الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ومناشئ الصراع - مناشيء الصراع

حسين درويش العادلي

2003 / 2 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

الحلقة الرابعة


SWEDEN


 

 
      تستمد الذّات والتجربة الوطنية العراقية أنماط الصراع لديها من المناشئ التالية :

   أولاً : المنشأ التأريخي ، ونريد به اتحاد الذاكرة العراقية بين العراق التأريخي والعراق الحديث اتحاداً ماهوياً في طبيعة الهوية الطائفية والعِرقية والثقافية في اللاوعي العراقي ، وذلك عن طريق استدعاء الماضي بثقله وأنساقه وفرضه على الواقع المعاصر دون القيام بعمليات إعادة القراءة والتمثيل لهذا التأريخ في تنوعاته ، وتقنينه وفق فروض الواقع الحديث للعراق ،.. وكمصداق على ذلك تأتي الصراعات الطائفية ((بين ما هو شيعي وسُنّي )) والعِرقية ((بين ما هو عربي وكُردي وتركماني)) كإنموذج لإستدعاء فعل الذاكرة التأريخية في التعاطي مع الواقع الوطني الحديث .
   من هنا نرى ، أنَّ الصراع على ادعاء امتلاك الوطن تأريخياً أو احتكار تمثيله لشريحة عِرقية أو طائفية معينة .. تأتي كإنموذج لإنسياق الذاكرة والفعل العراقي بالتأريخ .. وكان من المُفترض هنا أن نضع باعتبارنا التكوين الحديث للعراق المتنوع والفسيفسائي ، وضرورة تحكيم استحقاقات هذا التكوين والتنوع القائم بعد تشكيل دولتنا ومجتمعنا الحديث ، وهنا فالمواطنة كمبدأ وقيمة يجب أن تكون في مقدمة الإستحقاقات الدّالة على الذّات العراقية في ماهيتها الجديدة ، بينما نرى أنها تعرضت لإسقاطات العِِرقية والطائفية السياسية والدينية والثقافية لتُصادر بالتبع كقيمة جامعة ومظلة مُوحِدة للكل العراقي ، فكان البديل تفشي الصراعات الإثنية والطائفية .
   إنَّ إشكالية الصراع القائم على الأساس التأريخي هي في عمقها إشكالية وعي وتمثّل للتأريخ بما يتناغم وفروض حركية الواقع والمستجدات الحادثة فيه ، وكأننا هنا رهنّا استحقاقات الحاضر لحساب التأريخ ، لنُعيد دورته عند كل تجربة جديدة !!

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب