الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غدر الكمان

وداد عقراوي

2006 / 2 / 4
الادب والفن


1

كان يا ما كان في حاضر الزمان
وفي حديث العصر والاوان
روح عادت الى المكان...
الى غياهب زنازين النفس
في اروقة ذات المكان
حيث تسبح اسراب النوارس
والتشققات تشهر تقريع النرجس والأقحوان
والانشقاقات تنشر رفاة الفل والفيولين...
بين الناس...
كالاجراس

مر عمري و أنت وحيد ومخدوش أيها الكاس
تتسع لضربات فؤوس الحفارين
وفحوى رؤوس المنحرفين... المتعجرفين
وخراج موروث المستعبدين... المشرّدين... المعارضين
يالتخلف هذا الكون اللعين!
ويالهول نحيب وعنين الياسمين!

متى يحين الفرج في قلاع الجبان؟
انبشُ اللعان والطعان
الارض والسماء
العقاب والغفران
بحثاً عن اشلاء
بحثاً عن جلاء
من الحرمان
عن الحرمان
لصدأ الحرمان

اذهبُ في ذهول شاحب الى برلمان الخلان
علني اعثر على شظايا لهيب العنفوان
وها انذا انوي خداع نبرات الوجدان...
هرباً من صروف الزمان

وماذا عنك ايها الانسان؟
أساكن انت... تدفن بصمتك البرهان...
الى ان تندثر الابراج بين البنان ؟


2

كنتُ هناك...
اجل... هناك... وراء القضبان
سمعت همس الجنان
أسست سياق صيغة حياة يؤطرها ليل بلاء...
بلا صباح...
بلا حنان

تصفحت جرائد امس وقبل امس
تحت الارض...
في عالم مصهر بمس من الجنون
ذات دستور وقانون

نفرت مرات ومرات...
من رائحة عجرفة نظرية الفناء والبقاء...
في اتون السجون
راقبت انكماش عيون الهمس...
وهمس العيون

تقت بسخط لاحلى العطور...
وريح المنون
ولتراشق قصائد الطيور...
بين عناق الغصون

عزفت سمفونية الكمان
على اوتار القضبان...
بيديّ المجروحتين الذابلتين

وبعينيّ المرهقتين البائستين...
تيقنت فقداني لنقطة ارتكاز المتيمتين

تناولت قهوة الحنين الرصين...
في اكواب...
التمرد الدائم... وخواطر الشارحين
ومبدأ الحق القائم...
المرسوم على جبين المذللين... المغامرين
وسراديب الاسود الفاحم...
الممتلئ بالطاهرين... المعصومين
والقلب المجروح القاحم...
المنهوش وسط صخب الغرابين... المتناظرين
في نار جهنم المتألم...
واكوام الاذلال والانين... منذ عامين متتاليين

اسمعها تُعَبّرْ:
جهنم متألم! عبارة ستبلغ الاثير
اردفتُ باحزنِ تعبير:
النار تنير...
تفرقع... بآلم... بعشرات حواس التفجير
فيالعظم فاجعة النار... وصدح الزئير
في وضح النهار... تحت راية النصير
وهتافات الشخير والنخير


3

كادت ابنة الشرق...
ان تُغْرق...
وتَغْرق من شدة الشوق... لنجمة في فوة بركان

اردفتْ احداهن:
ما أوحش السرد السدري... وأنت حطام أيها الانسان
في عالم ينقصه الامان... والاعتراف بالعرفان

ما أتعس من لم يحضى بانس انيس...
وما أسهل استدراج الشيطان... ساعتئذ لإنسان
ما أعجز المهْجر يامهاجر والمهاجر يامهْجر...
وما أمضى سيف النسيان

ما اوحد الانسان...
وهو يجول بلا كيان
ما أحقر ان تضيّع ظلوعك وانت تحنق...
على حماقات ما بين حنايا انسان


4

اشتاق اليهم...
لاله هوريكان
لحنان الحيوان
ولبقايا الكمان

عجيب امر الاكوان!
الاشخاص فيها يسامرون الانغام والاشجان...
كالاوتار في الكمان

القضبان تلهو...
تتراقص يميناً ويساراً بجَلْدْ الشجعان
اسمعها فتترجل وتصيبني...
ابغي مولد موتي...
اكثر من اي زمان

أرق الترانيم ورييش الوحوش تبعثر الكتمان
اعمدة الزنازن تتجمر برفرفة فلامينكو الاجفان
موسيقى السياط تتوتر بها الشرايين...
كسحبة قوس الولهان

الاوهام تتدفق مع دق ناقوس الخطر...
وباعلان كسر السيقان...
فطوابيرها لم تكف عن الحركة...
حتى في هنيهات الـزمان
الرجفات تشبه بوادر لملمة الاوجاع...
والسير حيث لا تشكو الاوطان

استغيثُ بانيني الأخضر من فرط الطغيان
خلجات نفسي...
تنسيني همسي
عقب انقطاع انفاسي
على صفحات ذكرياتي المؤرخة...
واطروحات جزيئاتي المتصارعة...
وبين الفاظ فوتوناتي المشتتة...
داخل احشاء العصيان


5

دورة الحياة البشرية ما هي الا...
رحلة ثلوج وامطار موسمية على الجبال والوديان
منها ما تبدأ في كوبان او كردستان
او احدى مناطق عربستان او اليابان
او حتى في خنادق أفغانستان

الكمان حاله حال الانسان...
في اغلب الاحيان
فهو يهتز ويضطرب...
يتصدع ويتعرض لاحداث الشغب...
في صورة الحان
يُعَرَضُ...
للتعذيب
لمحو الهوية
للتمزيق
لسياسة التنكيل وتفرقة الاوتار
وبين الحين والاخر...
للمداعبة والملاعبة والملاطفة
ثم... باستمرار...
للتدمير والتذمر المنذر
وتُسكب الآهات في حضرة اله كنعان

الانسان...
يحب ويحيي...
ويجلجل بانامله حماسة الثيران...
وبسَالَةَ طرب الفرسان


6

لقد مللت الكمان… كل كمانات الزمان
حتى البيضاء والزرقاء منها
مللت تناقض الامس واليوم والغد
وحداد الوداد
والارتداد
والعنف العنيد... والمواعيد

ترى...
هل سيكون الشهد من نصيب العبيد
ولو على المدى البعيد

فَلَحْتُ سابقاً في كل صباح...
في مغادرة جو المشارح والحزب "العتيد"
وروضت ظنون الرياح... بنجاح
ولكني فشلت لاحقاً...
في ترويض ظلال تضاريس الوريد

مهلاً... مهلاً تمهل...
ايها الظل...
ظلي الغليظ... والثقيل والممل

عاشرت كل ما لا يرضيك... في جنائن الجان
نادراً ما دوت شقشقات الكروان...
في ارجاء المكان
غالباً ما نفذت ترددات استهتار الكمان...
من بين قضبان النيران
لكي يحضى الكمان... برضى السلطان

متى سيضئ قمر الزمان
ليعوضنا...
عن العدوان
عن غدر الكمان
قبل ولادة... وحين توديع كل انسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-