الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إقليم كردستان: إستقلال، أم هروب من أزمة؟

ضياء رحيم محسن

2017 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أقر إقليم كردستان إقامة الإستفتاء الخاص بالإستقلال يوم 25/9 من هذا العام، ويتضمن هذا الإستفتاء أمر واحد فقط، الموافقة أو عدم الموافقة على الإستقلال، وبغض النظر عن قانونية أو عدم قانونية هذا الأمر، فهناك أمور يجب أن يعلمها كثير من الذين ليس لديهم إطلاع على خفايا ما يجري وراء الكواليس.
بداية يقول المسؤولين الأكراد، بأن نتيجة الإستفتاء لا تعني بالضرورة الإنفصال عن العراق (فيما لو كانت نتيجة الإستفتاء لصالح الإستقلال) الأمر الذي يطرح تساؤل مشروع وهو إذا لماذا هذه الضجة؟
لو أردنا أن نتهم شخصا في إفتعال هذه الضجة، لن يكون أمامنا إلا شخص السيد مسعود البرزاني، فهو الوحيد المتحمس لفكرة الإستفتاء، نعم هناك أشخاص يريدون ذلك، لكنهم لا يصرحون به، لأنهم يعلمون حقيقة ما قلناه بأنه غير ملزم.
إذا لماذا يصر السيد البارزاني على ذلك؟
يمر الإقليم بأزمات كثيرة، منها أزمة عدم رواتب موظفي الإقليم منذ أكثر من سنة، بسبب الأزمة مع المركز، لعدم تسليمه الإنتاج النفطي في الإقليم للحكومة، وكذلكعدم موافقته على تدقيق حسابات الإقليم من قبل ديوان الرقابة المالية، وهناك أزمة رئاسة الإقليم، لأن السيد مسعود انتهت ولايته منذ أكثر من عام، وبالتالي أصبح رئيس منتهي الصلاحية، ولكي يبعد النار عن وجهه؛ إرتأى أن يقوم بهذه الحركة وهو يعلم يقينا أنها لن تجدي نفعا، لأسباب سنذكرها لاحقا.
يعتمد البارزاني على رؤية اللوحة من جانب واحد، فقد كان يظن أن مجرد قيام الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي بمساعدته في الحرب ضد داعش، بمثابة كارت أخضر للمضي في الإنفصال عن العراق، وأنه بمجرد وقوف تركيا الى صفه فيما يتعلق بتصدير النفط، خارج نطاق المركز، يكون بذلك كسب جانب تركيا، خاصة وأن الأخيرة تعتمد في مسألة الطاقة على الصادرات العراقية عبر ميناء جيهان التركي، وما يدره عليها من فوائد مالية.
الوجه الأخر للوحة الذي لا يراه السيد مسعود، هو أن هناك تتخوف منها الدول الداعمة له، أكثر مما يتصور، فالولايات المتحدة عندما دخلت العراق، لا ترغب بأن يكون مقسما، ليس حبا بالعراق وأهله، بل هي مصالح الولايات المتحدة قبل كل شيء؛ أو كما يقول الرئيس الأمريكي ترامب (أمريكا أولا)، ومصالح الولايات المتحدة في أن يكون عراقا موحدا على أسس نظام اتحادي مستقر وديمقراطي، لأنها تعلم يقينا انه لن يضبط إيقاع منطقة الشرق الأوسط، غير العراق حتى مع كل ما يجري فيه من مشاكل أمنية وتدهور سياسي.
وليس بعيدا القول بأن تركيا لن توافق بأي حال من الأحوال على إستقلال إقليم كردستان عن العراق، لأنها تخشى أن تصل النار الى داخل البيت التركي، والذي يزيد فيه عدد الأكراد هناك عن عشرين مليون نسمة، لذا فإنها عندما سمعت بالخبر، سرعان ما أكدت أن هذا سيزيد من من عدم إستقرار المنطقة، وهو الأمر ذاته الذي أكدت عليه المانيا والولايات المتحدة، بما يجعل من ورقة الإستفتاء ورقة مهلهلة بيد السيد البرزاني.
يمكن القول بناءا على المعطيات التي سقناها، بأن ورقة الإستفتاء عبارة عن هروب من أزمات كثيرة يعاني منها الإقليم، وحتى مع إفتراض نجاح الإستفتاء في المطالبة بالإستقلال، فلن ينجح قادة الإقليم في إيصال مواطنيهم الى بر الأمان، ذلك لأنهم ستكون أمامهم إستحقاقات كثيرة، لم يحسنوا التعامل معها الأن، فكيف سيحسنون التعامل معها وهم دولة مستقلة، بالإضافة الى أنهم سيصنعون لهم أعداء لن يقدروا على مواجهتهم، ناهيك عن أن الإقليم يفتقر الى مقومات إقتصادية عديدة، فليس لديه ميناء بحري مثلا يستطيع من خلاله تصدير ما ينتجه، وأستيراد ما يحتاجه، الأمر الذي سوف يثقل كاهل ميزانيته.
والحال كذلك فعلى العقلاء في إقليم كردستان، التفكير مرتين قبل التصويت لصالح الإستفتاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص