الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفعيل دور العراق في المحيط الإقليمي

زيد كامل الكوار

2017 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية




شهدت العقود الثلاثة الأخيرة انحسارا دبلوماسيا ملحوظا على المستوى العربي والإقليمي والعالمي بسبب السياسات العدوانية الرعناء التي كان ينتهجها نظام صدام حسين الدكتاتوري ومعاداته أغلب دول المنطقة والإقليم ابتداء من حرب السنوات الثمانية مع الجارة إيران منذ عام 1980" حتى نهايتها في عام 1988 " , وأعقبها بد ذلك باجتياح الكويت في عام 1990. وما الحصار الاقتصادي الجائر الذي فرض على الشعب العراقي الصابر إلا نتيجة حتمية للسياسات العدوانية من جانب الحكومة العراقية اتجاه جيرانها .
وبعد التغيير الشامل الذي أحدثته أمريكا في العراق بعد احتلاله في نيسان من عام" 2003 "، صار لزاما على الولايات المتحدة بوصفها دولة احتلال أن تعيد ترتيب الأوراق الدبلوماسية مع العراق لإعادته إلى حضيرة الدبلوماسية الدولية فكان مؤتمر باريس وما قامت به الكثير من الدول الدائنة للعراق بخفض أو مسح ديونها على العراق دعما له وبغية فتح صفحة جديدة في العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية. فكان أن حدثت بعض النجاحات الدبلوماسية وإن كانت فقيرة نوعا ما، لكن التطور المهم الذي حدث في علاقات العراق الخارجية في السنوات الأخيرة وتحديدا بعد اجتياح داعش المفاجئ لأجزاء كبيرة من أرض العراق الطاهرة، هذا التطور في العلاقات الخارجية يعود للانتصارات التي تحققها القوات العراقية في حربها ضد الإرهاب، وشعور الدول الإقليمية والعالمية بأن العراق الذي تصدى لهذه المهمة المصيرية الحساسة إنما يدافع عن البشرية جمعاء وليس عن بلده وشعبه فحسب، ووقوف تلك الدول إلى جانب العراق في حربه بالدعم المادي والتسليح أصبح واجبا أخلاقيا لن يتمكن أحدهم من التنصل منه لأنه بذلك سيدخل لائحة الدول الداعمة للإرهاب. ولا شك أن العراق بثقله الاقتصادي والتاريخي ورصيد موارده البشرية العالي يمثل بيضة القبان على الصعيد العربي والإقليمي. ولا يمكن للمنطقة بحال من الأحوال أن تشهد استقرارا سياسيا واقتصاديا وأمنيا بعيدا عن مشاركة العراق بفاعلية في ذلك الاستقرار، الأمر الذي أوجب على دول المنطقة والإقليم أن تفتح مع العراق صفحة جديدة، وتتجاهل وتتناسى مغامرات النظام الدكتاتوري المباد وما جرّته على المنطقة من الويلات والمشاكل المستعصية. إن بلدا مثل العراق بتاريخه الضارب في القدم ليس من السهل تجاهله أو تحييده عن سكة التطور والانفتاح على العالم الخارجي لاسيما محيطه الإقليمي الذي تربطه معه علاقات قديمة شابها الكثير من الجدل وترتبت عليها ملفات عالقة في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية يجري العمل على تذليل صعابه وإنهائها بالتراضي والتفاهم أملا بالاستقرار والهدوء في المنطقة. ولن يكون استقرار أو هدوء في المنطقة إلا بتطبيع العلاقات بين العراق وجيرانه وفقا لأسس العلاقات المتكافئة وحسن الجوار، ولا ينكر أن الأطراف مستفيدة جميعها، ومن الضروري بمكان الابتداء بالانفتاح على الدول العربية لما للمشتركات الكثيرة في ما بيننا وبينهم ، ولما لتأثيرهم الكبير في المنظومة الدولية بحكم علاقاتهم الدبلوماسية والاقتصادية المتينة بالدول العظمى , وقدرتهم على التأثير في اقتصاد العالم سلبا وإيجابا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل