الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رَحِمْ الزَّبَرْجَدْ (5) لست ذكيّا أنت أحمق في سطر من قصة كاتب

حنان بن عريبية
كاتبة

2017 / 5 / 30
الادب والفن


لست ذكيّا أنت أحمق في سطر من قصة كاتب

- إنْهَضي !!
- إِلى أين ؟؟
- إلى المقهى
- لكن الوقت متأخر جدًّا وهي مغلقة
- وَهلْ سنبقىَ هنَا وليمة للضّواري!!

كَان المكان فَعلا كيّمٍ أسود.. بالكاد ترى انعكاس ضوء القمر على أطراف الأغصان المتراصّة..أثناء السّير مَسك عاقِل بذراع زَبَرْجَدْ فقالت مازحة :

- هَل أنت خائف ؟؟
- لا لست بخائف فمُلامسة ذِراعك تشعرني بالدفء..
- كنت أمزح

- أعلم ذلك.. أشعر باحتواء كلّ تلك الأشجار من حولي ولطالما إحْتَوتْنِي..فأنا منها وهي منّي..للطّبيعة الفضل أن يُدرِكَ الواحِد منا معنى الصّراعْ ومعنى البقاء أليس كذلك!؟
- البقاء قد يكون مُحرّك الصّراعْ ولكن هما نفس سبب هذا الوجود..

- كيف ؟؟ لم أفهم ماذا تقصدين !!
- احتواء كلّ تلك الأشجار من حولك أليس فيه الجواب الشّافي !!
- بلى..ولكن هي الطبيعة!! وهي باقية.. هل تتصارع مع ذاتها.. مضحك ما تقولينه زَبَرْجَد...
- الطّبيعة هي المعلّم الأوّل لفحوى الصّراع...ولا أحد من بني البشر يشعر بالاكتفاء.. لذلك هي باقية وهو زائل...
- يبدو أنّك متعبة..ها أنّنا بالكاد نصل..

- هل تشعر بالاكتفاء ؟؟ هل أنت مكتف بنفسك.. ذلك الاشباع الّذي يغنيك عن كلّ شيء لدرجة انك لا تأبه بشيء من متاع اللّذائذ... هل نفسك هي حصن لك وذخر و ذخيرة ..
- بالطّبع أشعر بالاكتفاء والشّبع ولا أحد يستطيع أن ينال من قدسيّة أن أكون نفسي

فأردفت زَبَرْجَدْ قائلة:

وَتظُنّ نَفسك مُشبعا بها
وطَريقُ أن تَكون نَفسك لَيس يسِيرا

- أنا نفسي بالفعل... أنا كذلك... على الأقل الرّجل يحظى بمكانة لا تشوبها شائبة في مجتمعنا..وضحك قائلا فماذا عنك !!
- هل تعترف بذكائك ؟؟هل أنت ملمّ بجميع الحقائق ؟؟

- أنا كغيري.. الأذن قبل الإدراك عند الحاجة هه
- وماذا عن بصرك وباقي حواسك !!
- ولماذا أحتاجهم في هذا الصّراع معك ههه

- أنت خائف..
- أمزح.. أمزح ..فقط أفكّر كيف سألج المقهى...
- حسنا هل تعترف بالذّكاء ؟؟ ذكائك أنت.
- أنا أعترف بفنون المرواغة هه.. هيّا عزيزتي كفى حديثا ها قد وصلنا

- إلى أين ؟؟
- سنمضي الليلة بالمقهى وغدا سأجد حلاّ ..
- سأعود للبيت !!
- هل جننت !!
- بالعكس الجنون هو البقاء مع مراوغ محترف هه

فأجابها عَاقِلْ مبتسما انّه الذّكاء الذّكاء ..

- حسنا.. حسنا.. اعلم يا عَاقِلْ أنّ الوقائع تكون منبثقة ومستوحاة من الواقع ولقد دخل دائرة المتحذلقين وبكى..

- هل أنت بخير!! هل أصبت بمس ههه ؟؟ عمن تتحدثين.. من هذا ؟؟

- ستعرف على الأقل انك لست بطلا ولا حتى تتسم بذرة ذكاء وكنت مجرد أحمق في سطر من قصة كاتب.

فوقف عَاقِلْ مشدوها لم أفهم !!

- لا بأس حدّثتك عن فجيعة المتحذلق قصة كنت قرأتها من صميم الواقع الذّكي وواصلت السّير..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا