الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنيئا حماس - إنها الديمقراطية الوليدة

محمد الحاج ابراهيم

2006 / 1 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


وُلدت الديمقراطية العربية في فلسطين التي عبّرت عن القناعة الحرة لهذا الشعب المُكافح في سبيل الحرية والاستقلال، وذلك دون اللجوء لمحكمة أو تحكيم،وعبّرت مؤكدة على حضارة هذا الشعب الصامد ضد الاحتلال الاسرائيلي،والذي عانى من ويلاته وتخريبه وتدميره للحجر والبشر الذين بقوا رغم المحن شامخين بكل صلابة وإباء في وجه آلة الموت الأمريكية بيد إسرائيلي.
لم يكن مُستغربا موقف الغرب من هذه الانتخابات لأنها تُخالف توجهاته في قيادة العالم،فهذه الديمقراطية العربية شكّلت معيارا مُقارناً بين ديمقراطية أبناء العم سام وديمقراطية الشعوب التي استفاقت لتُقدّم نموذجا جديدا من خيارات المُجتمعات والعالم الحُر الحقيقي، وليس العالم الحر المُفبرك والمصنوع على القد الغربي.
مالحظته هو سعادة الشيعة والسُّنة واليسار واليمين العربي بهذا النجاح،وما أسعدني كان توزيع الحلوى في مُعظم المناطق العربية احتفالا بهذا النجاح،ليس لأنه انتصار لحماس وهزيمة لفتح،بل لأنه انتصار للديمقراطية في أرض فلسطين الجريحة فأيا كان الناجح هو نجاح للجميع،لكن نجاح حماس له مداليل كثيرة وهو تعاطف الشعب العربي مع من يمكن أن يُعيد للشخصية العربية اعتبارها، وذلك بعد الخزلان التي مُني بها جراء الهزائم المتتالية للأمة أمام اسرائيل.
أعتقد أن الاسرائيليون قد استقرأو هذا النجاح لذلك تساهلوا فيما يتعلّق بالانتخابات في القدس الشرقية،وهذا بحد ذاته يُعتبر اعترافا مُسبقا ومُبطّناً بحماس كطرف هو الأقوى في الساحة الفلسطينية،وتصريحات أولمر رئيس وزراء اسرائيل بالوكالة الايجابية حول الدولة الفلسطينية يؤكد أن وعي الاسرائيليين قائم على أن قوة حقيقية قادمة للساحة الفلسطينية تعرف كيف تُفاوض، وتعرف كيف تُقيم دولتها على أرض فلسطين بالطريقة التي تراها صحيحة.
ميزة المفاوضات مع حماس أنها مترافقة إلى حد ما مع القوة المُتعددة الأوجه التي تملكها هذه المنظمة،يُضاف له طبيعة وتربية كوادرها على الغيرية والتفاني في سبيل شعبها وكرامته،فما من ساع للكسب الشخصي فيها،ولافاسد أو مُفسد كان من كوادرها تاريخيا،وخطابها الفكري السياسي لم يتراجع عن حدوده،فحققت مصداقية استثنائية في الشارعين الفلسطيني والعربي.
ربما يخلق هذا النجاح حافزا في الساحة العربية نحو انتخابات حرة ونزيهة تعيد للأمة اعتبارها، فيتهاوى من كان يتسلّى بقضايا الأمة،وتنتهي مسرحية الضعف العربي، وتتحول إلى القوة المطلوبة الكامنة التي تُحققها الوطنية الديمقراطية فقط،وذلك في الساحة العربية كاملة.
هنيئا لحماس وللفلسطينيين والعرب في المولود الجديد (((ويعيش ويربى بدلالكم))).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو