الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الالتزام بالمطالب الاجتماعية وانتشارها نجاح للحراك في المغرب

فؤاد وجاني

2017 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الخبز، التعليم، المستشفى، الطرق، السكن اللائق، مطالب يتوق لها جميع المغاربة، تُوحدهم، تَصهر كل الخلاف الفكري والمذهبي والعرقي والسياسي واللغوي. طاولات المدارس وموائد الغذاء كانت تجمعهم منذ القدم، لا يسار فيها ولا يمين، لا سني ولا شيعي أو مسيحي أو يهودي أو ملحد أو لا ديني أو سلفي أو صوفي أو علماني وباقي المسميات التي لا يستسيغها عقل واعٍ حكيم وما أنزل الله بها من سلطان. هذه هي القِبلة الصحيحة لمقاومة الاستبداد، لإظهار حقيقته أمام العالمين.
إنْ حمَل هراوة القمع حمل المحتجون راية ناصعة البياض، فهل هناك أكثر من هذا إيمان؟
إن أخرج المخزنُ البلطجية و"الشمكارة" خرج المثقفون والدارسون والوعاظ والفلاسفة والمسرحيون والبهلوانيون.
إن جاء بالطعاريج والبنادر قوبل بقرع الطناجر والمغارف. إنْ حمل السيوف والخناجر رفعوا الرغيف الفرنسي ) أو الكومير بلهجتنا الدارجة أو أغرم بأمازيغيتنا اللذيذة( ، سموه ما شئتم، لكن اجعلوه شعاركم، لأنه رمز البذل والتضحية والتسامح، والمطالبة به تجعل المخزن المستبد يبدو عاريا بشعا بذيئا جشِعا.
لوّحوا للمخزن أن باستطاعة الجائعين الإيمان بالعدل والكفر بالاستبداد، وأن الطاعة لا تُلزم إنسانا لا يجد مشفى لعِلاته وجروحه، وأن الجهل عارٌ ومنكر لا يُسكت عنه، وأن الراية التي لا تصون كرامة مواطن قد يأتي يوم يتبرأ منها الولاء نفسه.
قولوا له إن الوطن مليء بالخير في البر والبحر والسماء، ولا نطلب نصيبا سدسا أو ثلثا أو نصفا من الفوسفاط، ولا نرجو مأذونية من صاحب الكمال والجلالة والمهابة وكل الصفات الحسنة، لكن رجاء لا تضحكوا علينا بقفة رمضان، إنما وفروا لنا الخبز بأبخس الأثمان، وأمّموا لنا التعليم، وجهزوا لنا مستشفى، وعبدوا لنا الطريق. فقد سئمنا الجوع والمرض والطحن والموت غير المبرر، وأكثر من هذا مللنا تكلف الملك بالدفن، فنحن الشعب ونستحق الحياة.
إن المطالبة بتحسين الظروف المعيشية للمواطنين تعري واقع المخزن ونظام المحسوبية ، تجعل سارقي أموال الشعب يبحثون عما يتدثرون به بعد أن طعموا من شجرة الشعب الحرام، تُرديهم خاسرين وقد اعتقدوا واهمين أنهم رابحون.
نشر الحراك السلمي في ربوع الوطن ضمان للنصر، هزيمة للقمع، فعصيهم لن تكفي عدد الخلائق المعطلة والمفقرة والمحتقرة والمركعة، والشعب حتما ينتصر حين لا يفكر فيما قد يخسره.
ومن واجب المضهدين ألا يتركوا ضمير الظالم يغفو وإلا صرحوا ضمنا أن أعماله صحيحة وأصبحوا شركاءه بصمتهم في الظلم.
فكروا في البلد تفكيرا مليّا قويما، ولا تبيعوا مستقبل أبنائكم مقابل سلامتكم الظرفية ورفاهيتكم الكاذبة. وتجنبوا العنف فإنه لا يحل أزمات الشعب بل يعقدها، واحذروا أن يجركم المخزن إليه فإنما هو مقبرة الحراك، إذ ينجب المرارة في نفوس المغلوبين ويزرع الوحشية في الغالبين. احملوا الشموع والأزهار ولافتاتكم واصدحوا بالأصوات ضد التفقير والتهميش، فأنتم حينئذ الغالبون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و