الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أعلى القمم

مروة التجاني

2017 / 6 / 15
الادب والفن



يا ربيع الحياة .. أيها الوقت المبجل!
يا حديقة الصيف !
يا فرح الترقب القلق والانتظار
إني اترصد الأصحاب على دوام التأهب
لم التأخر ، أيها الأصدقاء ؟ تعالوا ، فالوقت حان .


أما بدا لكم أن ركام الثلج الرمادي ،
تزين اليوم بالورود ؟
أنتم من يبحث الليل عنهم ، والرياح والسحب
لاتتسلق السماء في صخب إلا لكي
من أعالي السماء تتقصى مجيئكم .



على القمم ، لأجلكم ، مد سماط مائدتي :
من إذن يعيش إلى النجوم أقرب
إلى أعماق الهوة المرعبة ؟
مملكتي .. وهل كانت مملكة شاسعة أكثر ؟
وعسلي .. من عرف مذاقه أبداً ؟


ها أنكم وصلتم ، أيها الأصحاب ، ولكن ؟
لست أنا من عنه تبحثون
منذهلون أنتم ؟ آه ! أولى بإستيائكم أن ينفجر
ما عدت أنا ؟ يدي ، وخطوتي ، وتقاطيع وجهي تغيرت
أصحابي ، ألست في نظركم ما أكون ؟


ربما كنت غيري ؟ ربما كنت عن ذاتي غريباً
ربما كنت من ذاتي هارباً ؟
مصارعاً من شدة انتصاره على ذاته مرهقاً ،
من شدة ما وتر بأسه ضد ذاته ؟
منتصراً جرحه انتصاره وعطله ؟
فتشت حيث الرياح بأكثر حدة تعصف ؟
تعلمت العيش حيث لا أحد يقيم
في الصحاري ، وعلى التخوم إقامة الدب القطبي ؟
نسيت ما حفظته عن الأنسان والإله ، نسيت التجديف والصلوات ؟
ما عدت غير طيف متشرد على قباب الجليد .


أصحابي القدامى ، ها هي نظراتكم الذابلة
مملوءة حباً ومملوءة هلعاً !
وداعاً ! فلا تغضبوا ! .. ما عاد لكم مكان
هنا : بين الصخر والجليد وشبيه ظبي الجبل
جعلت من ذاتي صياداً عنيفاً ! انظروا :
قوسي موتور يكاد ينقطع .
الذي سطر هذا الخط ، بالفعل هو الأقوى .
ولكن ، آه ! إن السهم خطير كما لا يمكن لسهم آخر أن يكون
ابتعدوا تسلموا ..


تعودون أدراجكم ؟ آه قلبي ، حسبي هذا !
حازماً ظل رجاؤك .
لأصحاب جدد أترك الأبواب مشرعة :
أترك الأصحاب القدامى ، أترك الذكرى !
إذا كنت شاباً ذات يوم فأنت اليوم أفضل .


بخصوص ما يوحدنا ، رباط ذات الرجاء ،
كيف نظل نقرأ
ما اندثر من علامات سطرها الحب ؟
كأنه سفر قديم طلسم تخشى اليد أن تلمسه
لا شئ غير الحمرة والرماد .



ما عادوا أصحاباً .. فكيف نسميهم ؟
أشباح أصحاب
مرات يطرقون زجاج النافذة ، ومرات يطرقون القلب وينظرون إليَّ قائلين ( ألم نكن أصحابك ؟ )
أيتها الكلمة الذابلة ، يا عطر الوردة المتبخر !


يا اندفاع شبابي ، أيتها الحمية ، أيها الخطأ !
هؤلاء هم الذين كنت أبحث عنهم ،
الذين ظننتهم أندادي ، ومثلي تغيروا ،
أن يكونوا كبروا فذاك ما عني قد أبعدهم : وحده يجدني ثابتاً من يتقن التغير .


يا ربيع الحياة ، يا شباباً جديداً ،
يا حديقة الصيف !
يا فرح الترقب القلق والانتظار !
إني أترصد الأصحاب على دوام التأهب
ويا أصحابي الجدد ، تعالوا ، إن الوقت حان .



هو ذا النشيد قد انتهى ، وفي فمي ماتت صرخة الرغبة العذبة :
الساحر ، الصاحب ، باكراً أقبل
صاحب أوج الظهيرة .. لاتسألوا من يكون
إنه يرحل في الظهيرة ، إثنين يجد الواحد نفسه .



الآن نحتفل ، واثقين من فوزنا ،
بحفل الحفلات :
زرادشت وصل ، الصاحب ، نزيل النزلاء كلهم !
العالم يضحك ، الحجاب الفظيع تمزق
هي ذي أعراس الضياء والليل ...



- ديوان نيتشة / أناشيد العقول الحرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى