الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خريف السلالات

عواد احمد صالح

2006 / 2 / 2
الادب والفن


ظلام ينتصب أمامنا ، يتدرع بالندب والعناد .
ونهار مكتوف الأيدي يجلس على ركبتيه أسيرا لغمغمات التيه ، تزلف عليه طوابير النعم والبركات .
الحشرات والنعوت ، والدم الرجيم والبيوت المهشمة .

راكد أنت في دوائرك الآسنة كالقصب ،على الشواطي تمني النفس بأخاديد وأودية وليس في يدك مفتاح أو صولجان !!
من أين تأتي بالمعاذير والأسئلة ؟؟ وأنت مقطوع الرأس والجسد يتدلى في عالم النحر المتشضي ، باسم ماض تعفن دفعت الفدية لإقرار لك ولا اختيار !!

أيها العتيد :
أسير لخيلائك ووجهك المتغضن ،لا تكفيه كل آيات التبجيل والثناء ، ليس لك موعد حاضر . . حاضر في كل الأزمنة والشهود .
بمراتب القهر أودعوا قواميسك وأسفارك وفجروا لك الروائح والنذور والأقواس ، جعلوها لك رياضا وحقولا ...
مسلوب ..
مسلوب ..
ايها النائم وراء الزنازين ، تسعى من اجل صباح جريء ، وبواكير الشجر المتآصر ..لكن خطاك مكبلة بالشكوك والظن !!
نوافذك مليئة بكل هذا الإرث المتشاكل .. الأودية والفجاج وممالك القهر وسدبم جغرافي يمني شهوات الملائكة واللصوص .
كائنات أسطورية... يدمغون شجر الخطيئة بالمزيد من الخطيئة !!
هذه بركات الحبر العائد من أنفاق الماضي من الدهاليز وروائحها الرطبة وشجرها المصفر ، تباركه العناقيد وتصقله الخطوط والعلامات وأضواء التكنولوجيا ، يحمله المتسولون على أكتافهم .
خليج من الأسمال والقشور..
أيها الضعيف
أيها المسالم
أيها الراغب المشتهي
هذه توابل الصحراء الآسرة ، مرذول من يتنصل أو يتنكر لسحرها الذي يسلب الألباب والعقول ..!!

بين يقين الذبح وعصيان السحب تطلق الأوتار الحجرية . لا عشب في الضفاف ولا ماء !!
يروضون اليقين بالنار وتناثر الأشلاء .. الطوفان ، الغريق في الممرات الغائمة والساحات ، المحافل أغضبها سحابك العاقر ، أيها النور أيها الفجر ؟!! يا موئل الصباح العاثر ..
بلا خيط يأتلف ..
بلا خبز تمضي ..
بلا رقيعة تتجلى ..
بلا موج..
أيها الهزيع الأخير.. ردائك مهلهل ..قادم من حظائر السلالات ، من حكم الرعاة الموتورين ، نذورا صغت هكذا للطبول الغيم ، فاتحا ابواب الفراديس والنعم المقدسة .. ماذا سنضيف لتاريخ الرمل والغبار والغزوات ؟ انزعم انك بسطت العدل والبركات واطفأت جمرة الكفر والتمرد ؟؟.. امة تستبيحها الطواويس والطواطم تتندربالعقاب ، تغالب المرذولين بالسقوط من الأبراج المضيئة في غياهب الجب ؟؟
امة تساق بأسافين الحقد ، تجترح المأساة كرنفالا ..ترسل القوارب المقهقهة الى قاع الجحيم ، شعب بائس لا يدخل في ربيع عصيانة غير حطام الندم !!
يتلقى الغثاء بخنوع المستسلم ..ينتظر شرعة ، شرعة تعيد الماء والحليب الى الضروع اليابسة ..
اسلخوا الحقيقة عن إزارها
ارفعوا الحجب عن الخير والشر
الألوان تتداخل بأفراط .. ويهتريء جسد الكلام ..!!
أبدا لم يعد ثمة فرق بين الحلو والمر ..

أحراش الهرس .. تبارك شرائع الظلام .. افواج رعاة الفكر الحلم المختنق بالحراب والدهاليز ..ديدنك الذعر والذهول أيها الشرق .. الظلام المارق السديم ، ينغل في الحراشف والخلايا وفي السراديب والثقوب ..
هابطا من هاوية العقل ترقن الذاكرة الحطيمة ..
بالوقوف
بالأفتتان
بالتلاشي ..
لك كل التوسلات والدعوات
لك فصاحة القنوط والألم المحتضر ..
لك هذا التيه الجميل ..
لك كل هذه التركات في عصر الآلهة المسعورة..
لك هذه الأرض اليباب ، هذا الفقر والذعر فأعقد وترنم !!
اننا نتشهد بالغد المتعثر.. الغد الجريح بأنتظارالغبار ينجلي عن السفر المكنون ..
بعيدا ..
بعيدا .. عن اظلاف القطيع وحوافر الطوابير . السهوب السهول الحرائق .. ومكائد النعيم الجريح ..
أيتها السلالات .. أيتها المسوخ .. ليس ثمة عرق دخيل ، انت الماء والشجر.. انت الظفر والجناح هذا اطار تجلياتك وعذابك .. انت فاتورة النسق ونظامه ،بريته وأرضه الخصب .. تقرأين النظام بالسيف ، تكرهين الأعراب على نزع لحائهم .. تؤقلمين تضاريسك وأوتارك ، خارج النبع الحالم المتقصي .. النبع الجوال ..
غرباء في القهر وأشقياء في الندم ...
سعداء في الأنهار السرمدية...
الصحراء ،الرقعة ، الغصن ، التيه
الصحراء شرعة المغلوب على الغالب !!
طوبى للمتصدرين الأرائك والصحون والقوارير
هبي للشعوب المغلوبة النعوش والشارات ، الأبواب مشرعة والموائد عامرة ..
بلاد كأنها حصاة ..
كأنها سنبلة ..
تدوسها الحوافر المدبرة
تدوسها الحوافر المقبلة
الأقوام النابذة والمنبوذة .. الأزمنة تلتحف بالسراب العائد في عصر الغنيمة ..
بلاد ممضوغة تجترها الآيات والأسماء والخيول !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا