الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسعير المواد الغذائية الأساسية حفظ لماء وجه الفقير

زيد كامل الكوار

2017 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تسعير المواد الغذائية الأساسية حفظ لماء وجه الفقير

بقلم : زيد كامل الكوار الشمري

شهدت السوق العراقية في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في أسعار المواد الغذائية الأساسية تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك ، ولم يكن هذا الارتفاع هامشيا بسيطا يمكن تجاوزه وعدم الالتفات اليه، بل كان كبير يثقل كاهل المواطن محدود الدخل، و يعجز معه عن شراء تلك المواد لاسيما أن الحصة التموينية التي كانت تنقذ الفقير على بساطة موادها ومحدوديتها، لكنها وعلى أقل تقدير كانت ثابتة مضمونة بمواعيد استلامها وكمياتها ونوعياتها، حتى كان الكثير من العوائل العراقية تناور عن طريق استبدال بعض المواد التي كانت تفيض عن حاجته لكثرتها بمواد أخرى لا تسد حاجته من مفردات البطاقة.
وبما أن راهن الوضع الحالي في الحكومة العراقية مرتهن بسياسة التقشف التي أعلنتها الحكومة كنتيجة لانخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، وانخفاض التخصيصات السنوية في موازنة الدولة الاتحادية، ويضاف إلى ذلك تكاليف الحرب المقدسة على الارهاب التي تستنزف الكثير من الموازنة العامة للبلد، الأمر الذي أدى بالنتيجة إلى فتور بل جمود في حركة السوق العراقية مما أدى إلى انخفاض دخل الفرد العراقي "موظفا عموميا كان أم موظفا في القطاع الخاص" ، فالموظف العمومي يستقطع من راتبه لدعم ميزانية الدولة، وموظف القطاع الخاص انخفضت أجوره كذلك بسبب قلة التميل في المؤسسات الأهلية وتذبذب الوضع الاقتصادي العام في البلد. ولا يمكن للحكومة في ظل أوضاع كهذه أن تقف مكتوفة الأيدي لتتفرج على مأساة الفقراء ومعاناتهم، لاسيما أنها قد أسهمت بنصيب كبير من أسباب معاناته، فالبطاقة التموينية أيام ما قبل التغيير كانت بكميات تضمن الحد الأدنى من الأمن الغذائي للمواطن العراقي. أما اليوم فالحكومة مطالبة بالحد الأدنى من الدعم، أقله ضبط السوق العراقية والسيطرة على أسعار المواد الغذائية الأساسية؛ وعليها تسعير المواد الغذائية تبعا للسعر العالمي مضافا اليه القيمة المضافة لتحقيق الحد المعقول من الربح للتاجر والحفاظ على حقوق المواطن الفقير في الحد الأدنى منها. ويمكن للحكومة في هذا المجال إعادة فتح منافذ الأسواق المركزية وإعادة تنشيط تجربة دفاتر الأسواق المركزية للموظفين والعسكريين. وينبغي كذلك إضافة المشمولين بشبكة الرعاية الاجتماعية إلى قائمة المستفيدين من هذه الدفاتر، ولا ضير في شمول كل المستفيدين من البطاقة التموينية بهذه الفائدة لأن كل المشمولين بالبطاقة التموينية ولم تحجب عنهم هم من محدودي الدخل أو عاطلين عن العمل. ولضمان نجاح هذا الحل ينبغي بيع تلك المواد في الأسواق المركزية بأسعار تنافسية مع التجار لتضمن استقرار الأسعار في السوق العراقية من جهة وعدم تأثرها بتذبذب أسعار صرف العملات الخارجية من جهة أخرى، الذي أخذ يؤثر على كل شيء وهو العذر الجاهز لمن يريد أن يعتذر من التجار. ولا شك أن الحكومة بإمكانها التعاقد لتمويل مشروع كهذا مع موردين من المستعدين لتجهيز البضائع المطلوبة وفق نظام البيع بالآجل فلا تحتاج وزارة التجارة إلى تخصيصات مالية ضخمة لتفعيل هذه الخدمة. علما أن مشروعا كهذا من شأنه نقل الشركة العامة للأسواق المركزية إلى مصاف الشركات الرابحة، فيما لو استثمرت بنايات الأسواق المركزية كمولات تجارية تعمل لحساب الوزارة وبموظفين مشمولين بنظام الحوافز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا