الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


؟خط احمر ... أم خطوط حمر

جاسم هداد

2006 / 2 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تم اجراء الأنتخابات والتي كانت استحقاقا امريكيا اكثر منها استحقاقا عراقيا ، ولعب اللاعبون الرئيسيون في العملية الأنتخابية ، الاعيب شتى من اجل ضمان " الفوز الساحق " ، وعلى طريقة معاوية بن ابي سفيان عندما اراد أخذ البيعة لأبنه يزيد ، فاستخدم المال والسيف وعلى القولة الشهيرة (من بايع يزيد فله هذا " كيس مال " ، ومن رفض فهذا " السيف " ) ، وهذا هو ما حصل في الواقع بعد ان خطط له ونفذه القائلين بـ " الأستحقاق الأنتخابي " ، والمصيبة انهم يتباكون على الأمام الحسين ( ع) ويلعنون يزيد يوميا ، وهم التلاميذ ليزيد ومعاوية من خلال تنفيذهم سياساته وسلوكهم الاعيبه ، مثلما يذمون الطاغية صدام ويلعنونه وفي الواقع العملي لا تختلف سياساتهم عن سياساته .

والتجاوزات والأنتهاكات والخروقات للعملية الأنتخابية سواء قبل الأنتخابات او اثناءها وبعدها " الفرز " ، صارت كالخط الأحمر لا يمكن الا فاقد البصر ان لايراه ، والحديث عن ذلك طويل ويطول ، اسوق مثلا واحدا حقيقيا صادقا على التزوير ، في مركز انتخابي في احدى مدن الفرات الأوسط ، نجح احد الأخوة " وهو صادق في قوله ، وبطل من ابطال انتفاضة آذار 1991 ، وتشهد له مدينته ، حيث قام بإقتحام مديرية الأمن فيها " بإقناع ثلاثين فردا من عائلته واصدقائه ومعارفه وجيرانه للتصويت لأحدى القوائم .

وعندما ظهرت نتيجة الفرز كان نصيب القائمة المعنية " ولا صوت " ، كيف حدث ذلك فهو معروف !؟ ، وجدلا حتى لو لم يعط جماعة اخينا اصواتهم لتلك القائمة ، فأين ذهب صوته هو شخصيا ؟ ، ويؤكد هذا الأخ بأن الغالبية العظمى من الموظفين العاملين في المفوضية في مدينته ، والمشرفين على المراكز الأنتخابية ، هم من البعثيين الذي استبدلوا الزيتوني بالقميص الأسود واللحية ، فلا ريب في ذلك فهم ازلام كل زمان ، وهم الذين قال عنهم معاوية بن ابي سفيان لعنه الله ، لا يفرقون مابين الجمل والناقة ، وبأمثالهم حارب معاوية امام المتقين علي بن ابي طالب (ع) ، وصدقت يا ابا عادل يا مظفر النواب عندما قلت " لو خرجت لقاتلك الداعون اليك وسموك شيوعيا "

وخير دليل اعتراف المفوضية العليا المستقلة !!! " إقرأ : المستَغلة " للأنتخابات وكذلك تقرير اللجنة الدولية للتدقيق الدولي ، بأنه شاب الأنتخابات الكثير من التجاوزات ، ولذلك قامت بإلغاء " 227 " صندوقا وهذه فقط للشكاوى ذات الخط الأحمر ، اما ذات الخط الأصفر والأخضر فلم تجد المفوضية وقتا للبت فيها ، ومع الأسف تبارى عدد من العازفين على وتر الحزب الواحد واللون الواحد والمنطقة المقفلة وهي من تعليمات ودروس البعث الفاشي ، الى رفع الأصوات عاليا بأن هذه التجاوزات تحدث في جميع بلاد العالم ونسبتها لا تشكل شيئا ولا تؤثر على العملية الأنتخابية ، وبالضبط وبنفس اسلوب مدرسة البعث الفاشي ، عندما استكثر الطاغية صدام على الشعب الكويتي المطالبة بمصير اسراه وان عددهم لا يتجاوز المئات .

والآن ومن خلال اللهاث وراء المكاسب الحزبية والمناصب الوزارية تنشر وسائل الأعلام تصريحات لبعض سياسيي المرحلة الحالية ، فمراهق سياسي يضع خطا احمرا حول التعامل مع شخصية سياسية ، التي كان لها دور في السياسة في الوقت الذي كان هذا المراهق السياسي في ظهر ابيه ، وقائد احدى الميليشيات يضع خطا احمرا حول وزارة الداخلية مؤكدا انه لا يمكن التنازل عنها .

اما كان الأجدر بالذين لديهم امكانية وضع الخطوط الحمر ، وضع هذه الخطوط الحمر امام التدهور الكبير في الخدمات العامة ، وامام ارتفاع عدد القتلى وعمليات الأختطاف والهجمات الأرهابية وتزايد اعمال العنف ، وكما اكدت على ذلك تقارير دولية وعراقية والتي اشارت الى ان الأوضاع العامة في العراق تدهورت تدهورا كبيرا .

اما كان الأجدر وضع الخطوط الحمر امام نهب خيرات العراق ومحاربة الفساد الأداري والمالي الذي استشرى في جسد الدولة العراقية كالسرطان ، ووضع الخطوط الحمر امام انتشار المخدرات ، والتي اصبح العراق مركزا لتوزيع وبيع المخدرات وذلك بفضل الجارة المسلمة ! إيران ، الا يستحق تهريب الأدوية الى ايران وجلب ادوية منتهية الصلاحية وليس ذات جدوى علاجية خطوطا حمرا .

اما حان الوقت لأعضاء هذه الأحزاب وجماهيرها بأن يرفعوا الرايات الحمر " حيث لا يكفي وضع الخطوط الحمر " في وجه هذه القيادات والقول لها ، كفى لعبا بمقدرات الشعب العراقي . كفى استهتارا بهموم الفقراء والمستضعفين . كفى هدرا ونهبا لخيرات العراق . كفى انانية ومصالح حزبية وشخصية . فبأسم مصالح العراق والعراقيين تبؤتم مناصبكم . فكونوا اوفياء لوعودكم . وراعوا مصلحة العراق ومصالح العراقيين . وصبر العراقيين لابد وان يكون له حدود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ