الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن نصوت في الانتخابات المقبلة

زيد كامل الكوار

2017 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لمن نصوت في الانتخابات المقبلة

بقلم : زيد كامل الكوار الشمري

شهدت التجربة الديمقراطية في العراق بعد عام2003 الكثير من اللغط والجدل لما شابها واكتنفها من خلل ونقص كبيرين، فكما هو معلوم أن النظام السابق كان قد ضيّق على الحركات والأحزاب السياسية في العراق أيّما تضييق، فقد برَّح بهم قتلا وتنكيلا وإبعادا فخنق أصواتهم وأبعدهم عن الساحة السياسية العراقية بين منفيٍّ ومُبعَدٍ ومُهجَّر، حتى خلت الساحة العراقية الداخلية من السياسيين أو المشتغلين في السياسة اتقاءً للتنكيل والبوار.
وقد أدى ذلك الفراغ السياسي في المشهد العراقي الداخلي إلى ظهور الكثير من الحركات والأحزاب التي أرادت أن تجرب حظها في المشهد السياسي العراقي ، لاسيما مع عدم وجود قانون للأحزاب ينظم عملها وما يترتب عليها من واجبات ، فرأى العراقيون في أول انتخابات تشريعية ديمقراطية تشهدها البلاد في تاريخها الحديث وجوها لم ترها من قبل ولا تعلم عن تاريخها شيئا، لكنها مصنفة ضمن قوائم معروفة بانتمائها الديني أو المذهبي لتبدأ صفحة التوتر الطائفي والتسابق من أجل الحصول على المكاسب تحت غطاء المحرومية والاضطهاد والإبعاد، فداعبوا مشاعر السذج من الناس البسطاء الذين خدعوا بأزيائهم وهيئاتهم وشعاراتهم البراقة، حتى لقد أصبح الكثير من المجرمين المحكومين بأحكام جنائية في عهد النظام المباد مسجونين سياسيين بتزكية من هذا الحزب أو ذاك من الأحزاب التي قارعت النظام السابق، ولم تحترم تلك الأحزاب تاريخها النضالي حين منحت التزكية لمن هب ودب فصار المجرمون الأفاقون سياسيين ومجاهدين، فعاثوا في الأرض فسادا نهبا وفسادا ماليا واداريا تحت ستار ومباركة وغطاء الطائفية الدينية والسياسية. لقد عانى العراق منذ التغيير حتى اليوم ما عانى من الفشل والتردي الواضح في الأمن والخدمات الأساسية والأزمات الاقتصادية المتعددة الناتجة عن نهب الموازنات الاتحادية من طرف السياسيين الفاسدين، حتى إذا ما انتهت الدورة الانتخابية الأولى وقدَّر المتفائلون من العراقيين ان الأمر برمته كان خطأٌ اقترفه الناخب العراقي بانتخابه الذين لا يستحقون ولا يملكون الأهلية لقيادة البلد إلى بر الأمان ، وأن ذلك الخطأ لن يتكرر في الدورة الثانية، فوجئ العراقيون أن الوجوه التي فازت في الدورة الثانية هي الوجوه ذاتها والجديدة منها لا تقل بشاعة ولؤما عن سابقتها. وها هي الدورة الثالثة تطرق أبوابنا منبهة ومحذرة إيانا من تكرار خطئنا وانتخاب الوجوه الكالحة ذاتها. انتخبوا سادتي من لم تروه على شاشات التلفاز في ما سبق، وانتخبوا من تعرفون وتثقون بنزاهته ونبله وشرفة وانتمائه الوطني الأصيل، انتخبوا من لم يشتغل في السياسة في عهد هذه الحكومات المتعاقبة التي جذرت الفساد في مؤسسات الدولة العراقية بعد التغيير، انتخبوا من لم يشتغل بالدين والسياسة معا، انتخبوا حملة الشهادات العليا من الأطباء والمهندسين ، والأساتذة الجامعيين، انتخبوا المخلصين والمخلصات من أبنا العراق الحريصين على أرض بلادهم وسمائها ومائها وناسها ، فأولئك فقط هم من يعيدون إلى العراق رفاهيته ومجده وكرامته وعنفوانه والسلام المنشود فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا