الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نسعى لتغيير ِأنظمة الدولِ المانحةِ للجوء؟

نادية فارس

2006 / 2 / 3
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


فوجئ َ العالم ُ بأجمعهِ بردّة ِ فعل ِ الأسلاميين حكومات ٍ وشعوبا ً ومنظمات ٍ متعسكرة ٍ للقتال ِ والقتل ِ على طريقة ِ فزّعنا وشوف شما بينا .. بعد ثلاثة ِ أشهر من نشر ِ صور ٍ كاريكاتورية للنبيّ محمّد في إحدى الصحف الدانماركية.

ولست ُ بصدد ِ الأعتراض ِ على نشر تلك الصور أو ردّة ِ الفعل ِ الناتجة ِ عنها .. لكن ّ المشهد َ برُمته ِ يستدعي وقفة ً لنتأمل َ مانفعله ُ نحن ُ المسلمون في بلدان الغرب .. وبضمنها الدانمارك.

أولا ً.. مالذي أتى بنا الى هذه ِ البلدان ؟

الجواب هو .. التسوّل!!



نحن ُ المسلمون المهاجرون َ من بلداننا نتسول ُ الحرية َ لأنّنا مستعبدون َ في بلداننا التي ماعرفت طعم ولامعنى الحريات ِ والديموقراطيات.. أرهقت معظمنا السجون ُ والمعتقلات .. وحاصرت حبال ُ المشانق الكثيرين .. واضطهد َ مسلمونا مسيحيينا ويهودنا وصابئتنا وايزيدينا.. وتبختر َ رجال ُ حكومتنا على ذكور ِ قبائلنا .. وتبختر رجال ُ ديننا على عُوّامنا.. ونفش ديوك ُ مجتمعنا ريشهم على دجاجات ِ .. ولربما بقرات ِ هذا المجتمع المعاق ِ منذ ولادتِه ِ.



نحن ُ نتسوّل ُ الأمان َ .. فلا حروب َ ولا ميليشيات ولاجيوش شعبية ولافدائيي صدام أو فدائيي الأسد أو حراس النخوة .. ننام ُ بسكينة ونمتلك ُ القدرة َ على أن نحلم بالغد .. نحصل على موعد ٍ مع الطبيب لشهور قادمة .. نعيشها ونلتقي الطبيب وتمر ّ كحالة ٍ عادية ٍ جدا ً .. ففي هذه الشهور لارصاصة ٌ طائشة تصيبنا .. ولاشرطي ّ يستوقفنا عند ناصية شارع .. ولامخابرات تحصي أنفاسنا .



نحن ُ نتسوّل ُ العِلم في جامعات ٍ أثبتت رصانتها ومكانتها العلمية .. فلا قائد ضرورة يحكمها .. ولارجال السلطة يطأون عتبتها .. ولاميليشيات مقتدى الصدر وعبد العزيز الحكيم تلطم وتضرب بالزناجيل فيها .. ولاعدي صدام حسين يغتصب ُ طالباتها ..ولارجال المطاوعة السعوديين يتحكمون بما ارتدين.



نحن نتسوّل ُ مدارس لأطفالنا .. مغلقة ومكيّفة َ الهواء .. فيها مكتبة ٌ صغيرة ٌ وكومبيوتر في كل ّ صف دراسي .. ومكتبة ٌ كبيرة مع لايقل عن ثلاثين كومبيوتر للمدرسة ِ كلها .. فيها مطعم ٌ وبرنامج تغذية .. ومناهجها ليست خاضعة للتغيير بتغير الحكومات والأحزاب .. فيها مسابقات ٌ أدبية ورياضية وسفرات الى مناطق لم نحلم بها .. فيها درس ٌ للموسيقى مُجهّز ٌ بكل ّ أنواع الالات ِ الموسيقية .. وليس فيها درس ٌ للدين مهما كان نوع دين الأغلبية.



نحن ُ نتسوّل ُ العيش َ في مجتمع ٍ لايحصي حركاتنا وسكناتنا.. ولايحسدنا إن ولدت نساؤنا ذكورا ً.. ولايفغر ُ فاه ُ إن اشترينا سيارة ً أو بيتا ً ولايسألنا عن رواتبنا الشهرية ومدخولاتنا ..ولايندهش إن حملنا موبايل أو لاب توب .. ولايمتعض إن سهرنا أو نمنا أورحلنا أو غدونا.



نحن نتسوّل ُ العمل والخبز .. فالعامل يأخذ ُ أجر َ عمله ِ ويملأ بيته بما اشتهت نفسه من أثاث ٍ و كهربائيات وطعام .. وفواكه لم نكن قد رأينا أغلبها إلا في التلفزيون أو كتب علوم النبات .. ويشاهد ُ القنوات التلفزيونية في مشرق العالم وغربه .. والتدفئة المركزية لاتتركه حائرا ً في حمل ِ برميل النفط وملء الصوبات .. وكوارث الاختناق بصوبة علاء الدين.



نحن نتسوّل الكهرباء والماء والعمل والعلم والحرية.. فهل نحن بحاجة ٍ الى من يُذكرنا بالمستنقعات التي هربنا منها؟ أونسميها بلدانا ً تلك التي تمثلت فيها كل ّ الديكتاتوريات السياسية والدينية والأجتماعية؟



ثانياً.. مالذي نفعلهُ بعد وصولنا الى الغرب؟ مالذي نساهم به كمجتمع ٍ جديد وفّر َ أسباب حياتنا وأمان مستقبلنا ومستقبل أطفالنا؟



المشكلة هي أنّ الكثير َ منّا ينسى مادفعه ُ الى الهرب ..ويبدأ انتفاخه حالما يصل ُ بلدان الغرب .. محاولا ً توجيهها على طريقة مجتمعه ودولته .. ويصور ُ للاخرين أنه ُ جاء توا ً من بلاد ٍ هي القِمّة ُ في العدالة والأستقامة ! وعليهم أن يستقيموا ليصبحوا مثلنا كخير أمة ٍ أخرجت للناس!



سرعان ما تتشكل ُ تجمعاتهم .. وتُبنى جوامعهم وحسينياتهم .. وتزدهر ُ تجارة أأمة ِ الجوامع بينهم .. حتى أنّ أحدهم أصبح أشهر فتاح فال في السويد ! ويقود الشيخ خالد مجاميع الشباب في لندن .. وتلاقي خطب أحمد بن عثيمين رواجا ً لامثيل له بين أوساط المسلمين في الغرب .. وتحتل لطميات باسم الكربلائي مرتبة الصدارة في مبيعات السي دي .



حالما نصل .. بعد صراع ٍ مرير طبعا ً بين مقرات مفوضية شؤون اللاجئين والسفارات .. حتى يبدأ الدلال وتظهر النزعات الأنتقائية لدينا .. فالشقّة المتوفرة مجانا ً ليست واسعة .. والأبواب الداخلية ليست فيها أقفال!.. الخ



ثم تبدأ الخلفيات الثقافية بفرض نفسها .. أحدُهم ملأ حوض الحمّام ( البانيو) بالماء ووضع َ فيه سمكا ً حيّا يسبح! وأحدهم حوّل َ إحدى الغرف الفارغة من الأثاث في شقته ِ الى حديقة صغيرة بفرش أرضيتها بطبقات ٍ من التراب وزرع فيها كرّاث وفجل ! حتى بدأت شقة العائلة التي تسكن تحت شقته بالمطر في عِز ّ الصيف بسبب سقيه لحديقته!



آخرون قتلوا بناتهم للمحافظة على الشرف .. وآخرون نقلوا معهم إبداعاتهم في التزوير والمتاجرات غير القانونية .. وآخرون طلقوا زوجاتهم شكليا ً من أجل تسلّم معونة إجتماعية أكثر ..



لااعتراض لدي على الأسلام والمسلمين .. فلكل ّ عقيدته

ولكن .. كيف لنا أن ننسى أننا جئنا هاربين وطالبي لجوء من دول إسلامية؟



حكوماتنا أسلامية .. تسرق مصادر دولها وتتاجر بشعوبها .



رجال ديننا إسلاميون .. حوّلوا الدين الى لعبة تجارية .. وإن اقتضى الأمر فإلى سياسية .. ولقد اقتضى الأمر ذلك.



مدارسنا اسلامية .. يتم تعليم ُ الطفل فيها على عبادة الله والقائد الضرورة .. وطبعا ً فأن ّ الله واحد لكن ّ كل ّ القادة الأسلاميين ضرورات ٍ تستحق ُ عبادتها بعد الله.



جامعاتنا اسلامية .. لكنها تحتاج ُ دهورا ً من التطوير والتحديث لمواكبة ِ التطور السريع في جامعات العالم .. رغم أن ّ الغرب َ استفاد َ من علومنا .. إلاّ أننا وبكسلنا الجيني المتوارث أهملنا علومنا وكرسنا طاقاتنا لخدمة الدين الحنيف ورجاله ونساءه وقادته وملاليله ولاطميه ومطبريه ودراويشه .. فضاع علينا الخيط والعصفور.



مالذي نريد أن نعلّمه للغرب؟ هم يعلموننا التكنولوجيا ونحن نبني حسينيات!



هم يوفرون لنا الحرية في أدياننا ونحن نحاول إجبارهم قسرا ً على اعتناق ديننا !



نتهم المنظمات بالتبشير .. ونحن ُ أول ُ المبشرين!



يؤوننا ونصدع ُ بنيان أنظمتهم ونفرض على حكوماتهم أن تمنع حرية الصحافة !



يؤون لاجئي المسلمين في بلدانهم ويقدمون لهم مساعدات ٍ شهرية لقاء عطالتهم وبطالتهم .. والحكومات الأسلامية تقاطع منتجاتهم لأن ّ صحيفة نشرت مالايسر ّ خاطر هذه الحكومات .. ولو كانت هذه الحكومات حريصة على الأسلام وعلى سمعة النبي محمد لكانت آوت كل اللاجئين المسلمين .. وهي التي تمتلك أكبر

احتياطي للنفط في العالم



وصدق الشاعرُ حين قال:

أعلّمه ُ الرماية َ كل ّ يوم ٍ

فلما اشتد ّ ساعدُهُ , رماني

وعلمتُه نظم َ القوافي

فلما قال قافية ً , هجاني



ثالثا ً..لو كان هذا الصحفي ُ عربيا ً مسلما ً ونشر كاريكاتيرا عن النبي عيسى أو موسى .. فكم من الدول الغربية ستطالب ُ بمقاطعة العرب والمسلمين؟



ولماذا نفترض ُ أن على كل ّ دول العالم أن تقتدي بنظامنا القمعي في الدول المتخلفة؟



إن ّ الممارسات التي تمارسها الجماعات الأسلامية المتعصبة .. بتمويل ومساندة الحكومات العربية .. وبتشجيع من المهاجرين العرب زادت عن حدّها .. وتصعيدها لايصب ّ في صالح الشعب العربي أبدا ً .. وإنما هو مُكرّس ٌ لخدمة المساومات وكبار رجال الأعمال وتجار الحروب.



وإنّ تعزيز فكرة المسلم الشرير ليست في صالحنا كمواطنين .. بل هي ورقة ٌ تلوّح ُ بها حكوماتنا وميليشياتها ومافياتها لتمرير البزنس!!

بزنس يُبه بزنس!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: قتلى فلسطينيين في عميلة للجيش الإسرائيلي بقرب


.. غزة: استئناف المحادثات في مصر للتوصل إلى الهدنة بين إسرائيل




.. -فوضى صحية-.. ناشط كويتي يوثق سوء الأحوال داخل مستشفى شهداء


.. صعوبات تواجه قطاع البناء والتشييد في تل أبيب بعد وقف تركيا ا




.. قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين