الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خير مليونير أخرج للناس

عماد حبيب

2006 / 2 / 2
كتابات ساخرة


وجدت لكم بمحض الصدفة البحتة، الوصفة السحرية ليصبح من شاء منكم مليونيرا، على شرط أن ينتمي لخير أمّة أخرجت للناس أولا، و أن
يعرف من أين تؤكل الكتف و الترقوة (و هذا ما سأوضحه هنا) ثانيا، بحيث يصبح بقدرته تعالى خير مليونير أخرج للناس، أو من خيرتهم فهم
كثيرون.

بمحض الصدفة إذا شاهدت تحقيقين متتالين في نشرة الأخبار الرئيسية بالقناة الثانية الفرنسية. كان الأوّل عن الهوجة، عفوا الحملة المفاجأة
لمقاطعة البضائع الدنماركية التي سرت كالنار في الهشيم. و تلاه تحقيق عن دمية "إسلامية" محجّبة و ترتدي العباية، و لا يمكن نزع ملابسها، أي
و الله هكذا، لا يمكن نزع ملابسها حتى لا تقم الفتيات الصغيرات بإلباسها مايوه او ميني جيب لا سمح الله و ذلك على ما يبدو كفر بيّن. المهم،
بيعت من هذه الدمية مليونا نسخة، نعم مليونان بالتمام و الكمال، و التحقيق تم تصويره في دبي، و ظهر امام مسجد هناك يقول بالفم المليان، إن
هذه الدمية الاسلامية تعوّد البنات الصغيرات على الخضوع من نعومة اضفارهن، طبعا هو استعمل عبارة اللباس الاسلامي و الاخلاق الإسلامية
لخير امة اخرجت للناس.

حسنا، لنصل الآن للب الموضوع.

الحملة على البضائع الدنماركية، و لن نعيد هنا دراسة كل النقاط الغامظة فيها، كالقدرة الهائلة لطرف ما، على تعبئة الرأي العام شعوبا و
حكومات ضد رسوم تافهة بمجلة أتفه، نشرت منذ أشهر، رغم مضي المدة و رغم، و هذا هو الأهم، وجود آلاف الاسباب الداخلية و الخارجية الأدعى للإهتمام و التضاهر و سحب السفراء. لمذا الآن بالذات ؟ و لمذا بضائع الدنمارك و ليس للشعب و لا لحكومته ناقة و لا بعير (و لا بقرة ضاحكة) في الأمر ؟ من المستفيد ؟

و الدمية إياها، بعمليّة حسابية بسيطة، يمكن حساب كم مليون دولار دخلت جيب صاحب المصنع، لمجرد أنه فكر في منافسة دمية باربي الكافرة، و
تربية اطفالنا على قيمنا البالية، عفوا العريقة. و كان يمكن ان يكون الأمر عبقرية و شطارة لولا اننا نعرف جميعا ، او هكذا يجب أن يكون، أين
ستصرف تلك الفلوس. لا علينا فنحن هنا لسنا في نقاش سياسي و لا فكري، بل في مشروع اقتصادي.

هل وصلتكم الآن الفكرة ؟

كما بيعت الدمية بالملايين لمجرد أنها البست فتاياتنا خيمة سوداء، و ساندها شيوخنا الافاضل ادامهم الله ذخرا لهذه الأمة، عفوا مرة اخرى، اقصد
علمائنا، لا اتكلم عن احمد زويل او فاروق الباز او علماء العلوم الوضعية الكافرة لا سمح الله ، لا ، إنما علماء الدين. و كما ستكسب مصانع
الالبان و مشتقاتها من مقاطعة منتجات الالبان الدانمراكية. فان بإمكانك عزيز القارئ أن تسلك نفس الطريق. و ابدأ بأن تستغني عن شفرات الحلاقة الدنماركية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف