الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة الرياض..صفقة وصفعة وبركان

واثق الجابري

2017 / 6 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


إعتاد العرب جمهوراً، ومنذ تأسيس جامعة الدول العرب، بالتمتع بمشاهد الضحك، وكيف ينام الرؤوساء في قمة أمتهم، وعلى قناعة مجتمعية أن الكلمات إسقاط فرض لا يُطبق على الواقع، وسيتنصلون عنها خلف أبواب قاعة المؤتمرات، والحال يندرج على مؤتمرات لهم فيها تمثيل كبير كمؤتمرات القمة الإسلامية والأوبك، والإجتماعات الإقليمية بمنظمات أو مجموعة دولة على قضية محددة.
ما لا يعني القادة نفسه لا يعني المجتمع، والأول على قناعة أن الحضور لموقف داعم لتثبيت موقع الحكم، والثاني لا يحصد مردود أمني وسياسي وإقتصادي.
يبدو أن قمة الرياض الإسلامية الأمريكية، وما رافقها من قمم؛ مختلفة عن سابقاتها، وجدول أعمالها الذي خلا من عقد البروتوكولات والإجتماعات الجانبية، وأقتصرت على كلمات رؤوساء إختارتهم الرياض للخروج بموقف تتمناه، وقد لا تكون حقيقة الأماني موافقة للرؤية الأمريكية، وفوق عقلية المشايخ اللذين إعتمدوا على تسجيل أي نجاح بالرشى حتى في مباريات كرة القدم، وشراء المرتزقة والخدم، لتنظيف العورات وسد الفراغ الجنسي والدفاع في المعارك.
ما شغل مشايخ الرياض، تلك الأناقة التي تميزت بها زوجة الرئيس ترامب، ورشاقة جسد أبنته ايفانيكا، مقارنة بنسائهم التي غطى جسدها الخمار الأسود، ولم تنفع العطور الفرنسية في إضفاء النسائم من الأجساد المكمدة بالسواد، والممنوعة من سياقة السيارة والتحرك في الأسواق والمستشفيات للحوائج الخاصة، ووضعوا بنظارتهم الى الفاتنة الأمريكية، مقارنة بين المرأة التي اعتقدوها وراء رجل عظيم، وما في بيوتهم من بهائم.
إن الكاميرات والصور التي اقتنصها شباب العرب، خير تعبير على حقيقة مخيلة المشايخ وحراسهم، الذين ركنوا السلاح جانباً، وإنشغلوا بإطالة النظر الى ايفانيكا، وللملوك صور سرقة النظر والموافقة على ورق ابيض، وإنشغلت العرب بمليارات العقود والهدايا، التي سيدفعها الشعب السعودي لعقود، وإختلفوا على إجماعهم المرتقب؛ لتشكيل قوة سنية تناهض أيران وتقلل من نفوذها، وعليه إشترت السعودية طائرات أضعاف طياريها ودبابات وسلاح، يفوق عدد جنودها ومرتزقتها، وظهر حجم الخلاف العربي، وتفجير قطر لبركان، أشغل الرأي العربي ووجهه الى خلاف عربي عربي، بدل الخلاف الإيراني.
تصريحات قطرية ونفي في نفس اليوم، مقابل تصعيد إعلامي سعودي، والنتيجة، جملة مقاطعات عربية لقطر، وإنشقاق في مجلس التعاون الخليجي.
ما اعتقده مشايخ السعودية، شراء مصالح بلدهم بأموال طائلة مقدمتها نقداً 110 مليار دولار، وهدايا ويخوت تقارب نفس الرقم، ولكن ترامب إختلف عن سياسة الحرب الناعمة لأوباما، وجاء بالقوة وفرض الأتاوة والأتعاب، لحماية الخليج من الربيع والتقسيم، وتعويض الأزمة الإقتصادية الأمريكية، التي أنتجت مشاكل مع الصين والإتحاد الأوربي، وأشترط فتح مركز لمحاربة التطرف بأموال الدول المنخرطة في التحالف، وقطر لا تجد نفسها ملزمة وربيعها كان بطريقتها الخاصة، وباع ترامب للعرب إيقاف الربيع، مقابل قطعهم دابر الإرهاب ومدارس فكرية متطرفة من نتاجهم، ورفع من قيود الحريات، مع أن الأمريكان غير معنيين بالدفاع عن دولة دون مقابل، رغم تحقيقها النفوذ الإقتصادي والسياسي من القمة، وصار الخليج بمواجهة الأخوان في قطر، ولحقت بهم مصر لنفس الموقف، والنتيجة، أموال طائلة من الخليج آخرى، وجبهات تحتاج المزيد؛ لتجنيبها تداعيات الخلافات الخليجية، ونتيجة صفقة وصفعة وتفجير بركان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |