الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضائية القدس والجهاد السعودي القطري

ناجح شاهين

2017 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


فضائية القدس والجهاد السعودي/القطري
ناجح شاهين

تقريباً فوجئت وأنا أستمع إلى فضائية القدس الناطقة باسم حركة "حماس" وهي تدعو الله بنصرة المجاهدين في سوريا والعراق واليمن وبورما.
بورما؟ كم من المواطنين العرب المسلمين الذين كانوا ينتظرون آذان المغرب ويستمعون لفضائية "القدس" يعرف موقع بورما على الخريطة، ناهيك عن معرفة ماهية الجهاد الذي يتم فيها؟
لكن لندع بورما جانباً. ماذا عن جهاد اليمن؟ من الذي يقوم بالجهاد في اليمن الآن؟ إنه ببساطة إذا كان شيخ قناة القدس لا يعرف جيش المملكة السعودية التي صنفت حماس منظمة إرهابية. كذلك تقف المملكة حالياً على شفا الحرب ضد دولة قطر التي تدعم الإخوان المسلمين، وتناصب تركيا زعيمة المعسكر الإخواني العداء التام.
ممكن بالطبع أن نتفهم الدعاء للجهاد في سوريا انطلاقاً من مشاركة قطر وتركيا والإخوان فيه، وإن لم يكونوا حالياً القوة الأبرز في ذلك الجهاد العتيد بسبب انضمام أمريكا وإسرائيل والسعودية والأكراد إلى ذلك الجهاد.
نتذكر الآن حرب الخليج الأولى في العام 1990 والثمن الباهظ الذي دفعته القضية الفلسطينية نتيجة للمواقف غير المحسوبة التي تم تبنيها من قبل فصائل فلسطينية مختلفة. وعوضاً عن البحث الثوري المبدع عن السبل الأفضل لضم الروافد إلى نهر النضال الفلسطيني يتم طوال الوقت بعثرة الصفوف عن طريق الخلط السياسي الذي يرتدي أحياناً القناع الديني المقدس.
تم التخلي عن حزب الله الحليف الطبيعي في الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي من أجل دعم مشاريع قطر الثورية في ليبيا وسوريا والعراق ومصر وغيرها. اليوم تتعرض قطر للابتزاز من قبل الخليج فتضطر إلى كشف أوراقها: إنما كنا نقوم بالدور الذي رسمته لنا الولايات المتحدة، وكنا شركاء مع أعداء العروبة وفلسطين في غرف عمليات قادتها المخابرات الأمريكية في الأردن وتركيا. نحن مثل بقية الإخوة الخليجيين في نادي "الثورات" المدعومة أمريكياً. وحتى دعمنا لحماس تم بناء على طلب من الولايات المتحدة، تماماً مثلما دعم الخليج منظمة التحرير يوماً ما بناء على رغبة امريكية، والغرض الواضح في الحالتين هو جر النضال الفلسطيني إلى اتجاه آخر.
قطر ستخرج من أزمتها مع "أشقائها" الذين حاولت مناكفتهم ومنافستهم طويلاً عن طريق سياسة اللعب على الحبال، والاستفادة من بحار الغاز التي تعوم الإمارة الصغيرة فوقها. وقد بدأت قطر تخطو بالاتجاه الصحيح فعلاً: 12 مليار دولار تقدمة للولايات المتحدة، نتوقع أن تتلوها مليارات أخرى. حمد بن جاسم وغيره يقرون بوقوع أخطاء في الماضي مع الاستعداد لتصحيحها. يا لسخرية القدر يأخذ أوباما القرار، وينفذه تميم، ويأتي ترامب فيأخذ تميم بجريرة سلفه باراك حسين. لكن لا بأس، كل شيء سيعود إلى مجراه الطبيعي.
سوف تتخلى قطر عن الإرهاب، أو الأنشطة التي ترى الإدارة الأمريكية الحالية أنها إرهاب، وسوف تتخلى قطر عن دعمها لحزب الله وإيران مع أن أحداً لا يعرف متى كان ذلك الدعم المزعوم. بالطبع سوف تتخلى قطر عن حماس وفلسطين كلها وتعلن ولاءها التام والصريح للديمقراطية الإسرائيلية. هكذا تعود قطر بلداً عادياً طبيعياً يأخذ موقعه المتواضع وسط البيت الخليجي الذي تتزعمه السعودية.
حبذا لو يفكر من يكتبون أدعية الجهاد على مائدة الإفطار في فضائية القدس وغيرها بما يجري الآن، وما يولد تواً وما تتمخض عنه صروف الزمن الأمريكي الراهن. حبذا لو يفكرون قبل فوات الأوان بما يحل الآن بفرص الجهاد في فلسطين، ويتركوا الجهاد في بورما والهند الصينية لأهل شرق آسيا. على الأقل يمكنهم أن يفعلوا الان، هنا شيئاً مفيداً عوضاً عن الترويج لحروب دون كيشوت الدينية التي تقع خارج التاريخ الإنساني السياسي والاقتصادي المعاش في منطقتنا وغيرها من بقاع الدنيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة