الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرا على درب الريف... طنجة تستغيث!

محمد مسافير

2017 / 5 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لم تكن وقفة طنجة لتتحول إلى مسيرة حاشدة لولا استقدامهم لقوى القمع التي طوقت الوقفة السلمية المنظمة ليلة أمس بساحة الأمم...
قبل إعلان الوقفة، انتشرت مجموعة من البلطجية في الساحة، وشرعوا في أنشطتهم الصبيانية باختلاق عراك بين شخصين أول الأمر، وتحول إلى حالة فوضى عارمة بين الجموع التي حاولت فض العراك، لكن بقليل من الفطنة والتعقل، عادت الأمور إلى طبيعتها، وابتدأت الوقفة السلمية بشعارات تضامنية مع الريف، ومنددة بمذكرة البحث التي تستهدف اعتقال الزفزافي...
استقطبت الوقفة عددا هائلا من الأصوات الحرة، وتضاعف العدد بشكل مهول حينما اقتربت قوى القمع من المتظاهرين، لقد ساهموا فعلا في إنجاح الوقفة، وحناجر المناضلين كانت تصدح بقوة وجسارة في وجه عصي المخزن، ورغم الممارسات الصبيانية للبلطجية التي كانت ترسل الحجارة فوق رؤوسنا بين الفينة والأخرى...
وحين أبت قوى القمع الانسحاب، تحولت الوقفة إلى مسيرة حاشدة منظمة قدر المستطاع، لكن سرعان ما بوغث المتظاهرون من الخلف بهجوم همجي من طرف قوى القمع والبلطجية، كان هجوما كاسحا، راح ضحيته العديد من المتظاهرين، سقط بعضهم أرضا بفعل التدافع، وآخرون نزفوا دماءا بعد أن أصابتهم "هراوات" قوات السيمي، لقد خلقوا حالة دعر غريبة في المدينة، كسرت فيها كراسي وأواني المقاهي وأشياء أخرى لا ندري بها، كنا نسمع أصوات الكسر ممزوجا بالصراخ من كل جانب... لقد خرب المخزن كل شيء، كسر كل شيء... ورغم ذلك، كان المناضلون وحدهم المذنبون... كانت امرأة تحمل ابنها على مقربة مني، لم تكن تعلم بأمر المسيرة، كانت تصرخ بعد أن أصيبت بهستيرية حادة، وتشتم المناضلين واصفة إياهم بالخونة والمخربين والهمجيين، رغم أنهم لم يؤذوا أحد، إنها وأغلب الذين كانوا يتفرجون على المظاهرة من المقاهي، يحسبون المناضلين مجرد همج وقطاع طرق ومتآمرين، دون أن يعلموا أن المخزن وحده من كان المسؤول في كل ذلك التخريب... المناضلون كانوا ظرفاء جدا، كانوا متأنقين، كانوا عقلاء جدا، لم يحاولوا أذية أحد، بل حاول بعضهم تهدئة المرأة وابنها ورافقوها حتى أبلغوها مقصدها، كانوا سلميين في شعاراتهم... بينما المخزن كان متعطشا إلى سفك الدماء، رأيتهم يقتحمون المقاهي ويضربون أناسا لا ناقة لهم ولا جمل في المظاهرة، كانوا يخافون أن يعودوا إلى ثكناتهم بخفي حنين، دون أن يرووا عطشهم في قهر أولئك الذين تسببوا في تشغيلهم، ربما أغلبهم كان ينوي مشاهدة الكاميرا الخافية على القناة الثانية، أو يريد تتبع إحدى السلسلات البليدة التي تعرضها قنوات الصرف الصحي... لست ألومهم، لأنهم مجرد مأمورين، لكن أحاول تفسير ذلك الإندفاع المميت...
تحياتي لكل المناضلين الذين صمدوا حتى الدقائق الأخيرة، وحافظوا على سلمية الوقفة والمسيرة، دون أن يتأثروا باستفزازات الأعداء... وتحية خاصة للنساء المناضلات، اللواتي حضرن بقوة جميع أطوار المعركة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فرق بين النضال واذكاء الصراع العرقي
عبد الله اغونان ( 2017 / 5 / 29 - 15:43 )

كل الفئات تطالب بمطالب

لكن عندما تنحرف المطالب الى تطرف وطائفية وعنصرية عرقيه مقيته وأعلام غيفارا وجمهورية الوهم لعبد الكريم الخطابي وأعلام شيوعية حمراء وأعلام أمزغوية لجمهورية توزغا الوهمية ويمنع المتطرفون رفع العلم المغربي والوطني
عندما يرفعون شعارات متطرفة عرقية لاوطنية
كلنا يجب أن نتدخل ونوقف هد العبث
عندما نرى مرتزقة في شكل صحفيين وتدخل أجنبي في شكل سياسيين هولندين وتمويلات خارجية
كلنا يجب أن نتحد قبل أن تزكم رائحة الخيانة الأنوف


2 - الحذر واجب
علام ( 2017 / 5 / 29 - 22:59 )
صرت اخاف عليك ياصاح فاستعداء الجميع خطر مدلهم فأحذر فالحذر واجب وهو ديدن العقلاء فالساحة مليئة بالخبثاء ومعركتنا مع شيوخ الدجل والخرافات وأفكارهم أولاوليست مع الانظمة الهالكة اليوم او غدا والتي مع ذلك تسمح قليلا بالنقد فالنستغله للتنوير

اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ