الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السينمائيون عبيد القرن الواحد والعشرين

صبري السماك

2006 / 2 / 2
الادب والفن


يظهر الوجه القبيح للرأسمالية بمصر بصورة اكثر وضوحاً وبلا أي إلتباس فيما يسمي بالإنتاج السينمائي فالتفاوت الصارخ في الأجور( هناك من هو اجرة خمسة مليون جنية عن بعض أيام عمل بالفيلم ومن هو أجرة ألفين جنية عن بيع قوة عملة طوال فترة الفيلم التي تتراوح بين 30 يوم حتي 45 يوم ) كذلك التمايز الفئوي والمهني والإستغلال المنقطع النظير والعمل الشاق لأكثر من أربعة عشر ساعة والذي يفوق أعمال السخرة بمراحل وبلا أي تأمين أو ضمانات أو قانون يقوم بحماية العاملين بهذة الصناعة ولكن للأسف فإننا نجد أن الذي يحكم هذة العملية هو العرف والتقاليد البالية والعلاقات المتشابكة والتنافس بين الأجراء والفردية المطلقة التي طغت علي المجتع بالكامل وتوجها المجال السينمائي .
ولكن كيف تتم عملية الإنتاج ؟
يقوم الأصل علي وجود نص سينمائي يتحمس لة أحد المنتجين ( صاحب رأس المال ) فيقوم برصد ميزانية تقديرية لة ( تتفاوت الميزانية من منتج إلي أخر حسب نوعية الشغيلة ومدي تعمقة في هذة الصناعة ويقوم بجلب الشغيلة من ممثلين إلي إخراج ومنفذي إنتاج وأصحاب معدات وفنيين ويتعاقد مع بعضهم بتفاوت لا تراه في أي صناعة آخري ويتفق بالأجر اليومي والأسبوعي مع البعض الآخر ويتم عمل الفيلم وسط هذا التشابك والتنافر حتي بين الأجراء وبعضهم البعض فمصلحة المتعاقدين علي الفيلم العمل بأطول وقت ممكن حتي ولو عشرون ساعة كي ينجزون أطول شغل ممكن مما هو عليهم والتي تتضارب مع مصلحة الأجراء اليوميين أو الأسبوعي أو صاحب المعدات الذين يحصلون في هذة الحالة علي نصف أجر فقط لانهم يعطون صاحب العمل ساعات زيادة بدون مقابل ومن يطالب بهذة الزيادة لا يعمل ثانية لأن هناك جيش من العاطلين العاملين بهذة المهنة (علي تليفون) ليحل محل زميلة بنصف أجرة .وكذلك هناك الأسطي الذي يجلب مجموعة من الفنيين الشغيلة يعلمهم المهنة كما تعلم هو ويقبض أجورهم من الشركة المنتجة ويعطيهم فتات هذة الأجور وأحيانا لا يعمل بشكل مباشر ويكتفي بالإشراف فالكل يستغل بعضةداخل إطار كبير من الإستغلال يسمي بالرأسمالية وتدور عجلة الإنتاج ممتزجة بالدم والإستغلال والعمل المضني ليتم إنتاج سلعة خلال بضعة شهور ( تسمي فيلم ) تطرح في السوق السينمائي فتجني أرباح تصل إلي الضعف لاصل رأس المال أو عشرة أضعافة حسب رواجها فنري أنة في ظل هذة السخرة والعبودية يتم إنتاج سلعة رائجة وتقوم بعمل أسرع دورة لرأس المال علي الإطلاق مع الأخذ في الإعتبار أن هناك من يقوم بإنتاج هذة السلعة دون أن يكون معة أي نقود فيما يسمي بالمنتج المنفذ ( غالباً ما يكون هذا النظام مع القطاع الحكومي أي إنة ينتج من أموال الشعب الضائعة وسط هذا النظام الفاسد ) وهناك من يبيع أصل الفيلم قبل عملة للقنوات الفضائية مثل روتانا ، A R T وغيرها من القنوات التي لا نعرف توجهاتها أو أهدافها من إمتلاك التراث السينمائي المصري والذي قد نستوردة فيما بعد من الصهاينة .هكذا نجد أن هناك من يقوم بإستغلال الأجراء ومص دمائم من دون أن يقدم أدني جهد أو حتي مال والجميع يستجيب لضيق الحاجة ولعدم وجود اي حماية لهم وسيادة قانون الفهلوة الذي يعم الرأسمالية المصرية منذ نشأتها .
ولكن أين دور النقابة ؟
كما هو الحال في أغلب المهن توجد نقابة للدفاع عن حقوق العاملين بها يتم السيطرة عليها من قبل المرتزقة والحكوميين فتتحول إلي كيان فارغ من مضمونة وهكذا هي نقابة المهن السينمائية ولكن الغريب والعجيب والطريف أن هذة النقابة تضم بين صفوفها المنتجين ( الراسماليين الذين يستغلون كل العاملين بهذة المهنة ) والأجراء الشغيلة( الذين يقع عليهم الإستغلال من المنتجين والمتضاربة مصالحهم علي الإطلاق) ولم أشاهد هذا التكوين من قبل ولا أتصور كيف يمكن أن يقف الذئب والحمل في خندق واحد ولا أدري ضد من ؟
رغم أن المنتجين اعضاء بغرفة صناعة السينما و.....ولديهم ألاف المواقع التي تحميهم بالإضافة إلي الدولة
وهكذا نكتشف أن النقابة لا تستطيع أن تأخذ أي دور ضد المنتجين الذين يشكلون الجزء الأهم بها لان الرسم النسبي للأعضاء العاملين بالنقابة للعمل بأي فيلم ( مثلاً ) توردة الشركات المنتجة مباشرة للنقابةحتي وصل الأمر إلي أن يكون نقيب المهن السينمائية منتج وهو ( ممدوح الليثي ) الإبن الشرعي لنظام مبارك البوليسي والمنحاز للأغنياء وضد الفقراء دائماً وأحد أهم تجلياتة.
وكذلك سيطرة العاملين بالتلفزيون علي النقابة والذين لا يعلمون شياً عن الإنتاج السينمائي وبعيدين كل البعد عنه ولا ننكر عليهم إنهم أيضاً مستغلون من قطاع التلفزيون الذين يعملون به ولكن تختلف ظروف عملهم عن الحقل السينمائي ولديهم نقابتهم التلفزيونية وغيرها مع الاخذ في الإعتبار أن العمال الحقيقيين والصانعين للسينما في مصر( فنيين الكاميرا – الكرين - الإضاءة–الديكور – الإكسسوار –الملابس – خدمة الموقع –البوفيه) لا ينتمون إلي نقابة المهن السينمائية بل إلي النقابة العامة للصحافة والطباعة والإعلام وهي بعيدة كل البعد عن العمل السينمائي فتضيع جميع حقوقهم ولا يجدون من يدافع عنهم وبالتالي أصبح مصير السينمائيين هو الشتات والفرقة .
أذاً ما العمل ؟ وكيف نوقف هذا الإستغلال مع سوء الأحوال الإقتصادية نتيجة هذا النظام الرأسمالي الذي لا يرحم ولا ينمو سوي بعرق ودماء المزيد والمزيد من الأجراء والفقراء وفي ظل وجود نقابة حكومية عميلة للنظام وللمنتجين الذين يذبحوننا وبلا سينمائيين ؟.
أما آن الأوان بأن يقوم السينمائيين بطرح نقابة بديلة للإجراء السينمائيين فقط (ملحوظة المخرج وغيرة أجراء ) يدافعون بها عن أنفسهم ويتسلحون بالتكاتف معاً ضد الديابة المنتجين وتلافياً لمصيدة الحل الفردي الذي أوقعونا فية جميعاً حتي أخذونا فرادي وإستغلونا جماعة ؟ وعلي المهتمين بالشان السينمائي أقترح المهام التالية مع ضرورة النقاش والتداول حتي نصل إلي مواقف عملية وبناءة :
- الصراع المريرعلي تحديد عدد ساعات العمل بما لا يزيد عن ثمانية ساعات يتخللها ساعة راحة ( للغذاء ) ( يشترط كتابتها في صيغة العقد أو في الإتفاق اليومي ويتم تشكيل لجنة إشراف للتأكد من تنفيذ هذة البنود حتي يمكن للسينمائيين العيش مثل البشر ) .
- رفع أجورالعامل باليومية بما يتناسب مع الأسعار القائمة مع الأخذ في الإعتبار ان الذي يعمل عشرة أيام في الشهر يظل بلا عمل عشرون يوماً أي رفع الأجور البسيطة اليومية والأسبوعية إلي الضعف علي الأقل وخاصة المساعديين في كافة المجالات والذين يقومون بالعمل الحقيقي في هذة الصناعة .
- التأمين الشامل( الصحي – العجز – الإصابات – الحياه – العمل ) للعاملين بهذة المهنة من قبل النقابة ويتم توريد هذا التأمين من تذاكر السينما دون رفع سعرها .
- رفع المعاش إلي ألفين جنيها ً شهرياً ويتم تسديدة من العقود ومن تذاكر السينما .
- ضم كافة العاملين بالمجال السينمائي بما فيهم (فنيين الكاميرا ، فنيين الكرين , فنيين الإضاءة ، عمال الديكور ، كل مساعدين الإسطوات بالسينما ، فنيين المعامل ،،،،،) إلي نقابة السينمائيين الحالية أو البديلة .
- عمل لائحة للعاملين بالمهنة .
- عمل صندوق السنمائيين والذي سيتم تمويلة من إنتاج فيلم بأموال العاملين الذاتية وأجورهم مع دفعها لهم بعد بيع الفيلم (وهذا ليس صعباً لأن بعض المنتجين كون ثروتة بهذة الطريقة) ومن الأرباح الناتجة من تكرار هذة التجارب يتم عمل شركة بإسم النقابة البديلة الضمانة الوحيدة التي ستقوي نضال السينمائيين وقد يتطورالأمر إلي درجة تمكننا من الإستغناء عن المنتجين السماسرة وبالتالي القضاء علي الإستغلال والإستعباد الذي يفرضة رأس المال ويقوم السينمائيين بإمتلاك أدوات إنتاجهم مما يمكنهم من عمل أفلام ذات قيمة فنية عالية يحكمها الجودة والفن والإبداع أكثر من الربح والإستغلال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب


.. كلمة أخيرة - صدقي صخر: أول مرة وقفت قدام كاميرا سنة 2002 مع




.. كلمة أخيرة - مسلسل ريفو كان نقلة كبيرة في حياة صدقي صخر.. ال


.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية




.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!