الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المذهب الإرهابي والوصول السريع إلى الله ..!!

عادل مرزوق الجمري

2006 / 2 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


الإغريق كانوا يعتقدون أنهم يمتلكون المقدرة على الصعود لله. أما الديانة المسيحية فقد إستبدلت فكرة الصعود إلى الله بفكرة هبوط الله إلى الأرض!!، والحب الذي كان المسيحيون يمنحونه يوما ما لله، أصبح منحة بين بعضهم البعض، ومن هنا، خرجت ثنائية (الإنسان- الإِله)، وهي عماد المذهب الإنساني الحديث قي الغرب.
البعض من المسلمين، فقدوا الإيمان بنزول "الغوث" الرباني للأرض ليملأ الأرض بالعدل والحب والإنتصار النهائي للإسلام، أو طالت عليهم "ساعة النصرة"، حيث أن تكون الأرض كلها إسلامية تحت إمرة خليفة واحد، يكون حكمه متباهيا ضخما، أكثر مما كان الرشيد يتباهى بحكمه، وإمتداد إمبراطوريته.
إهتدى اليائسون إلى ضرورة الإتصال المباشر بذهابهم مبكراً إلى السماء. وهنا كانت تقنية المسلمين المقابلة لفكرة "هبوط الله" لدى المسيحية!!. إذ لابد من لقاء تتضح فيه الأمور، وتوضع فيه النقاط على الحروف!!
هذا ما يجعلنا أمام موقف "جاد" في ضرورة أن نؤمن أن مجتمعاتنا متعلقة بالإيمان الديني أكثر مما ندرك. ولهذه الحقيقة حساباتها الخاصة. وليس كما يعتقد اليساريون والعلمانيون بأن شعوبنا تتنازل عن الدين يوماً بعد يوم.
الإرهابيون كائنات بشرية تعيش مرحلة من اليأس البائس، وهو ليس يأساً تقليدياً يتمثل في اليأس من عفو الحكومات عنهم، وليس فهماً خاطئاً للدين، بقدر ما هو التفسير الأخير أو الحل الأخير لتعطل سلسلة الوعود التي أنتجتها مؤسسات الدين ورجالاتها لهم بأن الله سينصرهم في القريب العاجل، وأننا "أمة منصورة.. لا محالة".
الإرهابيون بسطاء لا يستطيعون تبرير حاجتهم للدنيا، هم يعيشون ببساطة تضارب المنظومة الدينية –بشكلها الحالي- بما هو حادث في مجريات حياتهم. يعتقدون أنهم مع ما بهم من ضعف، أنهم قادرون على هزيمة أعتى إمبراطوريات العالم، والخطاب الديني يستطيع تبرير هذه النتائج لهم، فمعركة "بدر الكبرى" وحدها، أفضل مثال.
الإرهابيون يعرفون أنهم على الحق، وليست العبرة في قلة السالكين لمرئياتهم وأفكارهم وأحزمتهم الناسفة، فطريق الحق في الخطاب الديني دائما هو في حالة من الشكاية لقلة سالكيه.
وهكذا.. تستطيع "تلفيقية" الصعود السريع لله أن تصنع التبرير المنطقي داخل منظومة الإرهابيين للقبول بكافة النتائج والمهمات الموكلة لأعضائها.
الإرهابيون ستزداد أعدادهم يوماً بعد يوم، ذلك أن "المذهب الإرهابي" -الإرهاب يمثل مذهباً متكاملاً اليوم له أسسه التنظيرية والمعرفية والتأصيلية- هو الآن في ساحة الدعوة السرية، قد تكون بعض تشكلاته المعلنة والنشطة ظاهرة للعيان، إلا أن الأمر لن يقف عند هذا الحد، فالأيام القادمة في منطقة الشرق الأوسط ستشهد خروج العديد من "الزرقاويين" الجدد.
"الزرقاويون" المترددون في دخول مذهب الوصول السريع إلى الله، و"الزرقاويون" الذين ينتظرون الإذن بنشر/ تطبيق الدعوة السرية، كلهم مشاريع "موت" قادمة، وستكون أيامنا القادمة حافلة بهم، وبحضورهم البهي!!.
من المضحك أن يعتقد البعض أن برنامجاً أو فتوى دينية ستكون رادعا أو مصححاً لإنحراف هذه المجموعة. ومن يكترث، ومنذ متى إكترث أعضاء مذهب إسلامي بفتوى مذهب إسلامي أخر!!، العملية في حقيقتها ليست بسيطة حد إنهاء هذا المذهب الجديد بإحدى الطرق التقليدية من نظم القمع الإجتماعي.
إن فعل القتل مجرداً، هو ليس بالتكتيك الجديد في المنظومة الإجتماعية والسياسية الإسلامية. فالتاريخ الإسلامي شهد العديد من ثقافات القتل حد التطهير، الجديد، هو النزوح نحو "قتل النفس" بطريقة منظمة وغريبة، وبطريقة تحمل صورة من الإكتمال الإيماني، وهذه بالتحديد فلسفة المذهب الإرهابي الجديد!!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي