الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة (27)

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2017 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


أنهينا الحلقة الماضية بالملاحظة التالية: ((ألا يلاحظ القارئ بأن آرا خاجادور قد أوقع نفسه في تناقض واضح عندما لم يقم بتدقيق حصيلة الأرقام التي ذكرها وقارنها بماكتب؛ أواسط (1949) إلى أواسط (1953) يساوي أربعة سنوات وليست خمسة)). كما وزعمنا بأن بأننا سنضع أمام القارئ معلومات وقرائن تبرهن بأن حسين أحمد الرضي-سلام عادل لم يكن في سجن نقرة السلمان عام ( 1953).
لقد إستقيت هذه المعلومات والقرائن من النتائج المستخلصة من الدراسة المقارنة والمتأنية لأربعة مصادر كانت قريبة أو مطلعة، على الموضوعين اللذين أشرنا إليهما، وهي:
1- الكتاب الموسوم "سلام عادل سيرة مناضل" الجزء الأول الطبعة الثانية منقحة ومُزيدة 2004، تأليف ثمينة يوسف، نزار خالد.
(( فصل سلام عادل من التعليم للمرة الثانية خلال حملة الاعتقالات والارهاب في نهاية 1948. واحترف العمل الحزبي وسكن في بيت حزبي مع رفيق جالاك-الشخص الثاني في الحزب اثناء قيادة ساسون دلال، لكنه فتح دكانا مع طالب الثانوية المفصول الشهيد صبيح سباهي في الفترة ذاتها ليعملا معا. واصبح الدكان عنوانا للبريد الحزبي.
إبان قيادة ساسون دلال للحزب، شخص احد عملاء الامن سلام عادل في احدى مظاهرات عام 1949 وهو من ابناء مدينته، ورغم ضرب سلام عادل لهذا العميل على رأسه في المظاهرة، لكنه بعد ان آفاق من غيبوبته بسبب الضربة اخبر الامن عن هوية سلام(حسين احمد)، وبعد التحري القي القبض عليه وقدم الى المحكمة العسكرية التي حكمته مدة ثلاث سنوات تليها سنتان في الإقامة الاجبارية تحت مراقبة الشرطة. وبعد صدور حكم المحكمة العسكرية بقي سلام لفترة ثلاثة اشهر في سجن بغداد المركزي ببناية الموقف العام. وكنت اذهب لزيارته كلما أمكن ذلك.
اخبرني سلام في احدى تلك الزيارات بان حادثا سيئا قد وقع له، فقد استغل فرصة القيلولة عند نوم الرفاق، وجلس في المخزن يكتب لي رسالة، وبغفلة منه وقف مأمور السجن أمامه وخطف الورقة، الرسالة، من يده التي تصورها منشورا شيوعيا. وسجلت ضده دعوى بهذا الخصوص وسيقدم بسبب ذلك الى المحاكمة خلال فترة قصيرة ........ولكنهم لم يحضروه الى المحاكمة. وعرفت فيما بعد انه لم يقدم للمحكمة وقاموا بتسفيره الى سجن نقرة السلمان مع عدد اخر من السجناء، ويعد مرور عام على هذا الحادث جاءني احد الرفاق ليخبرني بوصول سلام الى بغداد للمحاكمة التي تمت بسرعة وانه سيسفر نفس اليوم عائدا الى سجن نقرة السلمان ويمكننا ان نلتقي به في محطة القطار.....أعطى الصديق بعض النقود للشرطة فسمحوا لنا بالتحدث اليه الى حين موعد تحرك القطار.......
ثم حدثنا عن المحاكمة وكيف قرؤت رسالته لي وكأنها منشور حزبي، لانه تحدث فيها عن اوضاع الشعب السيئة ومسؤلية الاستعمار والآفاق الممكنة لاسقاط النظام (حيث سنلاحق الاستعمار واذنابه واذناب اذنابه)...الخ فسأله الحاكم: لقد فهمنا من هو الاستعمار ومن هم اذناب اذنابه؟
اجابه سلام عادل: انهم المنفذون لارادة أذناب الاستعمار والذين يجلبون الويل على شعبنا.
فرد عليه الحاكم: اتقصدنا نحن؟
فقال له سلام: لستم أنتم فقط بل كل من يضطهد هذا الشعب ويعذبه.
حكمت عليه المحكمة بعد ذلك بعامين تضاف الى محكوميته فتصبح خمس سنوات، مع مائة جلدة "فلقة" مع عامين ابعاد وإقامة إجبارية تحت رقابة الشرطة))ص37-38
هذا كان ما يتعلق بأسباب سجن حسين احمد الرضي-سلام عادل وقرارات المحكمة. أما فيما يتعلق بكيفية إطلاق سراحه:
((انتهت محكومية سلام عادل في مطلع عام 1953. ونقل من نقرة السلمان الى الموقف في بغداد ثم الى الرمادي ووضع تحت الاقامة الجبرية فيها لمدة عامين. ولقد هرب سلام من المراقبة في اليوم الثاني لوصوله الى مدينة الرمادي في شهر حزيران "يونيو" 1953.))ص40

2-الكتاب الموسوم "صدى السنين في ذاكرة شيوعي عراقي" زكي خيري، ستوكهولم السويد في 25/12/1994:
((بعد هذا الانتعاش بين السجناء السياسيين استيقظت الآمال لنقل السجناء السياسيين من سجن نقرة السلمان الصحراوي إلى سجن آخر في إحدى المحافظات حيث يكون الاتصال بعوائل السجناء أسهل نسبيا. فتوصل التنظيم إلى أن الاضراب عن الطعام من أجل الانتقال إلى الحواضر هو الوسيلة الوحيدة الممكنة للانتقال. وحضر تحضيرا جيدا للإضراب ولاسيما إقناع الحزب بتنظيم الاعمال التضامنية لإسناد الاضراب بإخراج مظاهرات نسائية من عوائل السجناء والرفيعات الأخريات. وكانت الأحكام العرفية قد رفعت والحكومة القائمة آنذاك حكومة تسكينية. فطلب مدير شرطة البادية الجنوبية وفداً للتفاوض. وعرض علينا عروضا سخية لتحسين أحوالنا في سجن النقرة من كافة النواحي تحسيناً ملموسا حسب امتيازات السجناء السياسيين. ورفضنا عروضه جميعا واصرينا على مطلب نقلنا إلى احدى الحواضر والغاء السجن الصحراوي.
وبعد أيام شرعوا بنقلنا على وجبات إلى سجن بغداد والكوت ولكنهم في أخر لحظة استبقوا خميرة من السجناء السياسيين في سجن نقرة السلمان.
وصلت مع وجبة حميد عثمان إلى سجن الكوت ....
وبعد فترة وجيزة بوشر بحفر النفق من داخل السجن إلى خارجه وطلب حميد عثمان من بهاءالدين نوري أن يساعدنا على الهرب من السجن والالتحاق بالحزب بتهيأة واسطة لنقل الهاربين الى بغداد. فاعتذر بهاءالدين بأن الحزب غير قادر على إسعافنا بواسطة نقل ولا على إخفائنا في بيت من بيوت الكوت ريثما يتمكن من نقلنا.)) ص159
ويضيف زكي خيري في الصفحة 161 :
((وما أن ركبنا السيارة حتى أدركنا للتو واللحظة أن مضيفنا سلمنا بيد الشرطة السرية، ركاب السيارة، بعد أن قبض منا ومنهم «حقوقه» وعند جسر ديالى سلمونا بيد الشرطة القائمة بحراسة جسر ديالى على الطريق إلى بغداد-الكوت. ولم يفلح من الهاربين سوى هادي هاشم الذي بعد أن تركناه، سار الى الطريق العام وركب سيارة مارة وبقي طليقا عدة أشهر حتى ألقي القبض عليه في قضية أخرى.
..............
أضافوا إلى حبسنا مدداً أخرى، بضعة أشهر وأعادونا إلى سجن نقرة السلمان فالتقينا من جديد رفاقنا الذين كنا غادرناهم في قلب الصحراء، قبل حين.))
وفي سياق أخرين وفي ص 162يذكر ما يلي مايلي:
((لم يكتف حميد عثمان بتبني الحزب شعار الجمهورية بالاحتفال بهذه المناسبة السعيدة بإقامة حفلة سمر بل قرر البدء فعلاً داخل السجن الصحراوي بإقامة «جمهورية الشعب» فاعتصمنا في القلعة القديمة ومنعنا الشرطة من الدخول لإجراء التعداد الروتيني للسجناء وقطعنا براميل الماء الفولاذية واتخذنا منها سيوفاً ورفعنا العلم الأحمر لأول مرة في قلب جزيرة العرب الصحراوي. وأن يكن داخل سجن من سجونها!! وهذه «الاولوية» في كل شئ سمة ملازمة لليسارية الصبوية في العراق. وشرع حسين الرضي التعاون مع الشاعر زاهد محمد الذي كان يحول الطقوقات الشعبية الوجدانية إلى أغاني سياسية وكان مهوالنا، اي ناظم هوساتنا وأهازيجنا السياسية وأصبح مهوالاً جماهيرياً بعد أن خرج من السجن في أيام ثورة 14/تموز/1958م وسرعان ما نظما ولحنا نشيد «جمهورية الشعب»....))

3- مقال حسقيل قوجمان الموسوم: "الانشاد والغناء في السجون السياسية"*
((بعد اضراب ناجح عن الطعام نجحنا في مطلب اغلاق سجن نقرة السلمان ونقل السجناء الى سجن الكوت او سجن بغداد. وكان من شروط النقل ان تقوم المنظمة بتعيين السجناء في كل وجبة والسجن الذي ينقلون اليه. وكان من الطبيعي نقل السجناء ذوي المحكوميات الطويلة في البداية. قررت منظمة حميد عثمان نقل اغلب السجناء الى سجن الكوت الا اذا طلب احد السجناء لسبب ما ان ينقل الى سجن بغداد. وقررت منظمة سالم عبيد النعمان وكان عددهم لا يتجاوز العشرين الانتقال جميعا الى سجن بغداد. وقد استغرقت عملية النقل مدة طويلة بحيث ان عددا من السجناء ذوي المحكوميات القصيرة انتهت محكومياتهم واطلق سراحهم من سجن نقرة السلمان وكان بينهم حسين الرضي (سلام عادل) والدكتور حسين على الوردي وربما محمد العبلي ايضا.
كان انتقالنا الى سجن الكوت في اواخر 1951 وفي كانون الثاني من نفس السنة حصل هروب 14 سجينا من نفق حفر من السجن الى خارج السجن. ولكن الهروب لم يكن ناجحا لان الحزب لم ينظم وسيلة لنقل الهاربين الى بغداد فاضطروا الى المشي على الاقدام الى بغداد. وبعد هروبهم بيومين اكتشفت ادارة السجن فتحة النفق بالصدفة وبدأ البحث عن الهاربين وقبض عليهم جميعا ولم ينج منهم احد))
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=203538 *

4- كتاب: العراق- الكتاب الثالث، الشيوعيون والبعثيون والضباط الأحرار تأليف حنا بطاطو ، ترجمة عفيف الرزاز :
(( وكان حسين الرضي شاعراً ورساماً ومعلم مدرسة وبائعاً جوالات، وسكرتيراً عاماً للحزب منذ العام 1955 وحتى موته في السجن عام 1963.....
ولكنه اعتقل يوم 19 كانون الثاني(يناير) 1949 وأرسل إلى السجن بعد مظاهرة شارك فيها. ولدى الإفراج عنه في العام 1951 أُوكلت اليه مسؤولية القسم الجنوبي للحزب واصبح شخصية معروفة لدى عمال ميناء البصرة. وفي العام 1953 ارتقى إلى عضوية اللجنة المركزية ومثّل العراق في مؤتمر لندن الثاني للأحزاب الشيوعية ضمن مجال الإمبريالية البريطانية. وفي العام 1954، ونتيجة لدفاعه عن التخلي عن الخط «اليساري » الراهن، أبعد -كما يمكن القول-إلى الفرات الأوسط، ولكنه استدعي مجددا-كما ذكرنا قبلا-إلى بغداد في حزيران (يونيو) 1955 حيث تقدم إلى أعلى المراتب الحزبية...."ملف الشرطة العراقية رقم 3401وتصريح أدلى به فرحان طعمة، عضو اللجنة المركزية، أمام الشرطة يوم 28كانون الثاني(يناير)1958 وموجود في الملف رقم 5062. وحديث للمؤلف مع ناجي يوسف، عّم حسين الرضي والد زوجته، أجري في شباط(فبراير)1964")) ص22-23 .
(يتبع)













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة