الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرات السلام وقبح خطابنا العنصري

كامل السعدون

2003 / 2 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

 

تؤشر مظاهرات السبت المليونية الجبارة ، ولا شك ، إلى الفرق الهائل بيننا نحن العرب مجتمعين ، وبين العالم المتحضر كله …!
الفرق الهائل بين خطابنا الدعووي الدموي العنصري  ، وخطاب الآخر السلمي الشريف ..!
الفرق بين اللطمة البشعة التي وجهناها للحضارة الإنسانية ، إذ أطلقنا عليهم سيالُ قيحنا العنصري الاستعلائي المريض ، الذي تمثل ببن لادن وعصبته الحقيرة، وبين ردُ الشعوب ، الكريم النبيل الذي هز أرجاء الكون ، داعياً للسلام ، رغم علمهم ببشاعة صدام حسين وخطورة  ثقافة الكيماوي والبيولوجي التي تقف  ليس وراء صدام حسين حسب ، بل وراء كامل النظام السياسي العربي ، والخطاب السياسي العربي …!
مظاهرات السبت المليونية تؤشر ، لقبح ثقافتنا العربية .
ثقافة الدم والعنصرية وكراهية الآخر وتدجينه وتهجينه .
ثقافة كراهية الحياة الإنسانية على هذه الأرض والدعوة لإلغائها ، لأن لدى الرب حياةٍ أخرى أبهى وأجمل حسب نص الخطاب الإسلامي المتخلف ..!
 أين خطابنا من خطابهم  …!
أين خطاب بن لادن ونصر الله  وصدام حسين وقادة حماس والجهاد ، من خطاب جموع الملايين التي خرجت ترقص للسلام …!
في إيطاليا … إنجلترا… أسبانيا… أمريكا … بل وحتى في أمريكا اللاتينية …!
ورغم إن استئصال صدام حسين ضرورةٌ إنسانية ملحةٌ لا بد منها ، لأن ما لدى صدام  من خبراء وسموم وقدرات مادية هائلة ، وإذا ما وقعت بيد الإرهابيين السلفيين ، فإن الكارثة لا شك واقعةٌ على البشرية جمعاء ، نقول … رغم تلك الضرورة ، ووعي الناس في العالم المتحضر ، لتلك الضرورة ، فقد خرجوا ، داعين لإعطاء السلام فرصةٍ أخرى ..!
ومع التأكيدات الأمريكية شبه اليومية ، إلى أنها ستحرص غاية الحرص ، على إنهاء حربها ضد صدام ونظامه بأقل الخسائر ، وستعتمد من السلاح الأكثر فعاليةٍ ودقةٍ في فصل القاتل عن ضحاياه وتصفيته وحده .
ورغم تأكيداتها إلى أنها ستباشر مهام التغذية والمعالجة الصحية وإعادة البناء بالتلازم مع الحرب ، لا  بعدها ، ورغم إنها تخطط لحماية الأرواح والأموال العراقية من القتل على يد الطاغية ذاته …!
 نقول رغم هذا ، فإن موقفها  ليس سهلاً ، وقرار الحرب ثقيل الكلفة على المستقبل السياسي لبوش وطاقمه ، وهذا ما سيدفع بهم إلى أن يحاربوا الحرب الأكثر رقةٍ على العراقيين ، والأرحم حتى من يومٍ واحد من أيام الخوف والرعب والجوع والمرض والذل التي يعيشونها منذ أربعون عاماً في قبضة صدام حسين …!
نعم ستكون الحرب الأقل دمويةٍ في التاريخ ، هذا إذا لم تنجح الضغوط في إخراج صدام من جحره والذهاب إلى المنفى مع طاقم الشر الذي رافقه طوال سنوات حكمه …!
مظاهرات السبت المليونية ، لا  تنفي أبداً الحاجة للحرب ، رغم إن خطابها يقول ذلك ..!
بلا ، إنها وإذ تؤكد الفرق الشاسع الهائل نوعاً وكماً ، بين خطابنا وخطابهم ، فإنها تؤكد الحاجة إلى الحرب …!
الحرب الشاملة على الإرهاب العربي الإسلامي العنصري الاستعلائي المقرف والمريض …!
الحرب وحدها ستعيدنا إلى جادة الصواب التي فارقناها منذ قرون وقرون عديدة …!
تعيدنا إلى جادة الحضارة الإنسانية والتواصل الإنساني مع أخوتنا في البشرية !
الحرب وحدها هي القادرة على نسف مسلماتنا الثقافية المتخلفة والمريضة والملزمة علينا بقوة العرف والقانون والتربية والوعظ وسلطة الدولة …!
مسلماتنا التي زرعت الكراهية والبغضاء بيننا نحن ذواتنا ، قبل أن تزرعها بيننا وبين الآخر .
الحرب وحدها هي التي ستنسف قوانين الغابة الإسلامية ، حيث سيف الرب مسلطٌ على أعناق حرائرنا وأطفالنا وشبابنا ، على من سهى عن الصلاة ، ومن أحبت أبن الجيران ، ومن أخطأ في تفسير القرآن ومن شرب الخمر في رمضان …!
الحرب ضرورةٌ ملحة ، لتحرير الإنسان العربي من ذل الحاكم ، وذل الأب ، وذل المعلم والواعظ…!
الحرب ضرورةٌ ملحةٌ لتحريرنا من ثقافة بن لادن الموجودة في بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا ومقاهينا …!
نعم … إن كانوا يريدون البترول ، فليأخذوا كل بترول العرب ، وليعيدوا  لنا كرامتنا وحريتنا وحقنا بالحياة الإنسانية الكريمة الشريفة .
حقنا بأن نشارك في حكم أوطاننا ، في إدارة شؤون بلداننا ، في أن نتحرر من الرياء والخوف والنفاق وتقديس الحاكم والإنشاد له ليل نهار .
حقنا في أن نتحرر من الجوع والبطالة والحرمان العاطفي والجفاف الروحي والخواء الفكري …!
هذه الأمة بحاجة إلى الحرب …!
 حربٌ شاملةٌ ، دبلوماسية وسياسيةْ وثقافية واقتصادية وأخيراً عسكرية ،  تبدأ بضغطٍ عسكريٍ يشل مفاصل القرار لدى الحاكم العربي المتشبث بالحكم منذ عشرات السنين ، فيضطره للخروج من قبر أجداده المختبئ به ، ليواجه نور الشمس وتساؤلات الناس بالحب والرحمة ، فيعطي كل ذي حقٍ حقه ، ويكتفي من الحكم بحقه الدستوري أسوة بالعالم المتحضر …!
مظاهرات السبت المليونية تؤكد هذا ، لا تنفيه …!
وإني لأتمنى أن تزيد أمريكا من قواتها بالمنطقة ، ولا تبارحها حتى ينجح الضغط في تحيق أهدافه التي هي ذاتها أهداف الجماهير العربية الذليلة المهانة …!
وإلا انظروا كم من الناس خرج في بلدان العروبة ، متظاهراً من أجل السلام ..!
هذا وحده يؤكد ما في ضمير الناس من حاجةٍ إلى التغيير ، لا يمكن أن تتم بغير الإرادة الدولية ، ممثلة بالقبضة الأمريكية … !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق