الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة القذافي

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2017 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


أخيراً تم إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الفريد في جنونه، والذي حكم ليبيا لأربعة عقود، وحير العالم ‏بتصرفاته وتقلباته المهووسة. تحرر سيف الإسلام القذافي من يد الجماعات المسلحة التي كانت قد اختطفته، ثم تحول ‏الاختطاف إلى استضافة ثم إطلاق سراح.‏
كان سيف الإسلام أيام حكم والده يمثل الأمل في الإصلاح للأجيال الجديدة، المماثل لأمل البعض في مصر في جمال ‏مبارك، مع الفارق الشاسع بالطبع بين شخصيتي ونظام كل من مبارك والقذافي.‏
كان الأمل في قيام هذين الوريثين العتيدين بالإصلاح المنشود من داخل النظم القائمة يبدو واهياً، أشبه بأمل غريق لا ‏يجد سوى قشة يتعلق بها. خاصة وقد تبدد قبلها ذات الأمل في بشار الأسد، وريث الطاغية الأبشع في العالم العربي.‏
وحدث أن ثرنا جميعاً هنا وهناك. ثرنا من أجل تغيير جذري راديكالي. . من أجل حياة أفضل.‏
الآن وبعد ست سنوات من ربيعنا الثوري، ليس أكثر تجسيداً لمأساة شعوبنا، من أن نتطلع لبارقة أمل، في إمكانية ‏عودة سيف الإسلام القذافي، لتجميع الليبيين، الذين تفتتوا إلى شرازم متقاتلة، بعدما أرادوا وأردنا لهم الحرية والحداثة ‏والخلاص، من إمبراطورية الجنون والطغيان القذافية.‏
لم يكن بالإمكان إذن أبدع مما كنا فيه، في عهد الطغاة الذين خلعناهم هنا وهناك.‏
كانوا إذن على قدر سوء نظمهم وفسادهم أفضل من شعوبهم. أو أن ما توصولوا إليه بنا كان أفضل ما نستطيع ‏التوصل إليه كشعوب.‏
هي الحقيقة المريرة المفجعة، أن أسوأ ما عرف العالم من نظم حكم، هي الأفضل لسياسة وقيادة شعوبنا.‏
هل سينجح سيف الإسلام القذافي بالفعل في إعادة تجميع الشعب الليبي في دولة حديثة، بعدما تشظى إلى عصابات ‏وقبائل وقطاع طرق؟
هل سينجح في إجبار الذئاب والضباع للعودة إلى الحظيرة، لتستمتع بمعيشة الأغنام؟
لابأس من أن نكون مضطرين لأن نتمنى له التوفيق، ونحن صاغرون منكسو الرؤوس محبطو الطموح.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهم متابعي برنامج -ماذا لو- بتطوّره؟ • فرانس 24 / FRAN


.. رومانسية خيالية، غرام مأجور... اليابان، مختبر أشكال الحب الج




.. العنف الجنسي ضد القاصرات: -ظاهرة متجذرة- في الـمجتمع الـمصري


.. فوضى ونهب وعنف في كالدونيا الجديدة.. هل استقر الوضع الأمني؟




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. غاية أم وسيلة؟