الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغزى وصول اليسار إلى الحكم في أمريكا اللاتينية

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2006 / 1 / 31
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


اليوم ثمة سبعة بلدان في أمريكا اللاتينية تحكمها حكومات يسارية ، ألا هي الأرجنتين و البرازيل والأوروغواي و فنزويلا وبوليفيا وشيلي بالإضافة إلى كوبا. وإن قادة هذه التيارات اليسارية فازوا في انتخابات عامة على منافسيهم من مرشحي التيارات اليمينية العميلة لوكالة المخابرات الأمريكية على الأغلب ، والرأسمال العالمي.
لست هنا بصدد ذكر سير حياة هؤلاء القادة اليساريين ، وكفاحهم ضد الإمبريالية الأمريكية لأن كتابا كثرا كتبوا في هذا الصدد ، فلا جدوى من إعادتي لكتاباتهم.
إن ما أريد قوله في هذا المقال هو أن هذه التيارات اليسارية المعادية للإمبريالية ليست شيوعية بل أنها تتأرجح بين اليسار القومي والوطني و الاشتراكية الديمقراطية والإصلاحية . فالتيار الاشتراكي في شيلي ، مثلما يفهم المرء من برنامج ميشل باشله ، ذو نوازع ومواقف اشتراكية ديمقراطية، هدفه حماية علاقات السوق ، لكن بإجراء تغييرات في السياسات الطائشة للمنافسة الحرة وأنسنة الاقتصاد الرأسمالي، ما يعني أنه لا يهدف إلى اقتلاع جذور الاستغلال و العمل الأجير والملكية الخاصة لوسائل الإنتاج والتوزيع. أي إن التيار اليساري الذي يأخذ الزمام في أمريكا اللاتينية ليس تيارا شيوعيا، و أن انتصاره لا يعني انتصار الشيوعية ، بل إنه انتصار على اليمين ، ويدل على سقوط هذا اليمين العميل. كما أن المرء يعلم أن المؤسسات والسلطات الحقيقة باقية بيد الرأسمالية ، وأن اليسار الحاكم مضطر للمساومة والمناورة مع الرأسمالية في سبيل كسب بعض حقوق العمال والكادحين ، ما يعني أن هذا اليسار الحاكم بهذا التوجه غير قادر على إنهاء الاستغلال بقلع جذوره وبناء مجتمع اشتراكي مرفه.
انتصار اليسار الوطني في بعض بلدان أمريكا اللاتينية ووصوله إلى سدة الحكم في انتخابات عامة لدليل ساطع على فشل سياسات البنك الدولي و صندوق النقد الدولي الرعناء ودليل على كذبة إنسانية العولمة التي روجت لها أبواق البرجوازية في العالم. فاليوم تعمل المجتمعات في البلدان الفقيرة على طرد التيارات اليمينية من الميدان عقابا لها على ما ارتكبته من جرائم في حق الجماهير بجلبها الفقر والبؤس و الحرمان لها.
إنه لمن المفرح انتصار اليسار في أي مكان في العالم. وقد دل انتصاره في أمريكا اللاتينية على أن هناك حركة يسارية قوية وشعبية واسعة قادرة على إزاحة اليمين المدعوم من القوى الإمبريالية . ودليل أيضا على مدى غضب الجماهير من سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ذات التاريخ الدوي والإجرامي في هذه القارة المظلومة. و يبين لنا أيضا أن الجماهير لن تنسى مؤامرات سي.آي.أي من اغتيالات و انقلابات عسكرية وتدخلات عسكرية في شؤون بلدانهم ، و سياسة تجويع وإذلال. و كما يدل على أن العمال والكادحين في قارة الفقر والثورة غاضبون على سياسات الشركات الرأسمالية الكبرى وعلى رأسها الأمريكية ، ويعون أنها و البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لم تجلب لهم سوى الفقر المدقع والحرمان. ودليل أيضا أن الجماهير العريضة الملايينية هناك تواقة للحرية والرفاه والمجتمع إنساني.

وفي هذه المناسبة أدعو كل الرفيقات والرفاق الشيوعيين إلى التفكير جديا في تقديم الدعم الفكري والسياسي لليسار الصاعد في أمريكا اللاتينية و تحويله إلى حركة اشتراكية و شيوعية لبناءالاشتراكية و تحقيق الرفاهية و الحرية للجماهير هناك.

‏29‏‏/‏01‏‏/‏2006‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلافات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول اقتراحات


.. صواريخ ومسيرات حزب الله -تشعل- شمال إسرائيل • فرانس 24




.. الانتخابات البريطانية.. بدء العد التنازلي للنتائج وترقب لمست


.. إيران تبدأ فترة الصمت الانتخابي قبل الجولة الثانية من انتخاب




.. الجيش الروسي ينشر صورا لاستهداف مقاتلة أوكرانية باستخدام نظا