الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجير المنارة الحدباء...

سلمان محمد شناوة

2017 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


خلال الايام السابقة ...

بعد جريمة تفجير المنارة الحدباء ...
البعض اخذ يتباكي على الحدباء كاثر اسلامي مهم طوال 9 قرون لم يمس على اعتبار انه اثر بالغ الاهمية ...
والبعض الاخر اخذ بوصف هذا الحادث بلا اهمية واخذ يقارنها بدم الشهداء قائلا ان قطرة من دم الشهيد يساوي اكبر من كل الابنية الاتي تهدمت ومنها المنارة الحدباء ...
نقول ليس هناك مقارنه حتى نقارن ...
وليس هذا مكان تنافس فيه , حتى نتنافس عليه ...
كل الابنية مهمة حتى لو كانت كوخ صغير تعمد تنظيم داعش على تفجيره وازالته ..
وبنفس الوقت كل الدماء العراقية عزيزة ..خصوصا تلك التي تبذل نفسها رخيصة للوطن وحماية الوطن ..ونحن بلا شك بدون الجنود المباركين في القوات المسلحة او الحشد الشعبي لن يكون لنا اي امان في بيوتنا الان ننعم بالأمن والحرية ..
ولكننا نقول كفوا عن بعضكم ..فانتم لستم اعداء انما شركاء في وطن كبير ..كبر كل تضحيات ابناء القوات المسلحة ودمائهم الطاهرة , وكذلك بعمق كل التاريخ ..التاريخ الذي ترك لنا المنارة الحدباء لا تمس منذ 9 قرون تقريبا , وكل الاثار العظيمة والتي دمرها داعش بلمحة مجهولة من الزمان ..
المنارة الحدباء ليست مجرد حجارة بحيث ان هدمت وكأن لم يكن هناك شيء ذا اهمية ..فهل كان ضريح الحسين او الامام علي او العباس او ضريح العسكري في سامراء مجرد حجارة ... وهل كانت الكعبة وهي اشرف بيت عند المسلمين مجرد حجارة ...
لا ليست مجرد حجارة ..حتى بيت اقل الناس شأن في العراق ليس مجرد حجارة و بسطة اقل تاجر صغير في الاسواق ليست مجرد قطع من الاخشاب او الحديد المهم ..كل هذا الذي قلناه هي قيمة الانسان وكل رموزه ..فضريح الامام علي او الحسين او العباس او العسكري في سامراء ..هي رموز ومعاني كبيرة تعطي لنا قيمة للحياة وبدونهم نحن نتوه لا قيمة لنا في ديننا او دنيانا ويختفى كل هدف لحياتنا ..كل الشرفاء سوف نجدهم يقدمون دماءهم رخيصة للدفاع عن هذه الحجارة اذا اردتم ان تسموها حجارة ...
كذلك كل ما وجد على ارض العراق من اثار لمدن سابقة مثل اور او اورك او نينوى او اريدو ..هذه المدن يتم المحافظة عليها بالنفس والنفيس وفي دول اخرى نجدهم يكرسون جهدهم لحماية هذه الاثار وحمايتها والدفاع عنها شاهدت ذلك في الاردن حيث يتم حماية الاثار بصورة تجعله قريب من المقدس وهي ليست مقدس , لانهم يعلمون ان هذه الاثار بالإضافة لقيمتها التاريخية والتي لا تقدر بثمن فهي مصدر اقتصادي مهم يجلب لهم الكثير من العملة الصعبة والتي يحتاجونها في تنمية البلاد والعباد , وتضاف قيمتها الى ميزانية احيانا تنؤء بحمل المصرفات والمدفوعات والتي يحتار بها كيف تسدد ..وهي ايضا ليست مجرد تكون حجارة ..
الحدباء هي اثر كبير اسلامي منذ 9 قروان لم يمسوه حتى اكثر الجماعات اجرامية والتي مرت بالمنطقة ولكن داعش فعل ..وهي بكل تأكيد ليست مجرد حجارة , لان كل ابنائنا المقاتلون في الموصل الان مستعدون لدفع دمائهم للمحافظة على هذه الحجارة ان تمس , ويفعلون المستحيل حتى لا يمسها فعل الدمار ..
فما فائدة الوطن بدون انسان , وماهو الانسان الا مجموعة ما يملك من حجارة تشكل بيته او شارعه او مقدساته ..بدون هذه الاشياء يكون الانسان بلا تاريخ بلا هدف بلا معني ...وحين تنتهي الحرب وسوف تنتهي ان شاء الله ...سوف يعود الانسان اي انسان الى بيته يرمم بيته او مجتمعه او مسجده من هذه الحجارة ..حتى يقيم لنفسه معنى وهدف ورمز قابل للاستمرار بهذه الحياة ...
وهناك دول عظيمة اليوم , ظهرت للوجود من لا شيء من امريكا والتي لم يكن احد يعلم بها قبل 500 عام , انظروا كيف تفعل انتشرت بكل بقاع الارض تشتري وتسرق وتنهب كل اثار العالم , وتحضرها الى امريكا وتنشئ القاعات ومتحف الاثار والفنون , تريد ان تحلق بركب الحضارة , وتبنى الاماكن من حجارة حتى تقيم لنفسها تاريخا وحضارة .
اعجبني احدهم حين قال ان دول وليدة لا قيمة لها مثل قطر ..على استعداء على شراء هذه المنارة ب 100 مليار دولار واكثر حتى تثبت ان لها تاريخ عريق ..وهي مجرد حجارة برايكم ..
اذن كم تعتقدون ان دول اخرى لا قيمة لها كم سوف تدفع لشراء , ( ضريح الامام علي او الحسين اوالعباس ..وهي مجرد حجارة ايضا ...اعتقد ان لا يوجد ثمن يمكن يقيم هذه المقدسات لدينا ...
اجل لا يوجد اي ثمن يقيم لنا او يقدر لنا اي مكان هو عبارة عن رمز روحي او تاريخي او حضاري , لان قيمة الحضارة بقيمة هذه الحجارة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تفجير منارة الحدباء
شاكر شكور ( 2017 / 6 / 23 - 18:49 )
يشير التاريخ الكنسي استاذ شناوة بأن منارة الحدباء بنيت على آثار كنيسة كانت تسمى كنيسة الأربعين شهيد والتي شيدت على أرض كانت سابقا كنيسة القديس بولس في الجانب الأيمن من الموصل ، وهذا حال الجامع الأموي في سوريا وكاتدرائية آية صوفيا في تركيا التي حولت الى مسجد ، فالغزاة من دواعش السلف بنوا منارة الحدباء ثم عاد احافادهم وهدموها فلماذا البكاء والنحيب على اطلال مشيدة اصلاً على ارض مسروقة ؟ وما هي القيمة التاريخية لهذه المنارة إلا اللهم وجودها هو معلم اثري يوضح مدى ظلم الغزاة الهمجىيين الذين دمّروا الكنائس ظنا منهم بأنه لا يوجد رب يحميها ، ما بني على باطل يا ابن عمي شناوة فهو باطل ، الإسلام لا يوجد له آثار غير آثار سفك الدماء فلا تلوم من يسرق آثار العراق المشيدة قبل الإسلام ، لأن السارق يعرف قيمتها ويحافظ عليها اكثر من اهل البلد المشغولين لحد الآن بمعركة الجمل ، تحياتي استاذ سلمان


2 - بؤس الاوطان من بؤس مثقفيها ...1
عامر سليم ( 2017 / 6 / 24 - 07:25 )
من المقال نقرأ ( ..فضريح الامام علي او الحسين او العباس او العسكري في سامراء ..هي رموز ومعاني كبيرة تعطي لنا قيمة للحياة وبدونهم نحن نتوه لا قيمة لنا في ديننا او دنيانا ويختفى كل هدف لحياتنا .. )!

الانسان الذي هو اثمن رأسمال يستمد قيمته من الاضرحه والقبور! فيالها من اهانه يكيلها السيد الكاتب للانسان والتي بها يلغي انسانيته وانجازاته الهائله منذ وجد على هذه الارض لا بل ويلغي اي هدف ومعنى لوجود الانسان لولا هذه الاضرحه والقبور(هكذا وبكل سهوله!).

كل قيمه هي من نتاج الانسان وليس العكس , وقيم الدين والاضرحه والقبور كانت من الانتكاسات الخطيره في مسار حياته التي خلقت العصا في عجلة تقدمه , بل رسخت سيادة مفاهيم الكراهيه والتمييز ورفض الاخروالزهو الفارغ .

ثم يقول فيما بعد ..( فما فائدة الوطن بدون انسان )
واقول ما فائدة الوطن من الانسان الذي يستمد قيمته من القبور والاضرحه وماهي - ماهية - تلك القيم البائسه التي يرجوها منها! .

فالحضاره الغربيه لم تستمد قيمتها واهميتها الا بعد ان هجرت وعزلت هذه القيمه الواهمه من حياتها , بعزل المقدسات والكنائس التي انتجت الحروب الصليبيه ومحاكم التفتيش
يتبع


3 - بؤس الاوطان من بؤس مثقفيها ...2
عامر سليم ( 2017 / 6 / 24 - 07:30 )
ومصادرة التفكير وتضييق الحريات, في حين لايزال وعاظ السلاطين يتغنون بمساجدنا وجوامعنا واضرحتنا التي انتجت الكراهيه و الدواعش وخراب العقول واستعبادالبشر وبؤسهم وشقائهم وسرقتهم واستغلالهم , ويعتبروها قيم عليا تعطي للانسان هويته ومعنى لوجوده!.

ان القيمه الوحيده للأضرحه والقبور هي ( أكلةالقيمه) والتي لها اضرارها ايضاً عندما تكبس على معدة الانسان لتجبره على انتاج مقالاً بلا قيمه!.

حقاً ان بؤس الاوطان من بؤس مثقفيها .


4 - ممثلو ثقافة داعش ورعاة البقر!
طلال الربيعي ( 2017 / 6 / 24 - 15:55 )
اتفق تماما مع فحوى المقالة, واود ان اضيف ان البعض من مثقفينا, حالهم حالهم داعش, لا يعيرون ادنى اهمية للاثار او يعتبرنها صنوا للمقابر, وحتى المقابر لها حرمتها ولا يجوز التجاوز عليها حسب الاعراف الألهية او الوضعية. وهؤلاء يسخرون بوقاحة لا مثيل لها من غضب وحزن الناس على تهديم منارة الحدباء ويزعمون انها حجارة لا قيمة لها! فما فرق هؤلاء عن الجنود الامريكيين الذين وقفوا مكتوفي الايدي امام نهب المتحف العراقي بعيد الاحتلال وكانوا يسخرون ممن طلب منهم حماية المتحف بقولهم انه لا يحتوي سوى حجارة قديمة؟ ويبدو ان تفاهة العولمة الثقافية التي تحتقر ثقافات وحضارات الشعوب تتفشى للاسف كالوباء وان هؤلاء امريكان اكثر من الامريكيين انفسهم. فليس من عتب على جندي او كاوبوي امريكي ان لا يقدر ويقّيم حضارة العراق, ولكن ان يحتقر عراقيون ثقافتهم وحضارتهم هو امر يدفعنا الى التساؤل: ما فرق ثقافة هؤلاء عن ثقافة داعش ورعاة البقر الامريكيين التي لا تأبه قيد شعرة لهذا التراث ولا تكترث له؟
يتبع


5 - ممثلو ثقافة داعش ورعاة البقر!
طلال الربيعي ( 2017 / 6 / 24 - 15:59 )
وعلينا ان نتسائل ايضا لماذا تخضع اليونسكو و الحكومات المحلية الآثار او بعض المباني التاريخية الى تشريعات وتصرف المبالغ الطائلة للحفاظ عليها ومنع تغييرها او هدمها اذا كان ليس من قيمة لهذه الآثار او المباني؟


6 - ثرثار الموقع و(أكلة القيمه) (4) (5)
عامر سليم ( 2017 / 7 / 5 - 03:39 )
وهاهو الدليل على اضرار (اكلة القيمه) من خلال التعليقين (4) و(5)
فانا اتحدث عن قيمه الانسان الذي يختزلها السيد كاتب المقال ويربطها بالقبور والاضرحه , في حين ابو مخ مكرّش صاحب التعليقين اعلاه يتحدث عن الابنيه والتراث ويونسكو, حتى دون ان يقرأ تعليقاتي ويدقق في المعنى, هي دودة المناكفه لاغير!

الغريب والعجيب هنا انه لم يذكر دور وأثر شيوعيي بريمر والقضيب المنتصب الباحث عن ثقوب العقل البطن في صحن القيمه!

اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟