الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بماذا نفخرُ نحنُ العربْ؟

ميشال شماس

2006 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


كل شعب من شعوب هذه الأرض لديه ما يفخر به ، فالشعب الأمريكي يفخر بأن بلاده مازالت تتفوق في كل شيء على جميع دول العالم ، والشعب الصيني يفخر أيضاً بأنه أصبح قوة علمية واقتصادية عالمية يحسب لها ألف حساب، فمنتجاته تغزو العالم ، وأما الفيتناميون فما زالوا يفتخرون بأنهم قهروا أكبر قوة في العالم وتوحدوا في دولة واحدة ، والشعب الروسي يفخر أنه مازال رائداً في الفضاء ، والأوربيون عموماً مازالوا يفخرون بحضارتهم التي أرست مبادئ حقوق الإنسان ، وأما اليابانيون فيكفيهم فخراً أنهم خرجوا من تحت الأنقاض ، واستطاعوا النهوض ببلدهم لمصافي الدول المتقدمة.وفي أمريكا اللاتينية يفتخرون اليوم بأنهم استطاعوا دحر بعض أنظمتهم الديكتاتورية عبر صناديق الاقتراع.
فأين نحن العرب من كل ذلك ، وبماذا نفخر ؟!
هل نفخر بأننا أكثر الشعوب تعرضاً للاحتلال ، أم نفخر بأننا انقسمنا إلى دول وممالك وإمارات هزيلة لاحول ولا قوة لها ، وكل منا يتربص بأخيه ليحل محله ، بعد أن خرجنا من الأندلس بخفي حنين ، وأضعنا فلسطين. وتركنا عربستان للفرس ولواء اسكندرون لتركيا ، ولم نعد نراهما على خارطة الوطن، أم نفخر بأن جولاننا الحبيب ما زال محتلاً ، والعراق هو الآخر مازال محتلاً من الأمريكان ؟!
هل نفخر بأنظمتنا الاستبدادية التي عطلت الحياة السياسية ، وأنشئت لها عيونا في كل مكان تراقب حركات وسكنات شعوبها، بعد أن حلّت الأحزاب والجمعيات السياسية والأهلية ، وسيطرت على النقابات ، وهيمنت على القضاء ، وحظرت كل نشاط خارج إطار سلطتها، حتى أصبحت تلك الأنظمة هي الخصم والحكم معاً ؟!
هل نفخر بكثرة السجون التي تنتشر في بلادنا ، أم بعدد نزلائها من معتقلي الرأي والضمير، أم بعدد الذين ماتوا تحت التعذيب ، أو الذين مازالوا مفقودين ؟!
هل نفخر بعدد فقراؤنا ، أم بعدد الذين هاجروا من بلادنا إلى بلاد الأجنبي الذي نشتمه في كل حين ، أم بعدد المنفيين عن بلادنا؟!
هل نفخر بسرقة أموالنا العامة التي تودع في حسابات سرية في البنوك الأجنبية، لتساهم في رفاه الأجنبي على حساب إضعاف اقتصادنا وإفقار شعبنا؟!
هل نفخر بأن الله قد سخر لنا الأجنبي، أم نفخر بأن الله قد سخرنا وسخر أموالنا لذلك الأجنبي لنستورد ما يصنعه من السيارات والطيارات والأسلحة وحتى أبر الخياطة وحبوب منع الحمل وبالسعر الذي يفرضه ؟!
هل نفخر بأننا مازلنا نتعامل نساؤنا كمصنع لإنجاب الأولاد ، أم نفخر بأننا شعوب قد عطلت عقولها لا هم لها سوى إشباع ملذاتها وشهواتها الجنسية.؟!
إن فخرنا لن يبدأ إلا عندما نعيد الاعتبار للعقل والكفاءة والنزاهة ، ونخرج من طوائفنا ونعلن انتمائنا للوطن الواحد، ونستعيد إنسانيتنا ونعترف بحق الأخر في إبداء رأيه دونما وجل أوخوف.. وأن ننتخب نوابنا إلى المجالس النيابية والبلدية على أساس برامج انتخابية واضحة ، وأن نختار رؤساؤنا من بين عدد من المرشحين تكريساً لمبدأ تداول السلطة في ظل قانون انتخابي عادل، وقانون عصري ينظم عمل الأحزاب والجمعيات السياسة .
باختصار، فإن فخرنا يبدأ يوم ينتفي فيه الظلم من مجتمعاتنا، ويخيّم العدل عليه ويسود فيه القانون على الجميع حكاماً ومحكومين .
دمشق في 2/2/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ