الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات حمار!

محمد مسافير

2017 / 6 / 19
كتابات ساخرة


"كنت آكل وأشرب وأنام دون أن يقلق أحد راحتي، لأني طبعا كنت صغيرا جدا، وقواي لا تحتمل العمل، ولأن أبواي كانا يفيان بالغرض...
ماتت أمي، وتزامن موتها باشتداد عودي، نسبيا طبعا، ومنذ ذاك الحين، وأنا أشتغل النهار كله، أحمل الأثقال وأضعافها، وأستلم بين الفينة والأخرى ضربات سوط قاسية، وما أشد قساوة مالكي... لم يكن يحس بمرضي، لم يكن يشعر بالألم الذي بدأ يغزوا رجلاي الأماميتن، كنت أتحمل الوقوف، وربما كان يظنني أتصنع الألم... فلا تأخذه بي رحمة ولا شفقة...
أجلس مرارا وأبكي حالي... لماذا تكون حياتي بهذه القسوة وبهذه المرارة، أشتغل النهار كله من أجل حفنة ثبن أو قشور خضرة، أهذه هي الحياة التي ركلت من أجلها بطن أمي وتحملت هي من أجلي ألم المخاض... فكرت في الهروب، نهاني عنه والدي، خاصة حين أخبرني بأن الكلاب الضالة تملأ المحيط، وأنهم لن يتأخروا ساعة في نهش لحمي، وإن نجوت من الكلاب، فسأقع مرة أخرى في أسر بني البشر، وستذهب جهودي هباء... ونصحني بالاصطبار، قال إن الأمان الذي نعيشه اليوم في حضرة مالكنا وإن كان مرفوقا بالعمل الشاق، هو أحسن من الضياع...
لكني طبعا قد بلغت يومها حالة اللاحتمال، هناك حل ثالث لم يخطر ببالي أبي... وقد اخترته.."
صباح اليوم الموالي، وجد المعطي حماره مشنوقا في الاصطبل، وأبوه جالس إليه مطأطئ الرأس دامع العين وهو يقرأ المكتوب أعلاه ضمن مذكرات الحمار...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ