الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غربه العراقي في الزمن المر

وليد الحيالي

2003 / 2 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                        


 عرف العراقي عبر الزمن بحبه وتمسكه بأرضه وأهله . نادراً مايبتعد أحدهم عن الاْخر، وأن حدث ذلك فهي مصادفه ولفتره قصيره من عمر  أبن الرافدين ، هذه السمه يجتمع عليها كل العراقيين وأن أختلفت قوميتهم أو ديانتهم أو موقعهم الجغرافي . حتى ذهب الكثير من المهتميين الذين درسوا حاله الارتباط الغريبه بين  الانسان والارض في بلاد مابين النهرين بأنها خاصيه من خواص القوه في المجتمع العراقي  وليس العكس . وفد عبر عن هذه الظاهره العديد من الشعراء في قصائدهم وأشعارهم عن معاناه العراقي في غربته عن الوطن ،ولعل أفضل دليل يساق في هذا المقام  قصيده بدر شاكر السياب - غريب على الخليج - :
    
                                              الشمس أجمل في بلادي ،والظلام
                                              - حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
                                              وأحسرتاه متى أنام
                                              فأحس أن على الوساده
                                             من ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق

هذه الرائعه الشعريه عبرت بصدق عن مقدار معاناه العراقي حينما يبتعد عن عراقه . فالغربه بالنسبه له عذاب بل انه جحيم لايمكن أن يحتمله حتى في أجمل بقاع العالم . هذه الحقيقه ليست نسيج خيال أو فنطازيه فكريه تساق في لحظه من لحظات الشوق والحنين العابر للوطن لا فهي مستديمه مرافقه منذ عقدين ونصف حينما غادرت الوطن مرغماً  في الزمن العراقي المر....كما هو الحال  للملايين من المنفيين والمهاجريين والمهجرين والمطاردين والمطرودين من أبناء دجله والفرات . لكن اليس هنا السؤال مشروع لماذا اذاً هذه الملايين من العراقيين خارج الوطن؟......ناهيك عن الذين ماتوا غرقاً في بحار ومحيطات العالم ، او الذين ضاع أثرهم في بلدان الجوار العربيه بحثاً عن بقعه أرض تأويهم ، اوالذين غيبوا من قبل مافيات التهريب وسماسرتهم  بعد أن سلبوا مالهم ومايملكون من متاع في أسفارهم المشوم . نعم سؤال يجب أن يبحث به كل صاحب ضمير حي .
نعم لماذا اذاً يهرب العراقي من وطنه الى المجهول .. ماهي الظروف التي دفعت به لكي يتخلى عن كل أرثه وارتباطه بأرضه ويقتلع جذوره الغائره في تربته وعوالمه ومناظره ، كما تقتلع النخله من البصره لتزرع في أستراليا او الدنمارك لتلاقى موتاً أدمياً بلا معنى .نعم ثمه سؤال أخر لايختلف قهراً في زمننا المر هذا ..وهو لماذا يجوع العراق وهو من أحد البلدان الغنيه التي حبئها الله جل جلاله بخيرات عديده في باطن ارضها وسطحها ،وقوى بشريه ذات سمات نوعيه ميزتها عن شعوب الجوار ، و موقعاَ جغرافياَ مميزاَ .  . كل هذا يحدث لك يا أبن الفراتين تحت صمت العرب وشماته وتواطئ بعضهم الكثير.....بل أن العديد منهم تفنن في طرق ابتزازك في محنتك ومصيبتك ،وتلذذ بألمك وجرأحك .
الى متى يبقى العالم صامتاً والجلاد يتصرف بالعراقي على هواه ، هذا الحاكم الحزاف الماجن ، السادي الذي يلهو بمصائر قوم لاحول ولا قوه لهم......يتصرف بأ رواح الناس وكأنها هباء لاشان له...........اليس الشاعر مظفر النواب محقاً حينما قال/
     
                                                     ذئاب كلما شمت جريحاً بينها
                                                    اطالت من مخالبها وصارت فيه تقتتل
                                                    بمذئبه كذلك ان الحاكم للاغماد ينتقل
                                                    تفاهات واتفهها ضمير تحته عجل
 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال