الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف صعدت النجوم إلى السماء؟

محمد مسافير

2017 / 6 / 26
الادب والفن


لا أزالُ أتذكرُ تلكَ الليلةِ وكأنهَا الأمسُ، كانَ الوقتُ صيفاً، ولأنَّ حرارةَ المنزلِ لمْ تكنْ تسمحُ بنومٍ هادئٍ، فقدْ نِمتُ علَى السَّطحِ رفقة خالتِي العَجوزِ، كانتْ تقضِي مَعنا مُعظمَ أيامِ الصيفِ، لأنهَا لا تتوفرُ على سَطحٍ، وكنَّا في هذا الجانبِ أوفرَ حظاًّ منهَا...
كنتُ وربَّما، في السنة الخامسَةِ منْ عُمري، وكنتُ أعشقُ النومَ على السطحِ، أستمتعُ بلفحاتِ بردٍ قلمَّا يندفعُ، أدفعُ عنِّي الغطاءَ كَي يَحتضننِي الهواءُ، أستدرجُ خالتِي إلى الحَديثِ، مَا كنتُ أريدُ لليلِ أنْ ينتهِي...
سألتهَا ذاتَ ليلةٍ ببلادةٍ بريئةٍ: كيفَ صعدتِ النجومُ إلى السماءِ !
كنتُ أعتقدُ أنَّ الأرضَ أصْلُ الوجودِ، ظننتُ أنَّ الكونَ نابتٌ منَ الأرضِ، ولأني كنتُ صغيراً جدًّا، فقدْ كنتُ أخالُ الكبارَ، وخاصَّة كبارَ أقاربِي، يَعرفونَ كل شيءٍ، ولا يَعوزهمُ السؤالُ كيفما كان... ولأنهَّا تريدُ أنْ تحفظَ مقامهَا، فمَا وجدتْ عسراً فِي التدليسِ:
- فِي قديمِ الزمانِ، وفِي إحدى الليالِي، ثبَّتتْ إحدَى جماعاتِ الرحلِ خيامهَا فِي قلبِ الصحراءِ، شربُوا الشايَ وَحليبَ الناقةِ مَع بعضِ اللحمِ المشويِّ... بَعدها، ابتعدتْ بناتهُم قليلاً عنْ مطرحِ الخيامِ، خالفُوا تَحذيراتِ كبارِ الجماعةِ مِن عِدمِ الابتعادِ، ابتعدنَ ثمَّ ابتعدنَ...
وهناكَ، بدأنَ يرقصنَ وينشدنَ الأهازيجَ تحتَ ضوءِ القمرِ... فجأةً، لَمحْنَ دِببةً تتقدَّمُ نحوهُنَّ، جَرى المَاءُ فِي رِكابِهنَّ، تصبَّبَ العرقُ مِن جباههنَّ دونَ أن يحسُّوهُ، اندفعْنَ إلى الخلفِ فِي ارتباكٍ، صَعَدنَ إلى صخرةٍ مرتفعةٍ قليلاً عَن الأرضِ، ثمَّ بدأنَ يتضرَّعنَ إلى اللهِ ويسْألنهُ النجاةَ...
أحسسنَ الصخرةَ ترتفعُ، ثمَّ ترتفعُ بعيداً... حتَّى استقرَّتْ فِي السَّماءِ، ثمَّ تحولنَ إلَى نجماتٍ، تزوجنَ بالقمَرِ، ثمَّ بدأنَ فِي التكاثرِ...
سعِدتُ كثيراً لسماعِ تلكَ القصَّة، ظننتُ أنِّي قد أدركتُ سرًّا منْ أسرارِ الوجودِ، ثمَّ طفقتُ أحكيهَا لأصدقائِي بشكلٍ مبالغٍ فيهِ، تارةً يضحكونَ، وتارةً يصدقونَ!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ