الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمن مهمة الحكومة الأرأس

زيد كامل الكوار

2017 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



منذ التغيير الذي حصل في العراق في عام 2003 وموضوع الأمن هو الموضوع الأشد تعقيدا على الساحة العراقية على كثرة المواضيع المعقدة التي فشلت الحكومات المتعاقبة في إيجاد حل جذري ناجع لها، لكن موضوع الأمن يتربع فوق عرش قائمة المواضيع الشائكة في الواقع العراقي الراهن.
فكثرة الخروق الأمنية في مختلف أنحاء العراق تلقي بظلال معتمة على المشهد العراقي لتجعل الحياة فيه مملوءة بالقلق المستمر من المصير المجهول الذي تسير البلاد اليه. فالمستقبل عند غير العراقيين مقترن بالأمل والطموح والتخطيط الدقيق المستمر له ومحاولة ترتيب أوراقه بما يضمن الحد الأدنى المعقول من الضمانات. لكن حال العراقيين وطموحاتهم لا تتعدى في أحسن أحوالهم التفكير في الطريقة الأنجع لإبطاء التدهور في الحالة المعيشية للفرد ومحاولة الوقوف في مكانه بدلا من التقهقر إلى الخلف. ولا شك أن أوضاعا كهذه كان من شأنها زعزعة ثقة المواطن العراقي بحكوماته المتعاقبة بسبب الفشل الواضح في ضبط الأمن في الشارع العراقي، الأمر الذي يؤدي بالنتيجة إلى انتكاسات عديدة في قطاعات الحكومة العديدة، فالفساد المالي ناتج عن ضعف الجهاز الأمني والرقابي وانسحب بالتالي على السلطة القضائية التي تستمد قوتها وفاعليتها من السلطة التنفيذية،وبالتالي فقد ترسخت قواعد وأسس الفساد في منظومة الحكومة لتترك المواطن يئن ويرزح تحت ثقل الانهيار الأمني والاقتصادي في البلاد، وليس الوضع المعيشي والاقتصادي على أهميته بالأمر الأهم فالوضع الأمني هو الذي يتسبب في شلل الوضع الاقتصادي وتحديد وتحجيم حركة عجلة العمل في البلاد . ولن تزدهر الحالة الاقتصادية في العراق قبل الاستقرار الأمني التام وعودة عجلة العمل في القطاع الحكومي والقطاع الخاص و لاسيما المعامل والمصانع المتوقفة، وليس قطاع الزراعة بأفضل حالا من ما ذكرنا فالقطاع الزراعي كذلك يشكو قلة الدعم الحكومي ويشكو شراسة المنافسة مع المنتج المستورد الذي غزا الأسواق العراقية وبأسعار يصعب التنافس معها لضعف الحالة المادية للمزارع العراقي المهمش والرازح تحت إشكاليات الوضع الأمني القلق والوضع السياسي المتشنج وضبابية الرؤية المعتمة نحو آفاق المستقبل الغامض.
من كل هذا وذاك أصبح واضحا وجليا مدى أهمية وجسامة الملف الأمني، وضرورة وضعه في أعلى قائمة أولويات الحكومة وإعارته الاهتمام الكبير واتباع الخطط العلمية والعملية لضبط الأمن لاسيما ونحن نخوض أشرس المعارك مع أعتى قوة إرهابية شهدتها البسيطة منذ عهد المغول الذين اختطوا لداعش منهج الوحشية والتطرف والتخريب. ولا يستقر الوضع الأمني في العراق بالقضاء على عناصر التطرف من الدواعش وسواهم فحسب، بل ينبغي القضاء على الفكر المتطرف وتجفيف منابعه والقضاء على المنظرين له، ونشر ثقافة المحبة والسلام والتآلف بين شرائح المجتمع ابتداء من النسغ الصاعد إلى أعلى طلاب المدارس والناشئة من الشباب لكي ننشئ مجتمعا متماسكا متحابا لا يشرخ هيكله المغرضون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة