الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بورتريه مدينة تستقبل ملاكا من الرب

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2017 / 6 / 11
الادب والفن



لماذا يقتلني ملاك الموت المدجج بالحقد
لم أكن أفعل شيئا هنا
أكثر من الإنصات للأشياء من حولي..
كنت أنصت يإذني كلب متيقظ
ربما لأن ملامحي لا تشبه ملامح كلاب الحراسة،
توقف عندي، كما يفعل العابرون..
ربما لأني أسقط إلى القاع، في ساعات تبرمي،
للبحث عن لقى لا تهم كلاب الحراسة،
ولا تهم حتى ذوي الملابس الجميلة..
هل أبدو له غريبا حد وجوب إستحقاقي لفعل التطهير؟
هذا يسميه الآخرون - الآخرون الذين يشبهون ظنون سارتر -
اللغو المفزع الذي يشبه نباح الكلاب.
ربما لهذا السبب كانوا يمرون بي
وهم يحملون شموعا لاهبة
لطرد الأرواح الشريرة.

من جهة أخرى، الجهة التي لا يصلها شهيقي،
كان الأمر يبدو ببهجة ديوجينسية،
والكل يمر وبيده مصباح، في وضح الكلام...
وليرسم، كل، بورتريه الخاص، المقاوم للصدأ،
كانوا يعودون بنصف وجوههم غير الدسمة،
ليوهموا الرب بقدسية لا يراها غيرهم.

هكذا يستعدون لبطشة ملاك الموت الكبرى،
في مدينتي الصغيرة..
هكذا ينزلون درجتين إلى أسفل -
أسفل بئر يوسف، يوسف المسروق من أبيه لا يوسف الزاهد بقلب زليخة -
ليشبعوا بورتريهات وجوههم من براءته، بالمجان..
فالموت موت ويجب أن لا يكلف مالا.

قد أكملت ملامح وجه مدينتي الآن وسأصمت
يقول أحد شيوخ مدينتي: كلنا نصمت في النهاية الصمتة الكبرى... التي تأتي كالبطشة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال