الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاج بالعاهات لكى يكون سلاح المقاطعة اكثر فاعلية

عبد العزيز الخاطر

2006 / 2 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الاحتجاج والغضب الإسلامي الذى يجتاح الأرض له ما يبرره فلم يعد يملك المسلم غير دينه فالجسد الإسلامي كله عاهات وعلل الداخلية منها أكثر من الخارجية ولم يعد سالماً منه إلا دفعته المعنوية وهويته الدينية " لا اله ألا الله محمد رسول الله " فالمساس بهذه الهوية وتلك الدفعة مساس بأخر خطوط النفس الإسلامية هنا تكمن خطورة الموضوع التي قد لا يدركها الفرد الغربي بشكل واضح لكي يبعدها عن ما يسمي بحرية الرأي ضمن مشروعه الحضاري . هناك محوران أود الإشارة إليهما في هذا المقال المحور الأول : كيف استطاع الغرب التغلب على مثل هذه المشكلة لديه ؟ والمحور الثاني : لماذا لا يشكل سلاح المقاطعة عاملاً حاسماً بيد الأمة العربية أو الإسلامية ؟
فيما يتعلق بالمحور الأول استطاع الغرب أن يُنسى العالم بماضية الأسود وحروبه الطائفية والدينية من خلال تطوره في جميع المجالات وبناء حاضر يقوم على ذلك التطور ليصبح بالتالي ركيزة التقدم ومثالاً يحتذي لجميع الأمم الأخرى في حين أن حاضرنا المتخلف وعدم تطورنا جعل من ماضينا متحملاً للمسؤولية ومرمى لحجارة الغير من الداخل والخارج رغم إشراقه بعض أطراف ذلك الماضي أنما الغث منه أكثر من السليم .
ثانياً : استطاع الغرب أن يفرق بين مثالية الدين وصورة حامله أو صاحبه (( من خلال مشروع المواطنة )) فالخطأ ملتحق بالصورة لا بالمثال فعندما يخطئ الفرد أو يرتكب آثماً فإنه ينعت بأسمه أو بجنسيته لا بدينه ، نحن كأمة لم ننجح في إرساء مشروع مواطنة حقيقي فأرتد الأمر الى الهوية وهي أسلامية بلاشك .
المحور الثاني : فيما يتعلق بسلاح المقاطعة وهو في ظني فعال ولكنه مؤقت التأثير . وكم كنت أتساءل عن عدم استمرار المقاطعة الإسرائيلية ومن بعدها المقاطعة للبضائع الأمريكية ولماذا لم يعد سلاح البترول فعالاً ؟ وغيرها . واعتقد جازماً بأن ذلك مرده هو في كوننا نستعمل عاهاتنا في الدفاع عن أنفسنا والجسد ذو العاهة لا يستطيع أن يجعلها خط دفاعه الأول فما بالنا إذا كان الجسد كله عاهات .
فالاقتصادات العربية والإسلامية اقتصادات هزيلة غير متكاملة ريعية الطابع في معظمها تفتقر الى أبسط مقومات التكامل أتت عليها رياح العولمة فألحقتها بها كوكلاء لا أكثر فإذا كان الناتج الإجمالي لدولة متوسطة كايطاليا أكثر من مجموعة النواتج الإجمالية لجميع الدول العربية فكم نتوقع مقدار التأثير التي ستحدثه أي مقاطعة عربية أو حتى إسلامية والسؤال الأهم كم ستستمر إذا كانت العاهة أصلاً موجودة ولم يجرى تصحيحها أو علاجها .
كما أن العاهة السياسية واضحة كل الوضوح فالأنظمة الشمولية والديكتاتورية ممتدة من أطراف أسيا حتى شواطئ المغرب وهي في حقيقتها ذات مشاريع فئوية ومقاطعاتها شكلية وقد جربنا ذلك مع إسرائيل ولا تشكل رديفاً حقيقياً لشعوبها والعكس صحيح فكم نتوقع أن تستمر مثل هذه المقاطعة السياسية والحال كما أشرت .
أما العاهة الاجتماعية فتتمثل في استبعاد العديد من الطبقات الاجتماعية والعرقية وعدم الإيمان بدور المرأة وأهميته وما الى ذلك .
في اعتقادي : أن العمل على إصلاح العاهات هو الطريق الى مقاطعة حقيقة تعيد للأمة هيبتها ودورها التاريخي أما الدفاع عن ذلك بالعاهات كما هي فهو دفاع ضعيف ضعف العاهة نفسها ولا يستمر طويلاً نحمد الله أن الأمر لا يتعدى سوى دولة صغيرة محدودة هي الدنمارك ولكن نسمع كذلك عن تهديداً سيصدره الاتحاد الأوروبي وهنا ستظهر محدودية العاهة التي سنستعملها للدفاع عن حقوقنا ومقدساتنا بشكل مأساوي على كل حال : من الأمس بدأت شخصياً " كمعوق أعاني من عاهة هي جزء من عاهة أكبر " مطبقاً لهذا المقاطعة عندما اخترت زبده نيوزيلندية بدلاً من أخرى الدنماركية المفضلة لدى وفي جيبي تليفوني النقال " نوكيا " الفنلندي الجار الحميم للدنمارك وتنتظرني سيارتي اليابانية في الخارج وكلي تصميم على الدفع بعاهات أمتي والامتثال لأوامرها للدفاع عن هذه الممتلكات في حالة الضرورة ولكن الى متى وقد أصبحنا مجرد أشياء تجاور أشياء وأصبح الفرد منا يُعَرف بما يملك من متاع الحضارة الغربية أي بما تجلبه العاهة نفسها لا بمواطنيه أو دورة أو حقوقه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناتور أمريكي لنتنياهو: نقف بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس


.. نحو نصف الديمقراطيين يدعمون استبدال الرئيس الأمريكي جو بايدن




.. ناشط يوثق اشتعال النيران في مستوطنة -كفار عتصيون- شمال الخلي


.. فوضى في شوارع العاصمة الهندية جراء سقوط أمطار قياسية




.. منافسو الرئيس الموريتاني يتهمونه باستغلال موارد الدولة لتحقي