الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدواعش

يوسف الأخضر

2017 / 7 / 3
الادب والفن


زل المطر من بين الغيوم و انهمر، فتحدث اللسان قسرا و استرسل، على وطئة الجرءة تقادف الكلام و انتصر، في دواخل الذات تصيد اللغو و ابتدع، سبيلا إلى دحض الظنون و بالعقل انتقل، من صراع ما تلبد غيوما سوداء إلى صفاء الروح من شوائب الخنوع فاختزل، كل انشقاق في البنى و على علوها شيد شجونا من فنه و انصرف، ضائعا تائها مكبلا بأغلال الحرية و بها تلذذ و استبق، كل خطوة بعد الوجود نحو الوجود إن هو أقبل، فأيهما أوفى للمعنى بعد تسلل النقيض كل مرة وراءه فاندثر، فما الوجود إلا قطرة مطر ضاعت في بركة ماء الزوال فانعدم، إنه صوت الرعد في لحظة باد و انزوى، إلى غياهب الصمت و الزوال انقضى.
قد استرد البؤس شيئا من ظله، وانزوى الظل مبتعدا وانجلى، تحت الأقدام تبلل العشب وارتوى، بالماء العذب ترعرع الصبر و بالحب انبرى، إنه اعتاد غور الغياهب دليله هدم أبراج التقوى، فمن اتقى جعل من السجن مسكنا له و على ذاته انطوى، قد سلك أدراجا نزولا وانزوى، لأهل التيه استأمن السر فالتوى، لسان الأهل بعِلل النشوء فاستكبر القلب و تقوى، بكل نذر النهاية تشبع حقدا فافترى، على ذاته بل بجراح الآخرين أهدى لنفسه ام الفضائل واهتدى، أمنكم من يعَذَّب علنا حتى يهتدي للنور سارق أحلام ليس إلاَّ، أفيُقتَل الناس بيِّنة حتى يجني تارك الطقوس ثمرة موتهم رحمة و تقوى.
قد صار الناس نيام، يتشوقون إلى الكمال و الاعتلاء، همهم أرض تنبت العنب و الشياه، لا يشتهون فيها غير تضاريس النساء، و ركوب الخيل و البغال، قد صار الناس فعلا نيام، يتظاهرون بخلاف الباطن حد الرِّياء، راغبين لأنفسهم حسن الختام، فمنهم من صار على درب النفاق، و أكثرهم زعموا عن قصد أنهم خير الخلق و أشرفهم خصالا، أفيعقل أن الشمس تضيئ طريق هؤلاء! و تنير درب الحقد و الظلام! طبعا فالكون لا يعلم بل فقط ينير طريق الإنسان...
الوطن ثم الوطن، إلهى أنت الوطن، قد تعب الناس من جر القلم، و أبواق العدم، صه يا صوت النذر، يا من تطعم الناس من الذل قد الثخم، ما أنت بالوصي علي يا أذل البشر، خذ مني النصح حتى المغص، إن هو أصابك من هول الذعر و الهوس، فاعلم أن الخوف ضاع و اندثر، و الناس قد فهموا معنى استرقاق البشر. ظلمت كثيرا كي تجني المال و الذهب، و الناس من حولك تقول قولا في السر لا في العلن، تحن للماضي وأي ماض غير الزيف و الكذب، لا أحد يقول الحق غير لحن الناي و المطر، أألعن فيك انعدام العدل و قلة الأدب! أم ألتمس عذرا لك بعد ما أصبح عليه البشر! قد يكون الصلح بعد العبث! و قد يبقى العبث فينا حتى موت الصنم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب