الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطر: نهاية أحلام الطفولة؟

ناجح شاهين

2017 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


قطر نهاية أحلام الطفولة؟
ناجح شاهين
العلاقة بين قطر وجيرانها/أشقائها في الخليج لم تزد يوماً على التنافس في "البر والتقوى". ويشمل ذلك لسوء الحظ التنافس في إرضاء الولايات المتحدة وذراعها الماسي في المنطقة المدعوة إسرائيل.
لا نتوهم أن أي صراع عميق قد وسم العلاقة بين قطر ودول الخليج في أي وقت. لكن قطر طمحت إلى القيام بدور أكبر من حجمها مستفيدة من فورة النفظ والغاز. قطر في الحقيقة تمثل أفضل نموذج للنظرية الواقعية في العلاقات الدولية التي تنص على أن الدولة تسعى تلقائياً، إن سمحت الموارد والظروف، إلى التوسع على حساب غيرها بغض النظر اكانوا أصدقاء أم أعداء.
استفادت قطر من بعدها النسبي عن الفكر الوهابي الخالص لصالح نسخة قريبة جدة منه هي نسخة الإخوان المسلمين. ولكنها زاوجت بين ذلك وبين لبرلة إعلامية استعراضية لا تخطئها العين مثلها في الإعلام السياسي قناة الجزيرة الذائعة الصيت.
كانت المزاوجة مذهلة بالفعل: تم جمع ياسر زعاترة وعزمي بشارة ويوسف القرضاوي في مركب واحد. كما تم جمع حماس وإسرائيل وتركيا في مركب الصداقة والمحبة والتنسيق. وفي سياق نشاط محموم لركوب موجة الربيع العربي بدا أن قطر تقوم بالفعل بدور ريادي قيادي لا لبس فيه على حساب السعودية وغيرها. وقد توج ذلك في لحظة معينة بوجود أحزاب الاخوان المسلمين في السلطة في تونس ومصر. وكانت سوريا على وشك التحول الى معقل قطري بالفعل عندما دعا الرئيس محمد مرسي إلى التحرك القوي والعاجل للتخلص من حكم طاغية دمشق بشار الأسد. لكن بعد أسبوع فقط كان مرسي يواجه الأزمة التي أنهت حكمه ووضعت حداً لنمو الظاهرة الإخوانية.
تراجع المد "الثوري" القطري منذ العام 2014، ولكن قيادة الولايات المتحدة لم تتبن بديلاً لمشروع الشرق الأوسط الإخواني الجديد. فقط عندما وصل ترامب الى السلطة تغيرت الأشياء. وكانت رصاصة الرحمة على مشروع الإخوان وقطر وأردوغان هي وضع الاخوان وحماس في سلة واحدة مع حزب الله وداعش...الخ لقد تم إخراج المشروع الإخواني من دائرة المشروع الأمريكي المباح. وبالطبع يمكن لقطر أن تلقي بيوسف القرضاوي والجزيرة وزعاترة ...الخ خارج المركب وتواصل المسيرة بوصفها دولة خليجية صغيرة تسير في فلك السعودية التي تسير في فلك أمريكا وإسرائيل.
لكن يصعب على المرء أن يتخلى عن أحلامه دفعة واحدة: لا بد من أن تحاول قطر أن تحافظ على شيء من مكتسباتها التي جعلت منها تلبس رداء الدولة الكبرى الإقليمية. لكن هيهات: على قطر الان أن تختار مثلما قلنا في مقالة سابقة بين مركب ايران والمقاومة ومركب السعودية وأمريكا. نرجح أن قطر ستختار المركب الأمريكي لأنها بنيوياً لا يمكن أن تكون في موقع المقاومة الذي يعني انتحار الطبقة السياسية الريعية فيها. مهما ناورت قطر، راوغت وماطلت، فإن مصيرها هو العودة إلى ثدي الأم الخليجية مع البقاء بالطبع جزءاً لا يتجزأ من الأقمار التي تدور في فلك الشمس ألأمريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة