الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارات التمدن: حواري مع باباعلي الجباري حول المؤتمر السادس للحزب الشيوعي الكوردستاني - العراق في نظرة سياسية ورؤية تحليلية..

ماهر عدنان قنديل

2017 / 6 / 12
مقابلات و حوارات


الأستاذ باباعلي الجباري ضيف سلسلة حوارات التمدن:

تعريف بالأستاذ باباعلي الجباري: نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوردستاني، محامي ورئيس منظمة الأرض (المصدر: الحوار المتمدن).

البداية:

* ماهر عدنان قنديل: تحياتي الأستاذ باباعلي الجباري.. منذ نضالات شريف باشا التي أدت إلى توقيع معاهدة سيفر سنة 1920 ولوزان سنة 1923 مرورًا باعادة تدويل القضية سنة 1991 في مجلس الأمن الدولي من خلال القرار 688 لوضع حد لممارسات صدام حسين في إقليم كردستان وإلى غاية اليوم، تتقدم القضية الكردية خطوات ثم تتراجع، وهذا راجع، حسب رأيي، للمحيط الإقليمي المُعادي لها وفقدان الدعم الدولي الفعلي.. الأستاذ باباعلي، كناشط مُخضرم في القضية الكردية منذ سنوات، ما هي المتغيرات الأساسية محليًا وإقليميًا ودوليًا التي أصبح يتلمسها النشطاء الأكراد اليوم لتحقيق حلم تقرير المصير والدولة القومية مقارنة بالماضي؟

* باباعلي الجباري: الاخ العزيز ماهر عدنان قنديل اولا - على الصعيد المحلي: عراقيًا و كوردستانيا، العوامل التي تؤدي الى اضعاف عملية تنشأة الدولة القومية في العراق، وابقائها في طورها التكويني وعدم ترسيخ الوحدة فيها، ارضا وشعبا، لحد هذه اللحظة، حيث ينعكس حقيقة هذه الوجهة، في قول الملك فيصل الأول الشهير، وقلبي ملآن أسى، أنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد.......الخ. يمكن الاشارة الى اهم العوامل الداخلية:
1- شدة الانقسامات الدينية والطائفية والقومية في المجتمع العراقي
2- استمرارية الصراعات الطائفية الحادة بين الشيعة والسنة على ارض العراق منذ اول لحظاتها التأريخية.
3- التاريخ النضالي للحركة التحررية الكوردستانية والتضحيات النضالية للشعب الكوردستاني من أجل نيل حقوقه والمحافظة عليها.
4- الاستقلال العملي لاقليم كوردستان منذ انتفاضة آذار عام 1991 ولحد الان وتشكيل المؤسسات الاساسية كالبرلمان والحكومة، اضافة الى مجالس المحافظات والادارات.
5- وضع الأسس العامة للاستقلال الاقتصادي رغم عدم تكامله، واعتماد الاقليم على نفسه خلال الفترة من اسقاط النظام ولغاية 2003
6- تبلور الهوية الكوردستانية الى هوية ثقافية وطنية خاصة ومتميزة عن الهويات الاخرى سواء في العراق أو في المنطقة.
7- سياسة الانفتاح والنجاحات التي تحققت في المجال الدبلوماسي، وعلاقة اقليم كوردستان الخارجية بالوسط الاقليمي والدولي، الامر الذي أدى الى فتح أعداد كبيرة من القنصليات في اربيل.
8- وجود حالة من التعايش المشترك بين المكونات القومية والدينية الكوردستانية، وضمان حقوق تلك المكونات قانونيا في اقليم كوردستان.
9- القدرة الدفاعية الكامنة للقوى البشرية في كوردستان وبالاخص تلك القوى الفاعلة في أواسط الشباب، ودخول النساء بشكل فعال المجال العسكري، واستعداد الجماهير للدفاع عن كوردستان جنبا الى جنب قوات البيشمركة لمكافحة الارهاب، مما يشكل القوة الفاعلة في الدفاع عن حق تقرير المصير بعد اجراء الاستفتاء.
10- رغم اختلاف الاحزاب السياسية العراقية على توقيت اقرار حق تقرير المصير، لكن اكثريتهم يستوعبونه و يعترفون به.
ثانيا - على الصعيد الاقليمي: رغم تطور القضية الكوردية في الاجزاء الاربعة، وخاصة تجربتي كوردستان الجنوبي والغربي ، هناك تطورات، في شمال و شرق كوردستان، اما حول مواقف تلك الدول تجاه اعلان الاستقلال وبناء دولة كوردستانية، في اي جزء من اجزائها، فمواقفهم لحد الان سلبية، وكل محاولاتهم هو سد الطريق امام تحقيق حلم الكوردستانين.
ثالثا - على المستوى الدولي: لاشك ان ضعف التحول الديمقراطي في الداخل، يعطي مبررات اكثر لتدخل الدول والمنظمات الدولية في الشؤون الداخلية وخرق سيادة الدول ونشيرالىبعض التغيرات التي يمكن الاستفادة منها:.
1- تطور مفهوم حماية حقوق الانسان واتخاذ الكثير من القرارات التي اتخذته مجلس الامن بهذا الشأن، كقرار 688 و عام 1991و قرار 775 في 1992 تجاه العراق وقرار رقم 814 في 1993ضد الصومال و قرار 752 للتدخل في يوغسلافيا و وحسم الكثير من النزاعات المحلية كما في التيمور الشرقية والسودان ويوغسلافيا نتيجة التغيرات التي حصلت في سياسة الامم التحدة تجاه الدول التي تتميز بالتعددية، ولم تكن انظمتها السياسية مستعدة، لحسم صراعاتها الداخليةسلميا.
2- العلاقات التي تجاوزت الحدود السياسية والعلاقات الرسمية بين الدول في ظل العولمة الرأسمالية كما هو الحال، في مجال العلاقات الاقتصادية ووالتحافات الدولية للحرب ضد الارهاب و توسيع دائرة المنتديات والحركات الاجتماعية وفاعلية دور الاعلام والاتصال عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، ان هذه العوامل مجتمعة او منفردا، تؤدي الى تفكك العناصر الداعمة لمركزة القرار بيد الدولة القومية وخاصة تلك التي تنتهك حقوق الانسان تجاه مواطنيها، واظهرت نتائج هذه الحقائق في العراق، وبقاء الوضع بعد مرور مايقارب قرن من السنين على قول الملك فيصل ولم يجري اي تغير نحو الاحسن. في النهاية يجب ان يدرك المرء بان حلم بناء الدولة الكوردستانية، لايتحقق في سياق اتخاذ قرار، او من خلال النزعة الارادوية، او النزعة القومية، بل يحتاج الى حوار بناء بين الاطراف المعنية.في النهاية يجب ان نعترف بان الدولة هي نتاج المرحلة الراسمالية ولم تنتهي طورها التكويني العالمي، اي لحد الان ليست هناك بديلا لها، وهي لاتزال اداة لتنظيم الشعب، وان الدولة العراقية قد فشلت في مهامها كي تكون بديلاً و وسيلة ديمقراطية لهذه المهمة، وان افضل خيار لتحويل الدولة العراقية من اداة قمع بيد الطبقة الحاكمة، الى دولة مدنية ديمقراطية، من الظروري البحث عن سبل اخرى مجدية، لحل اشكالياتها، ان خيار بناء الدولة لكوردستانية في سياقها التأريخي، وكنتاج للتحول الديمقراطي، اي يساهم في بنائها المجتمع المدنى جنبا الى جنب المجتمع السياسي. من خلال اجراء استفتاء ديمقراطي. ليست هي مسؤلية الكورد فقط، بل هي مسؤلية على عاتق جميع العراقين. اصبحت من المهمات الاساسيية لانقاذ المجتمع العراقي من الويلات والمآسي التي يعان منها امنذ نشاة الدولة القومية.

* ماهر عدنان قنديل: أحييك على هذا الشرح الوافي والمُفصل بخصوص القضية الكردية ونشوء الدولة القومية، كسؤال ثاني وأخير حتى لا أثقل عليك أستاذ باباعلي، ما هي نظرتك للمنطقة في المرحلة المستقبلية المقبلة في ظل هذه الصراعات البينية محليًا واقليميًا ودوليًا التي زادها تفاقمًا الصراع الخليجي الخليجي مؤخرًا؟ هل في رأيك سيعود الهدوء شيئًا فشيئًا للمنطقة أم أن الصراعات ستزداد؟ وهل بتغير الأحلاف بعد الصراع الخليجي يُمكن أن تتغير كثير من الأمور في المنطقة مستقبلًا؟

* باباعلي الجباري: هناك مشاريع وعوامل عديدة تتفاعل مع بعضها البعض، كالمشروع الاسرئيلي منذ عام 1953 بدعم الامريكي وبريطانى لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات، وبعد ذلك تم توسيع المشروع الاسرائيلي والامريكي لتشمل البلدان العربية، الى ان تم توسيعها لاعادة ترسيم وتقسيم منطقة الشرق الاوسط تحت عنوان شرق اوسط الكبير لامريكا وشرق اوسط الجديد لاسرائيل. خلافا لبرنامج اوباما الانتخابي عام 2009 واعلن في جامعة القاهرة عن توجه امريكي جديد لتحسين علاقاتها مع الدول العربية والمنطة، في مقابل ذلك بدأت هيلاري كلنتون لاستكمال ما اطلقته رايس تحت عنوان نظرية (الفوضى الخلاقة) لزعزعة المنطقة.. هذا بالاضافة الى مشاريع اخرى ثانوية، مشروع تركي – ايراني التوسعي من خلال تدخلهما في الشؤون الداخلية للدول العربية. اضافة الى الصراع الدائر فيما بين حكام بعض الدول العربية والاسلامية والنزاعات الداخلية. والتي تخدم الاستراتيجية الامريكية الاسرائيلية وتعميق الازمة الطائفية بقيادة ايران السعودية وتركيا. اضافة الى هذه المشاريع هناك هناك عوامل ذاتية وموضوعية التي تؤدي الى زعزعة المنطقة وعدم استقرارها السياسي والامني والاقتصادي، منها صعود النزعة اليمينية المتطرفة في امريكا واوروبا والازمات الاقصادية التي ضربت امريكا منذ 1939 واخرفصولها عام 2008 والتي لم تنج منها دول اوروبية وتركت اثارها الاقتصادية السيئة في العالم. اما العوامل الداخلية لمنطقة الشرق الاوسط، وهي المسألة القومية وطبيعة الانظمة السياسية ، والسياسة الاقتصادي المتخلفة وطابعها الريعي والتبعي والفساد الاداري والمالي وتقلبات سعر النفط واهمال التنمية البشرية المستدامة و الحرب ضد الارهاب وطبيعة المجتمعات القاطنة والانتماءات الاولية التي تخدم مشاريع الدول الاجنبية وغياب مشروع التحول الديمقراطي. والسؤال المهم هو، هل تنتهي تلك المشاريع وهذه العوامل التي ادت الى هذه النتائج المريرة وعدم استقرارالمنطقة؟ في تصوري هذه التجديات التي تهدد المنطقة تدوم والتقسيمات موجودة وذلك من خلال الاحلاف العسكرية بين السعودية وحلفائها وبين ايران وحلفائها المتمثل بالهلال الشيعي وبين الحلف الامريكي ،الاسرائيلي والغربي واتصور تعمل الادارة الامريكية لترسيخ هذه التقسيمات و الاحلاف العسكرية ، ولكن الاهم من ذلك هو كيفية التعامل معها كي لا تبقى المنطقة حقلا لزرع الفتن ونشر التخلف وتعميق الازمات الداخلية بكل انواعها، وان الخيار الامثل هو العودة الى مشروع التحول الديمقراطيي لحل القضايا العالقة بين الدول وحل النزاعات الداخلية بالطرق السلمية والحوار المباشر ويكون ذلك ردا قويا وسدا مانعا لكل انواع التدخلات الخارجية وانتهاءا للاحلاف العسكرية الهدامة وتقسيم المنطقة على اساس الطائفية وستكون مبادرة مثمرة و خطوة عملية للازدهار والانتعاش الاقتصادي والتنمية البشرية المستدامة وما يتعلق بالقضية الكوردستانية هو حق معترف به على مستوى الامم المتحدة، واتمنى ان تحل قضيتنا بالشكل الذي يخدم الديمقراطية والمساوات والعدالة الاجتماعية وان لاتستغل الا للمصلحة العامة واتمنى ان يستجيب بغداد الى مطاليب الشعب الكوردستانى العادلة في حق تقرير مصيره وبعيدا عن التدخل الخارجي.

(انتهى)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟