الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خط أحمر

محمد باليزيد

2017 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لقد حاولت الدولة المغربية قبل أيام استخدام بعض المنابر الدينية أو غيرها لتنعت حراك الريف ب"الفتنة". وإذا كان هذا في نظرنا مؤشرا على أن الدولة المغربية تسير في الاتجاه غير الصحيح، فإن الأسوأ منه أن تسير هذه الدولة اتجاه النفق المسدود، اتجاه نفيها لذاتها كدولة.
استخدام المساجد أو القنوات الرسمية للافتراء على الحراك وإعطاء المواطنين صورة مشوهة عنه، مهما يكن يعبر عن أن الدولة تسير اتجاه أدنى مستوى من المصداقية ومن المشروعية في نظر مواطنيها وفي أعين الدول الأخرى كذلك، هذا الاستخدام السيء لم يكن ليصل مستوى استخدام الدولة لما أصبح يطلق عليه "الشبيحة" أو "البلطجية" أو "............". فحين تسمح الدولة، حتى وإن لم تكن قد أعطت الأوامر، حين تسمح ل"من يوالونها" بأن يقوموا مقامها في تهديد أو ردع أو عقاب "من يعارضونها"، حين تسمح الدولة بهذا تكون قد وقعت بيديها وعن وعي على نهايتها.
لقد تعرض مواطنون للسب والقذف والرمي بتهمة "الخروج عن الوطن" أو "الخروج عن الدين" من قبل مواطنين آخرين لكن القضاء لم يتدخل ليقول لهؤلاء أن القضاء وحده الذي من حقه أن ينسب مثل تلك التهم الخطيرة.
ثم واجه البلطجية المحتجين في عدة أماكن وعنفوهم وكان على الدولة، إذا فعلا كان خروج هؤلاء من تلقاء أنفسهم ودون أوامر من مسؤولين، كان على الدولة أن تحاكم هؤلاء البلطجية بتهمة "إلغاء الدولة والقيام مقامها" و"الاعتداء على مواطنين يحتجون سلميا" ولم لا "محاولة زرع الفتنة". لكن الدولة لم تتحرك.
وأخيرا، بلطجية يتنكرون في صفة أفراد القوات المسلحة،(انظر الرابط1) التي يفترض فيها أن تبقى محايدة بين الدولة والمواطنين، يتنكرون في صفتها ويهددون مواطنين آخرين ولحد الساعة لم تتخذ الدولة أي إجراء ما عدا "تنكر" القوات المسلحة لهؤلاء الناس(نفس الرابط1). أليس واجبا على الدولة وباستطاعتها في هذه الحال أن تثبت هوية هؤلاء المتنكرين وتحاكمهم بتهم مثل: "انتحال صفة"، "تهديد أشخاص في حياتهم"، "الحط من سمعة ومكانة القوات المسلحة في أعين المواطنين"...
أن يرفع المحتجون في الريف رايات الأمازيغة فهذا في نظري يعتبر خطأ ذلك أن مطالب الريف هي مطالب اجتماعية وتنموية، مطالب جل المناطق بالمغرب وليست مطالب خاصة بالقضية الأمازيغة. رفع رايات الأمازيغية في ظروف مثل هذه هو إذن خلط للأوراق وتجاوز لخط أحمر. هذا الخط الذي هو وحدة كل المغاربة وتضامنهم ونبذ كل نعرة عنصرية أو دينية أو مناطقية. أنا لا أقول هنا أن الإخوان في الريف نحوا منحا انفصاليا، لا وإنما أقول أنهم خلطوا الأوراق.
أن تترك الدولة أشخاصا، تملقا لها وطمعا منهم في تحويل دماء الشهداء عسلا يلعقونه، أن تترك الدولة هؤلاء يقومون مقامها بالمهام القذرة ليس سوى قرارا إراديا من الدولة نفسها بترك جسدها يتفسخ وهو ما ليس له أفق سوى الانحلال التام للدولة كدولة وهذا خط أحمر خطير على أولي الأمر معرفته والحذر من الاقتراب منه، وإن كان قد تم هذا الاقتراب سهوا فيجب علاج الأمر بحزم.
على المغاربة جميعا أن ينتبهوا إلى أن الدولة المغربية، كجهاز، والاستقرار المغربي، ليس ملكا لبضعة أشخاص أتت بهم ريح ما إلى الكراسي. إن الدولة المغربية، والاستقرار المغربي هما ملك للشعب المغربي وعليه أن يدافع عنهما قبل وبعد الدفاع عن مطالب التنمية والعدالة الاجتماعية.
بين قوسين "بن كيران يحلم بأن يكون ضمن لجنة لحل مشكلة الريف. لقد كنت ياسيدي ضمن/رئيس حكومة ولم تزد فقراء المغرب سوى تفقيرا. أم أنه بعد عمرتك علينا أن نتعامل معك كشخص جديد؟ قد نفعل ذلك، لكن إذا أكد لنا أحد أن الله قد غفر لك."
1) http://lakome2.com/politique/27713.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي