنصرمة اضراب الكرامة الذي دعا اليه القيادي في فتح الاسير مروان البرغوثي والذي ضم حوالي 1300 اسير فلسطيني قرروا خوض معركة الامعاء الخاوية للضغط على حكومة الاحتلال لتحقيق مطالبهم التي اطلقها البرغوثي مسؤول قيادة لجنة الاضراب المتمثلة بتحسين شروط الاعتقال واعادة الميزات التي كانت مصلحة السجون قد سحبتها من الاسرى قبيل اضراب الكرامة هذه المطالب فيها مفارقة غريبة مقارنة مع المطالب التي تبنتها الحركة الاسيرة سابقا من حيث مطالبها المتمثلة باطلاق سراحهم او الاستمرار في خوض معركة الامعاء الخاوية فكان سامر عيساوي الاسير الاطول اضرابا في تاريخ الاسرى 256 يوما واضراب الشيخ خضر عدنان الذي بلغ قرابة شهرين واضراب الاسير محمد القيق الذي بلغ 94 يوما شواهد حياة على انتصار معركة الامعاء الخاوية
من حيث المقارنات فهناك فروقات واضحة
أولا من حيث مدة الاضراب
ثانيا من خلال الاختلاف في طبيعة المطالب بين من يسعى لتحسين شروط عبوديته واسره وبين من يسعى بجوعه لنيل حريته لكن السيناريوهات جميعها وتناقل الروايات من داخل المعتقلات تثير زوبعة التلميع واطالة الهالة الصفراء حول حركة فتح والاصرار على اظهارها دوما بمظهر الريادة الوطنية وانها صاحبة النظرة الاقدر على قيادة المجتمع الفلسطيني سواء على صعيد السلطة او على صعيد المنظمة او من داخل قضبان المعتقلات
فبعد اعلان قيادة الاضراب المتمثلة بالاسير مروان البرغوثي بوقف او تعليق الاضراب وبدء اجراء المفاوضات مع ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية سارعت كثيرا من الاقلام الى تهويل النصر وتضخيمه فتحاويا وتلميع صورة الاسير مروان البرغوثي على حساب بقية الاسرى الذين من بينهم من هو اكبر منه عمرا وفكرا وربما اقدم اعتقالا
مفارقات يطرحها تساؤل المنطق وجدل الحقيقة حول ابقاء الاسير مروان البرغوثي صاحب مبادرة اضراب الكرامة وقيادته للاضراب ومن ثم تفاوضه لاحقا لانهاء الاسرى تمهيدا لتحقيق مطالبهم وبين قيام ادارة مصلحة السجون بعزل الاسير احمد سعدات مع مجموعة من رفاقه ونقلهم الى عزل اخر لماذا تم الابقاء على الاول عزل الثاني
اما من حيث مطالب اضراب الكرامة بقيادة الاسير مروان برغوثي فالحق يقال انهم انتصروا ولكن مقارنة بمطالب من سبقهم اعتقد انه من الاجحاف المقارنة اصلا
بالمقابل تظهر المفارقة الاخرى بين الاسرى الفلسطينين المعتقلين لدى سجون الاسد وبين المعتقلين الفلسطينين لدى سجون الاحتلال جلية واضحة كعين الشمس التي يرقبها كل القابضين على قيد الحرية
فبينما يخوض المعتقلين الفلسطينين اضرابا طوعيا لتحسين شروط اعتقالهم من خلال مطالبتهم بادخال القنوات الفضائية والهواتف الذكية وغيرها من علامات رفاهية السجون في الجهة الاخرى يأن المعتقلين الفلسطينين لدى سجون الاسد تحت وطأة التعذيب وسياط الجلاد وبكرات التعليق وتحويل الجسد الى مطافئ لسجائر الجلادين وهم يخوضون اضرابا قسريا عن الطعام والشراب وغير مسموح لهم اصلا باقل حقوق المعتقل من خلال التفاوض مع ادارة السجون او من خلال المطالبة بادخال الطعام او الاستغاثة قهرا تحت سياط العذاب فلا اذنا تسمع اصواتهم ولا صوتا ينقل صدى انين عذاباتهم
هذه المفارقات تمتد اكثر لتظهر اكثر قباحة في مشهد غريب في تاريخ الحرية باسره فحيث ان الحرية لا تتجزأ تطل علينا قيادة سلطة اوسلو وفصائلها بنشاطات متزامنة مع اضراب الكرامة ليل نهار وبيانات تضامنية مع الاسرى ووقفات في العواصم العربية والاوروبية يتخللها دبكات ورقصات استعراضية وهذا اكثر ما يملأ القلب غصة
مقابل هذه النشاطات الفصائلية انتصارا لاضراب الكرامة يشارك بعض هذه الفصائل في اعتقال الفلسطيني في سورية وتسليمه لمعتقلات واقبية النظام الاسدي فيما يصر الباقون على كتمان اصواتهم النشاز والتزام الحياد والصمت ازاء ما يتعرض له الفلسطيني السوري من ممارسات اجرامية داخل معتقلات الاسد التي لايمكن مقارنتها اصلا بمعتقلات العدو ربما سجن العدو ارحم كونه يبيح لك حق الاضراب والتفاوض وفي بعض الحالات يستجيب لحريتك مرغما
مع ان عدد المعتقلين الفلسطيني داخل سجون الاسد يقدر بحوالي 12500 معتقل بينهم نساء وشيوخ واطفال دون سن العاشرة
فيما يقدر عدد المعتقلين الفلسطيني في سجون الاحتلال ب6500 اسير اي اقل بنسبة النصف
ولامجال اصلا للمقارنة بين ظروف وطبيعة الاعتقال الاسرائيلي وبين طبيعة وظروف الاعتقال الاسدي مع ان المفارقة لابد لها ان تظهر كعين الشمس فالاسرائيلي هو عدو احلالي انشأ معتقلاته لاسكات صوت المقاومة واستكمال وعده باحتلال فلسطين واسطورة الدولة اليهودية العظمى في حين ان الاسد انشأ نظاما مقاوما لهذا العدو يبيح من خلاله ارتكاب المجازر والجرائم واعتقال ابناء المخيمات باسم المقاومة وتحرير فلسطين
بين هذا وكله يظهر صوت العقل جليا كاسرا صمت الخجل ورمزية ما مضى
وتخوف الذات من تهمة الخيانة بحجة الاستفسار والتأمل في المفارقات ربما سيصل الى نتيجة لاحقا ان بين كل هذه المفارقات الفلسطينية الصنع يبقى التائه الوحيد هو الوطن ويكتمل مشهد الاعتقال لصوت الضمير والثورة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال