الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرواحٌ تهدم ، فلا تعرف البناء .

يوسف حمك

2017 / 6 / 29
الادب والفن


هل يستحق الإنسان أن يكون وحيداً ، غير سعيدٍ في حياته ، و ليس له أن يعيش رغباته الخاصة ؟! و أن تخونه ضربة غدرٍ لا يحتملها في حضن وطنٍ و في وضح النهار ؟!

كثيرون يفرطون في استخدام كل أنواع المتع و هم يحلقون عالياً في فضاءات عالم الأحلام الجميلة بكل أبعادها . و هم في غفلةٍ عن قانون سطوة جاذبية السلطة و المال .

الإنسان في بداية العمر يعرف كيف يمسك بالخيوط الأولى لنسج الأمنيات ، فهو يملك الأدوات اللازمة المخزونة في ذهنه للحبكة ، فيصنع حلماً على مقاسه ، و أخرى بحجم الوطن ، خارج رياح الواقع العاوية .
بعيداً عن قسوة السلطة البلطجية و نفوذ المال و الرياء و المفاخرة .

يعيش في فسحة ومضاتٍ روحيةٍ رائعةٍ ، و العالم كله لا يتسع إلا لأحلامه .
ينعش متخماً بالبهجة مبهور الأنفاس .
و حوله يبدو كل شيءٍ وثيراً دافئاً ،
الحسن يلتصق به ، و البهاء يغرقه .....

و سرعان ما ينقشع الغيوم ، و يخف ستار الضباب شفافاً .
فينكشف ثوب القوميِّ الوطنيِّ ،
و يسقط قناع تاجر الدين ، فيبدو للعيان كل مظاهر الأنانية و النفاق ، و الشيخوخة الفكرية و الفساد المتبرعم ...

هذه المظاهر كلها تنخر حلمه ، و تباغته عاصفةٌ عليه تنفجر ،
و يبدأ بالسقوط في أسفل هاويةٍ سحيقةٍ ،
و من دويِّ سقوطه تنتحر الزهور ، و ترتدي الورود السواد ، فتجف منابع عطورها .
بعد أن كان أناه حافزاً ، و ببريق الأمل مشتعلاً .
فتبدو الحياة أبشع من قدرته على الاحتمال ، و العالم يصبح تعساً مدنساً بالذاتية و الكراهية و الغش و الخداع .
و تصعق القشعريرة جسده ، فيستعصي عليه بلع الريق ......

يتمنى أن تنشق الأرض لتبتلعه ، احتجاجاً على ما يفعل السفهاء من أدعياء الوطنية المجبولين من طينة كل قبحٍ ، و مثلهم الملتحون ( خفافيش الليالي الحالكة ) .
الجميع مولعون بإثارة الضجيج ، و ممارسة أبشع مما يندى لها الجبين ، فينثرون في ربوع البلاد عويلاً و جوعاً و آلاماً ، لكسب الأضواء و السلطة و الجاه .....

و تصبح القضايا التي يموت الإنسان من أجلها حبيسة أسلاكٍ مسيجةٍ ، تواجه الإعدام ، أو تخفف إلى المؤبد ،
أما إطلاق السراح فمفتاحه في جعبة الزمن القادم إلى حين انكسار الأغلال .
فيخرج الحب برفقة الحرية و العدل طليقاً ، و الحلم يصبح واقعاً ، و الكون يبدو ربيعاً أزاهيره تغفو على ضفاف غنج عيني أنثى .
أسديتها تختلس منهما كحلاً ، و من حمرة خديها تكتسب لوناً أرجوانياً .
و في كل ركنٍ من أركان الوطن ينضح الجمال و الود المتدفق من شلال قلبٍ يتسع للجميع ، و من كل أرجائه يقصدونه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات


.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية




.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو


.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية




.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم