الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة - أمرأة تحت الاحتلال

امنة الذهبي

2006 / 1 / 30
الادب والفن


شيء من بين جفوني كان ينساب ببط ، يلسعني كلما شخص بصري على ذلك الرسم ، ألم يعتصر الروح .. احيانا انساه ، او اتناساه ، لكنه يبقى يتأرجح بين الايمن والايسر من القلب ويلوب بين الاضلاع ،كانت ملامحه مرسومة بقسوة الصحراء . ثاقب العينين00 اصابعه طويلة00 ثرثارة .. تحدثني كثيرا عن رحلات مجهولة، كان في كل مرة يعود حاملا اوراق الرسم ناسخا فيها كل ما يصادفه، حتى الظلام .. يغيب ياما لكنه كان يعود مع الشمس ، ايام طويلة مرت من دون ان نعبر الجسر معا من الكرخ الى الرصافة . الجسور الان محتلة ، ترزخ تحت وطأة القنابل واثقال الدبابات والاحذية الغريبة ايام طويلة بلياليها ونهاراتها حلمت باصابعك الانيقة00 كم اتمنى ملامستها الان ، ذات مرة قلت لك ابحث عن قامة بطول الجسر ، وصدر بوسع النهر .. ما زلت اذكر نظراتك الغامضة … هل ترى الان صبر الجسور وسعة الانهار؟وقسوة اولئك المحتلين ؟ كم اتمنى الان ان تهديني رسما . لا ادري ان كنا سنعبر نفس النهر ثانية .. اذكر ردك المربك … لا … فالنهر يغير في كل لحظة امواجا جديدة ويودع اخرى . رسمك في هذه اللحظة امامي كما انظر اليه اجد الامي وتعب السنين التي مرت بعيدا عنك يتجدد ، معكوحدك المس احلامي ،وبقربك اعجبتني الاشياء التي اعرفها ولا اعرفها النهر .. الجسر ، الشمس ، اضواء الشوارع ، منتصف الليل ، اول خيوط الفجر ، لوعة الحرمان ، وشغف اللقاء ، حتى في الحلم ، لحظة قبلتك ام اعرف نفسي. ادركت اني احبك ، احن اليك ، ان غبت عني اشعر بالغربة عن روحي00 واذ تلمع عيناك في عيني ، تنعق صفارات الانذار ويشتد القصف وتسقط السقوف فوق الرؤوس فكل شيء جائز في وقت لم يعد فيه وقت الا للاحتلال












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال