الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أية دولة وطنية نبني في العراق؟!

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كانت الانتخابات البرلمانية الأخيرة هي الطريق لتشكيل النخب الحاكمة في العراق - وهو أمر طبيعي وتلقائي - فنستطيع من خلالها رؤية الدولة القادمة التي تقودها هذه النخب!!
الانتخابات وبشهادة الأطياف العراقية التي شاركت بها اعتبرت انتخابات طائفية وعرقية.. بامتياز!!
فضلاً عن أنها انتخابات حفلت بكم هائل من التزوير.. وبشهادة الجميع أيضاً، بمن فيهم فريق التحقيق الدولي.
وهذه الانتخابات ستقدم رئيساً للجمهورية ورئيساً للحكومة ورئيساً لمجلس النواب.. فضلاً عن نواب الرؤساء. وعدد كبير من الوزراء.. يتربع كل منهم على مئات الآلاف من أصوات الناخبين العراقيين الذين أولوهم أمرهم أمانة في أعناقهم!!
وإذا تجاوزنا تدخل الاحتلال الأميركي في التركيبة القادمة للدولة رغم أنه سيملي أجندته الاقتصادية والسياسية على الجميع، وتجاوزنا كذلك الحسابات والمصالح الإيرانية التي لا يمكن أن تتشكل حكومة في العراق دون أخذها في عين الاعتبار.
وتجاوزنا أيضاً لعبة المال والشركات المتعددة الجنسيات.. وهذا الطابور الطويل من المصالح الغربية في العراق.. فأية دولة ننتظرها من هذه الانتخابات؟!
الخطاب السياسي اليوم هو خطاب (شيعي، سني، كوردي...) وهو خطاب لم نعد نخجل منه أو به أو نستره بعبارات (الجغرافية) مثلاً.. لأنه واقع حقيقي يعبر عن نفسه لحظة إثر أخرى..
القائمة (الفلانية) هي شيعية والقائمة الأخرى هي سنية.. وهذه للأكراد!!
والقائمة الشيعية ستعمل من أجل مصالح الشيعة وكذلك الآخرون..
واللعبة معروفة للجميع!!
وسيتأخر تشكيل الحكومة تبعاً لدقة الحساب الطائفي والعرقي.. ومن المؤكد ليس الحساب الوطني!!
لأن التوازنات الطائفية العرقية هي المعقدة أمام الكتل الفائزة بالأغلبية البرلمانية..
وهي التوازنات المطلوب منها المحافظة على رضى كافة الطوائف والعرقيات.. إنما كل طائفة على حدة.. وكل عرق على حدة!!
ولو كان (الحساب الوطني) هو المشكلة في هذه التوازنات لتشكلت حكومة بين ليلة وضحاها.. لأن الحساب الوطني واضح ومعاييره معروفة للعالم أجمع:
التحرير وطرد الاحتلال أولاً، المصالحة الوطنية وضبط الحالة الأمنية ثانياً.. وأخيراً المحافظة على سيادة العراق واستقلاله عن التدخل في شؤونه الداخلية من الجوار.. يتبع ذلك إعادة الإعمار وتشغيل (الماكينة) الاقتصادية بما يحفظ للناس قوتهم وكرامتهم.
الحساب الوطني لا يضيع أحداً.. ولن تجد أحداً يسأل عن طريق (روما) لأن كل الطرق تؤدي إلى (روما) إنما في الحساب الطائفي والعرقي (طحان لا يغبر على كلاس) وهي المعادلة التي ستنبثق منها الحكومة القادمة.. التي ربما تشبه أشياء كثيرة لكنها بشكل حقيقي لن تشبه الدولة الوطنية أبداً.
فهي لن تكون أكثر من توافقية عرقية بمباركة إيرانية وإطار عام يحدده لها الاحتلال الأميركي..
ووفقاً لذلك فإنني لا أستطيع أن أتخيل شكل العراق الجديد بعمائمه السوداء والبيضاء (مع بالغ احترامي لهذه العمائم ومعانيها الدينية) إلى جانب العم سام والعم فارس.. (واللي بحب يشتري.. يجي يتفرج)!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام