الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخططات مُعلنة وغير مُعلنة نحو التغيير في المنطقة العربية !

صبحي مبارك مال الله

2017 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


مخططات مُعلنة وغير مُعلنة نحو التغيير في المنطقة العربية !
بالنظر لموقع المنطقة العربية الستراتيجي ، ولكونها تملك أكبر رصيد نفطي في العالم فضلاً عن الثروات الهائلة الأخرى، فقد كانت منذُ فترات تأريخية طويلة موضع أطماع دولية وإقليمية، حيث تُرسم الخطط المستمرة لغرض السيطرة عليها، منها مُعلنة وأخرى غيرمُعلنة، عبرالإستعمارالجغرافي والإقتصادي والثقافي ولهذا خاضت شعوب المنطقة معارك دامية من أجل الإستقلال وتكوين دول مستقلة إلا أنها كُبلت بمعاهدات إسترقاقية خطيرة وفُرضت عليها التبعية للدول الإمبريالية، والأحداث كثيرة وكبيرة، والصراع مستمر بين المصالح الدولية المتقدمة وبين مصالح الشعوب المتواضعة.
وعندما تريد دول المنطقة وشعوبها إن تنتهج نهج وطني مستقل، تُكبح من قبل حكامها أولاً ومن التدخل الإقليمي والدولي ثانياً وبعدة وسائل.والآن ماذا يجري؟ فبعد توريط العراق بحروب إقليمية ودق الأسافين بين الدول العربية،تُصّدر(الفوضى الخلاقة)الأمريكية الصنع لتجعل المنطقة في دوامة الحروب والفوضى، وفق منهج هدفه التقسيم وإعادة ترسيم الحدود وربطها بمشاريع الهدف منها الإستيلاء المباشر على ثرواتها، وجعلها قواعد لإنطلاقة الشرطة الدولية. فالأزمة بين إقليم كردستان ذات الحكم الذاتي وبين العاصمة الفدرالية بغداد كمثال على ذلك، فبالإستناد إلى ماتركه الإستعمار من آثار مصادرة حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره عبرمعاهدات دولية تعود لنتائج الحرب العالمية الأولى.
نجد اليوم تحريك قضية الإنفصال نحو تكوين دويلة غير مستقلة، في وقت لازال العراق الديمقراطي الجديد في دور الصيرورة ولم تنتهِ المشاكل المتراكمة وتصفية آثار سياسة النظام الدكتاتوري السابق الذي ساعد على محاولة زرع الكراهية بين الشعبين الشقيقين العربي والكوردي عبر حروبه غير العادلة والإبادة ضد الشعب الكوردي ولكنه لم يفلح بالنظر لترابط الشعبين التأريخي، فعندما حصل التغيير، حصلت منطقة الحكم الذاتي على وضع دستوري وشرعي، ومشاركة النُخبة السياسية بأرفع المناصب الفدرالية للمشاركة في حكم العراق وليس فقط الحكم الذاتي وفي التمثيل في مجلس النواب الفدرالي، وفي هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي بكافة مكوناته ومنها الحرب التحررية ضد داعش والعمل على تحقيق نظام سياسي ديمقراطي حقيقي وفق الدستور، يتطلب وحدة الشعب العراقي، وعلى العكس من ذلك فقد أُثيرت مسألة الإستفتاء بهدف الإنفصال،بعد أن عجزت الحكومة الفدرالية والسلطة التشريعية من حسم الخلافات ومنها تنفيذ المادة 140 من الدستور ولكن الإستجابة إلى رغبة الشعب الكوردي في الإنفصال يحتاج إلى شروط ومنها الإستقرار الإمني وتحقيق الإنتصار التام على تنظيم داعش الإرهابي عسكرياً وفكرياً، وإحلال السلام وعودة جميع المحافظات والمدن إلى وضعها الطبيعي، التفاهم والحوار مع الشقيق العربي والمكونات الأخرى لغرض الحصول على موافقة الشعب العربي، لأن المسألة وطنية تهم الجميع ولايمكن أن تتحقق بسرعة،كما هناك مشكلة المناطق المتنازع عليها وموقف الشعب الكوردي بدون ضغوط ، وإقرار قانون من مجلس النواب العراقي وإقليم كوردستان و الأخذ بنظر الإعتبار موقف الدول الإقليمية والدولية التي لم تعط الضوء الأخضر وإلا فسوف يذهب الشعب الكوردي نحو المجهول ويصبح ضحية تخطيط سياسي مغلوط .. وكما نرى فأن قضية الإستفتاء بدأت تجلب تداعيات داخلية ومنها هبوب رياح الأفكار الشوفينية والفِرقة من قبل المتشددين والحاقدين لدى الطرفين والإعلان عن تصريحات غير مسؤولة ومنها تصريح عضو مجلس بغداد عن دولة القانون سعد المطلبي، بالتهديد بطرد المواطنين الكورد من بغداد ومنهم الكورد الفيلية إن هذا التصعيد غير مبررلخلق أجواء غير سلمية مع الأخوة الكورد، كذلك الجانب الآخر باشر بالتضييق على المواطنين العرب وغيرهم من المكونات. من جهة أخرى تجري في العراق التحضير لعقد مؤتمر في منتصف شهر تموزللقوى السنية، معارضين وغير معارضين يقود هذا التحرك سليم الجبوري رئيس مجلس النواب حيث سيشارك فيه أربعة وسبعين شخصية سنية، لغرض تحديد موقف السنة من المصالحة الوطنية وربما تُطرح مواضيع بالضد من السياسة العراقية بإعتبار إن هناك معارضين مطلوبين للقضاء حيث هدد الحشد الشعبي بتنفيذ حكم القضاء.
الأزمة القطرية الخليجية تتصاعد بعد تسليم الكويت مطالب الدول الخليجية ومصرإلى قطر، المطالب ثلاثة عشر فقرة مطلوب من قطرالموافقة عليها وتنفيذها بعد عشرة أيام. لقد أعتبر المحلليين السياسيين، هذه الفقرات جاءت بدون حوار حولها وتنفيذها أمر تعجيزي. إيران وتركيا كان ردهم إحتضان قطر وتقديم المساعدات الغذائية والعسكرية لكسر الحصار عنها، ولكن المتوقع أن يتصاعد الصراع نحو عقوبات جديدة ومنها التدخل العسكري .
لقد أصبح واضحاً إن الأزمة الخليجية القطرية إنفجرت بعد زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للسعودية ، وكيف تمّ التعامل معها من قبل الجانب الأمريكي بعد عقد الإتفاقيات الجديدة واستلام كميات كبيرة من الأموال ظاهرها صفقات أسلحة وباطنها تحصيل ضرائب الحماية سبق وأعلن عنها الرئيس ترامب . ولهذا كانت التصريحات والتصرف الأمريكي متناقض بين الإدارة وبين وزارة الخارجية والدفاع حيث خلق أجواء ضبابية لحقيقة الموقف ولكن الرأي الأخير لأمريكا .
كما إن المنطقة تعيش أزمات وكوارث أفرزتها الحروب الدائرة في سوريا واليمن ضد الفصائل الإرهابية ومنها داعش وسببها أزمة الحكم فيهما وكذلك تصاعد الخلاف والحرب الباردة بين روسيا وأمريكا وما سيتركه ذلك من آثار كارثية في المنطقة ومنها إنتشار الكوليرا في اليمن بعد أن تمّ تدمير البنى التحتية الصحية . إن وضع المنطقة العربية أصبح في موقف لايحسد عليه بعد غياب الصوت الوطني الحقيقي وغياب دور المؤسسات العربية وفي مقدمتها الجامعة العربية التي لم تعمل شيئ .
إن مايحصل الآن هو نتيجة غياب دور الشعوب ، وما جلبته الأنظمة الدكتاتورية من كوارث حيث أُختصرت إرادة الشعوب في إرادة الحكام الدكتاتوريين وغياب الوعي ومصادرة الحريات والتعبير عن الرأي وعدم بناء أنظمة ديمقراطية حقيقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة