الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخميسات: هدية ملغومة في رمضان، من اتصالات المغرب لساكنة حي السلام.. / بنعيسى احسينات - النغرب

بنعيسى احسينات

2017 / 6 / 12
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


الخميسات: هدية ملغومة في رمضان، من اتصالات المغرب لساكنة حي السلام..

بنعيسى احسينات - النغرب

تفاجأ ساكنة حي السلام بالخميسات، في الأيام الأولى لرمضان، بإقامة ونصب عمود عملاق للاتصالات المغرب، في ركن بساحة الحسن الأول بتقاطع شارع بئر أنزران وشارع نميرة الجيلالي، المحاطة بكثافة سكانية مهمة، وذلك لتقوية شبكات الاتصالات الهاتفية المتنقلة والمحمولة وغيرها، دون مراعاة صحة الساكنة وسلامة البيئة، من جراء الأضرار التي سيتسبب فيها هذا الإجراء الخطير، في غياب استشارة الساكنة أو طمأئتها قبل الإقبال على هذا الفعل.
والغريب في الأمر أن المرخصين للاتصالات لإنجاز هذا العمل، هم ممثلي السكان بالمجلس الجماعي بالخميسات، الذين لولا أصوات الساكنة ما كانوا هناك. لقد كان من الأحرى أن يفكروا في مخاطر هذا العمود المشئوم على الساكنة وعلى البيئة، وعلى الأقل استشارة الساكنة قبل البدء في الإنجاز. ولقد علم جل الساكنة أنه تم رفضه بأحياء أخرى بالخميسات، فتم خلسة إقامته بحي السلام بساحة الحسن الأول التي يزورها ليل ونهار زوار مع أطفالهم وذويهم، من جميع أحياء المدينة وخارجها، من أجل الراحة والاستجمام. وذالك طبعا من أجل مقابل، أي دخل إضافي للبلدية، وذلك على حساب صحة الساكنة وتلويث البيئة. فماذا يمثل هؤلاء المنتخبين بالمجلس الجماعي للخميسات، إذا لم يهتموا بشئون الساكنة ومصالحهم والدفاع عن ما يمكن أن يتعرضوا له من مخاطر وأضرار وغيرها، مقابل التصويت عليهم بسخاء طبعا؟؟

فالساكنة جد مستاءة ومتدمرة من هذا الفعل، وهي تطالب بقوة وبإلحاح، سحب هذا العمود ولوازمه من الساحة. وهي مقبلة على اتخاذ سلسلة من الإجراءات، في مقدمتها عرائض موجهة للمعنيين بالأمر من سلطات ومجلس بلدي واتصالات المغرب وغيرهم، ثم تليها وقفات احتجاجية بعين المكان، التي تراهن الساكنة المحيطة للساحة، على انضمام باقي الأحياء إليها، وبعد ذلك يمكن اللجوء للقضاء، لأن هناك متضررين مصابين بأمراض خطيرة كمرضى القلب والشرايين وغيرهم.

فاتصالات المغرب لم تقم بأي مبادرة تذكر لتحسيس السكان وطمأنتهم عن منافع وسلامة هذا الإجراء الذي له عواقب خطيرة عل صحة الإنسان وسلامة البيئة التي تتجلى في الأشعة الكهرومغناطيسية المنبعثة منها، وقدرتها على التفاعل مع خلايا جسم الإنسان. فعلى الأقل تعليق ورقة تقنية قرب العمود تبين فيه منافعه ومعايير السلامة المتخذة في هذا الشأن لطمأنة الساكنة بصفة خاصة والمواطنين بصفة عامة. هذا لم ينجز بطبيعة الحال، لكون المواطن يبقى آخر من يعلم، ربما لا يحق له أن يعلم بالمرة، ما دام هناك من يفكر مكانهم ومن أجلهم. أليس هذا قمة الاحتقار والتنقيص من ذكاء الساكنة؟؟

فتأثير هذه الأعمدة وهذه الأبراج التابعة للاتصالات المغرب، على صحة الإنسان بشكل خاص، والبيئة بشكل عام، وما تسببه من أضرار على وظائف الدماغ والجهاز العصبي والدم والصحة الجسدية والنفسية، وذلك بعد انتشارها الغير السليم، وسط المناطق السكنية وفوق المباني بصورة ملفتة، مما أقلق السكان الذين أبدوا تخوفاً من الأضرار الصحية التي قد يسببها وجودها قريباً من مساكنهم ومكاتبهم ومدارس أبنائهم. لذا يعارضون وبشدة نصب هذه الأعمدة ويطالبون نقلها إلى مكان بعيد عن سكناهم، حسب ما تقتضيه المعايير الوطنية والدولية في ذلك.

هناك دراسات تؤكد خطورة هذه المحطات على صحة الإنسان، إذا وضعت هذه الأبراج والأعمدة بالقرب من الأحياء السكنية والمرافق العامة والمستشفيات والمدارس فيمكن لها أن تحدث ضررا وتسبب أمراضا للإنسان في استخدامها، في غياب الشروط الموصي عليها، للحفاظ علي صحة الناس، وتقيد المسئولون عليها بالارتفاعات والمسافات المسجلة دوليا،ً وعدد الموجات والترددات اللازمة، فإن الأبراج والأعمدة هذه تشكل خطرا على صحة الإنسان.

وقد أوضحت دراسة أخرى أن الأشخاص الساكنين قرب المحطات القاعدية للجوالات يشتكون من مشكلات في الجهاز الدوري إضافة للأعراض سابقة الذكر كما إن دراسة أخري على متطوعين عرضوهم لأشعة مماثلة لمن يبعد 80 م من برج جوال وقد أحس الذين تعرضوا لهذه التجربة بتغيرات كهربائية في الدماغ وعدم الإحساس بالصحة، حيث أشاروا إلى أن هناك أزيزا في رأسهم، وزيادة في ضربات القلب، ومشكلات تنفسية، عصبية، تهيج، صداع ورعشة..

إن تجاوز كثافة الحقول المغناطيسية للحدود الدولية المعتمدة التي تعتبر ضرورية لضمان عدم التأثير على الصحة والسلامة العامة. مع هذا قلمّا سمعنا من جهات وطنية أو محلية إن قامت بدور مماثل لتنظيم قطاع الاتصالات، اعتمادا على مواصفات وتعليمات دولية، وفق احدث المرجعيات العالمية ومستجدات، وتحسيس وتوعية الساكنة والمواطنين بها.
ربما لهذه الأسباب قررت لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، أن الحق في سكن مناسب هو حق يتألف من مجموعة محددة من العناصر ومن ضمنها الموقع المناسب، ويتضمن ألا يكون السكن مبنيا على أو قرب من مصادر التلوث البيئي والكوارث المحتملة، كأن يكون مبنيا بالقرب من مصادر التلوث الأولية مع ما ذكر فإن هناك جدلا كبيرا حول التلوث الكهرومغناطيسي،والتي تعد أبراج الجوال وأعمدتها، إحدى مصادرها، تؤثر بشكل سلبي على صحة. الإنسان وسلامة البيئة.
لذا فالوقاية من هذه الآفة، كما تعبر على ذلك، الكثير من الدراسات أجريت على الموضوع، تنصح بابتعاد أعمدة أو أبراج التقوية عن المناطق السكنية لتكون آمنة، وذلك بمسافة 400 متر على الأقل..

هل ستكلف مؤسسة الاتصالات نفسها، من خلال فروعها في أقاليم المملكة، لنزول فريق فني متخصص قي هذا الجانب للتأكد من جميع المواصفات الموصي بها وخاصة ما أوصى بها رئيس برنامج الحماية من الإشعاع الكهرومغناطيسية التابع لمنظمه الصحة العالمية، ودلك بوضع حل لمعامل الأمان ضد الإشعاع، والتي لا تزيد كثافة ألقدرة الإشعاعية، على تتجاوز 0.4 ملي وات/سم 2، إذ كثافتها المفرطة هي السبب الرئيس لهذه الأمراض التي تصيب الناس وتلوث البيئة. وهذا الفحص يجب إن يعمل ويتكرر كل 6 أشهر على الأقل، مع تحسيس الساكنة في كل إنجاز من هذا القبيل، بفوائدها ومخاطرها وطمأنتهم على سلامة هده التجهيزات التي تقيمها هنا وهناك دون سابق إنذار.

فأين نحن من هذه الإجراءات الضرورية، إذا كنا فعلا نحترم حق أهلنا ومواطنينا في الحياة والسلامة البدنية والبيئية، ولا نريد ضررا لهم، بل نعمل كل ما في وسعنا لتجنب أي ضرر كان، والعمل على الوقاية منه والقضاء عليه، إن حصل لا قدر الله. لكن لا حياة لمن تنادي. لك الله يا وطني..
للتذكير، فساكنة حي السلام المحيطة لساحة الحسن الأول، مصرة على طلبها برع الضرر، وذلك بإزالة العمود العملاق للاتصالات المغرب ونقله إلى مكان آخر، بعيدا عن السكان، كما تتطلب ذلك المعايير الدولية المتخصصة في المجال، المذكورة أعلاه.
نتمنى أن يجد طلب الساكنة آذانا صاغية وتفهما موضوعيا وعقلانيا من طرف المسئولين عن اتصالات المغرب والسلطات الوصية عليها وممثلي الساكنة بالمجلس البلدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة