الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلبة الأمس ثوار اليوم

عدنان شيخموس

2017 / 6 / 6
الادب والفن


طلبة الأمس ثوار اليوم

ليالي شهرتموز لها نكهة خاصة ، فيها يدخل النهار مطلاً على الشوارع والأزقة بعد أن يكون قد غمر أسطح المنازل شبه المتساوية في الإرتفاع . في هذا الشهر، لا ننعم بالراحة والنوم الهادئ إلا نادراً وإن حصل فلسويعات قليلة. حر شديد يخاله المرء جحيماً ،الأمر الذي يجعل أغلبية الناس يهرعون إلى ظل يحتويهم في مقهى أو محل لصديق أو الرجوع إلى البيت مستظلاً بفيء يكون بين زوايا الجدران فيضاف زمن آخر إلى فترة القيلولة الإلزامية .
هكذا كانت غرفتي ، تحتضن بصدرٍ رحب أوجاع المثقفين و الطلبة على مدار الساعة ، تتقاسم هموم الزوار بوجه مشرق ، وتحافظ على اسرارهم بحنان وصمت مطلق ، تجمع ما بين الأحبّة ، و تستمع لهمومهم في تلك الساعات النهارية ، أو ساعات ليلية تغمرها السكينة والهدوء لاُحتواء الحديث بشوق يجعلك تصغى باُحترام وتشارك الرأي . أيام رائعة اُستفادت منها الذاكرة لتبقى وتنضج بمصداقية الحوار عبر الأزمنة والعقبات .
فعلا حال عامودا ذاك الوقت ليس كما هو عليه حال اليوم ، فرغم قلّة وسائل التّرفيه وقتها ، القيظ لم يكن مرغوبا بل كان ضيفا ثقيلا وكنّا مرغمين على تحمل ثقله .
فلكم بعض الشخصيات التي كنت أراها وأسميها بالطلبة لساحات النضال أيام الثمانينات.
هفال صبري :
كان نحيفاً جداً لايملك شيئا سوى ما يحتاجه كشخص عازب ووحيد ، لكنّه يمتلك مكتبة فكرية مخزنة تتجدد بإستمرار ، يناقش الطرف الآخر ببساطة فكرية لكنها عميقة ، والجميل وقتها أنه كان يعتبر نفسه أنه فرد من أفراد العائلة من أجل الإرتباط والتواصل أكثر .
هفال (امام) حسين حاويش:
لايختلف كثيراً عن صبري ،كان الإثنان لا يملكان ما يملكه الشباب في عمريهما ، كتلك الحاجيات الشخصية التي تدل على الرفاهية والنفاق ، لكنهما يملكان إرادة فولاذية تهش إحساس من خالطهما بروح تغمر اَفاق الجمال ، لهذا من صاحبهما لا يرغب في الإبتعاد خصوصا وأن أيام الصيف والليالي بعامودا تختلف عن الفصول الأخرى تساعد أكثر على اللمّة ومتعة الحديث .
غير أن الحشرات بالغرفة هي الأخرى كانت تستمتع باللّذغ هههه . وللتخفيف من معاناتهما طلبت منهما أن نغادر وننهي الحديث فوق السطح وننام هناك حيث الجو كان حارا جدا ، فكان الجواب : نحن لسنا أفضل من رفاقنا في ساحات النضال والوغى وشعبنا الذي يعاني أكثر منا؟! أين نحن مما هم عليه؟.
ما استوقفني فعلا أنهما ينكران خاصية الذات ، للإنصهار والتوحد ضمن إرادة المقاومة .
وقتها عرفت أن جيلاً جديداً قد ولد ، وأدركت أن الشعب الكوردي قد أمسك التاريخ من ناصيته .

فتحية صادقة وتحية محبّة للطلبة القدامى
فهم مناضلي و طلاب المدرسة الأوجلانية !
والرحمةالكبيرة والواسعة تغمر روح كل الشهداء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة