الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة الموصل وعملية استثمار الفوز

سعد العبيدي

2017 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يسهل القول من الناحية العسكرية أن معركة الموصل انتهت فعلياً، فالقوات المسلحة قد حررت جل المناطق في الموصل وما تبقَ من بعضها القديمة على وجه التحديد، محاصر من جميع الجهات، تجري فيه عمليات تمشيط اعتيادية، لكن المعركة مع داعش وآثارها من الناحية العملية لم تنتهي بعد، فبعض مناطق نينوى باقية حتى الآن تلعفر مثالاً، والحويجة في كركوك أيضاً وجيوب هنا وأخرى هناك تجعل منها أهدافاً مهمة لابد من وضعها في الاعتبار حال انتهاء العمليات في ساحة الموصل ودونما تأخير، لأن الشحنات الانفعالية الايجابية عند المنتسبين الى القوات المسلحة وعند أبناء العراق ستكون عالية جداً، وعلوها ينعكس ايجاباً على حسن الأداء وزيادة مقادير الدافعية، وفي المقابل ستكون شحنات الانفعال عند الدواعش وانصارهم ضعيفة جداً وبما ينعكس سلباً على قدراتهم في الدفاع والصمود. ويسهل ترديد القول أيضا أن للنصر ألف أب.
ان أبوة هذا النصر الذي تحقق بعرق المنتسبين الأبطال للجيش العراقي الباسل ولجهاز مكافحة الارهاب الشجعان والشرطة الاتحادية الميامين وبجهد القادة الميدانيين الذي قدموا عصارة خبرتهم الطويلة في ادارة الحرب وأعمال القتال، قد بدأ الادعاء بعائديته قبل الاعلان عنه رسمياً، إذ شمر بعض السياسيين عن سواعدهم وخرجوا من مخابئهم ليدعوا مساهماتهم في تحقيق النصر ومشاركاتهم في صنعه، دون وجه حق.
ويسهل القول كذلك ان السياسة واذا ما استثنينا السنين الأخيرة التي شرعت فيها الحكومة بالهجوم على الدواعش ونجحت، تعد السبب الرئيسي لحصول الانتكاسات في القتال وقدرات الدفاع التي انهارت عام 2014 وتسببت في دخول الدواعش واحتلالهم ثلث العراق وتهديدهم الثلثين الآخرين. لكن غالبية الساسة في العراق لا يعترفون بالخطأ ولا يكفيهم عدم الاعتراف، انهم يهرولون الى الامام يحاولون استغلال كل شيء من أجلهم هم ومستقبلهم في الانتخابات فجعلوا بمساعيهم هذه الانتخابات أهم من الوطن الذي تحتاج ادارته الى الاعتراف والتنازل والتفاني والتضحية وهي مفردات يبدو أنها غير موجودة في قواميس مثل هؤلاء الساسة.
ان الموقف ما بعد الانتصار العسكري سيكون صعباً، تقل وتزداد نسب الصعوبة في مجاله وتزيد مستويات الخطر، اعتمادا على مواقف السياسة والسياسيين، الأمر الذي يلقي على عاتقهم أعباء مرحلة قادمة يفترض أن يتنحى خلالها من أخطأ وقصر ومن لم يسهم في البناء بالشكل الصحيح، ويفترض أن ينفتح المجال الى كفاءات جديدة من الشباب لم يدنسوا أنفسهم بأعمال الفساد. شباب من نوع خاص لا يمتون الى شيوخ السياسة بصلة.
ان الفرصة موجودة حتى ان الادارة الحالية للدولة حسب اعتقادي تسمح بمثل هذا دون أية حساسيات. عليه لم يتبقَ غير خطوة الاختيار الصحيح في الانتخابات القادمة لتصحيح مسيرة تكرر الخطأ فيها لأربعة عشر عاماً تعد طويلة بالنسبة لعمر معاناة أهل العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة