الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيل يناير وجنون السلطة

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2017 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ليس خفياً أن أسوء ماأفرزته ثورات الربيع العربى هو صعود تيار الإسلام السياسى فى كل المنطقة العربية ، لكن الأمر فى مصر حمل معه أكثر من كارثة ، فلم تتفجر ثورة يناير عن مجرد صعود لتيار الإسلام السياسى فقط ، ولكن عن صراع أجيال أيضاً، فقد حمل جيل يناير ، أو جزء كبير منه على الأقل ، مفاهيم مغلوطة عن الصراع الدائر فى بلده وفى كل المنطقة ، بأنه صراع أجيال ، وليس صراع بين الأصولية الدينية والدولة الحديثة ، كما يروج هذا الجزء الكبير منه ، وفى ثنايا تلك الدعوة المغلوطة أخفى هذا الجيل طموح شره للسلطة ، مخادعاً نفسه بأن التخلص من الأجيال القديمة هو السبيل لتحرير مصر من أزماتها متجاهلاً أن نصفه الإسلامى ، وليس الأجيال القديمة ، هو من يحمل السلاح ويقتل الناس يومياً ، متجاهلاً أيضاً ، أن جزءً كبير منه قد أصبح بالفعل فى السلطة ، وذلك فى مقاعد مجلس النواب ، الذى يحتل الشباب نحو نصفه ، دون أن يغير ذلك من واقع مصر التعس شيئاً ، وهكذا فبمثل هذه المفاهيم المغلوطة تحولت الثورة المصرية إلى كارثة حقيقية.
مرة أخرى نود أن نرسل بعض الرسائل لهذ الجيل الحائر، أولها طبعاً هى أن الإسلام السياسى ، بكل أجياله ، هو المشكلة ، هو الذى قتل الناس ، ودمر الإقتصاد ، وألبس نسائنا الخيش والنقاب ، وزرع الفتنة الطائفية ، وقزم دور مصر السياسى والحضارى فى المنطقة والعالم ، ومكن من حكم العسكر ، فإذا أردت أن تحرر بلدك فعلاً إنزل وقاتله ، ولاتشغل بالك بالأجيال القديمة ، إنتصر أولاً على نفسك ، على نصفك الإسلامى المدمر ، فإذا مانجحت فى مهمتك التاريخية التى مازلت تتهرب منها ، فسوف يؤول إليك الحكم تلقائياً.
لماذا لم يتفجر صراع أجيال فى تونس بينما تفجر فى مصر ، الحقيقة هى أن ذلك قد حدث لإن مستوى الوعى والأخلاق فى تيار الثورة التونسى كان أعلى ، فقد إنضم الجميع حول أفكار ومبادئ دفاعاً عن بلادهم ضد تيار الإسلام السياسى ، وليس طمعاً فى سلطة، ولم يكن لدى شباب الثورة التونسى أى حساسية فى أن يرأسهم رجل تجاوز الثمانين من عمره ، طالما أن التحالف ضد تيار الإسلام السياسى قد تطلب ذلك ، فى تلك اللحظة التاريخية من عمر بلادهم ، بينما أنت هنا حاتموت على قطعة من التورتة.
ترودو وماكرون لم يحكموا بأعمارهم ، ترودو وماكرون حكموا بإمكاناتهم ، فهل لديك مثل إمكاناتهم ، قبل أن تتطلع للحكم مثلما حكموا؟ هذا هو السؤال الذى يجب أن تسأله إلى نفسك قبل أن تصيح فى كل مناسبة (عايزين من ده) وفى نفس المناسبة يجب ان تتذكر دائماً أن نصف مجلس نوابك شباب ، لكنهم بالطبع ليسوا من فصيلة ترودو ماكرون.
هل تعلم أن شباب الثورة الفرنسية قد وضعوا فى أول دستور لهم بند خاص يدعو إلى رعاية كبار السن ، بينما أنت تعمد بمناسبة وغير مناسبة إلى الهجوم عليهم وإهانتهم ، هل يعطيك ذلك فكرة عن عمق الهوة الأخلاقية ، بين شباب الثورة الأم ، وبينك؟
إنزل وقاتل معركتك ، أو على الأقل نقطنا بسكاتك ، حتى يفرجها ربنا من عنده!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا