الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فهم السياسة الخارجية

سعد عزت السعدي

2017 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر السياسة الخارجية من أهم مجالات البحث في العلاقات الدولية من خلال تبلور العلاقات بين الدول , ويخضع هذا المفهوم للدراسة والتحليل على مدى سنوات , وتتجلى أهمية دراسة السياسة الخارجية في فهم التوجهات الخارجية للدول فيما بينها وتفسير أسباب ظهور السياسة الدولية في أنماط مختلفة في النسق الدولي ومن بين التعاريف العديدة للسياسة الخارجية : تعرف على انها مجموعة الأهداف السياسية التي تحدد كيفية تواصل هذا البلد مع البلدان الأخرى في العالم, وتسعى الدول عبر سياستها الخارجية إلى حماية مصالحها الوطنية وأمنها الداخلي وأهدافها الفكرية وازدهارها الاقتصادي , وفي تعريف أخر : هي برنامج عمل الدولة في المجال الخارجي الذي يتضمن الأهداف الخارجية التي تسعى الدولة إلى تحقيقها والتي تعكس مصالحها الوطنية .
ويمكن القول أن هناك عوامل مؤثرة في السياسة الخارجية للدولة وهي الموقع الجغرافي _ عدد السكان_الموارد الطبيعية _القوة العسكرية_ والنظام الداخلي للدولة.
فالموقع الجغرافي في مقدمة العوامل المادية الداعمة التي تؤثر في السياسة الخارجية للدولة وكذلك عدد السكان فدولة يتناقص عدد مواليدها يتناقص نفوذها ودولة يزداد عدد سكانها تكون لديها سياسة توسعية (ألمانيا وايطاليا فيما بين الحربين العالميتين ) والموارد الطبيعية التي تؤثر الى حدا كبير في السياسة الخارجية حيث للموارد الطبيعية دورا في الاقتصاد الوطني للدولة , والقوة العسكرية حيث ان للدولة لابد من ان يكون قوة عسكرية لتحقيق أهدافها مصالحها والقوة العسكرية ليست هي فقط التي يمكن للدولة تتبناها فهناك القوة السياسية والقوة الاقتصادية .
وإما النظام الداخلي للدولة والمقصود بها النظام الدستوري واستقرار الحكم فيها وكذلك السيادة التي تؤهلها لحماية سياستها الخارجية , فالسيادة للدول تعني حق الدولة في ان تعمل أي سلطة عليا فوق سلطتها في المجتمع الدولي .
وفي العراق الذي شهدت السياسة الخارجية فيه تغيراً كبيرا بعد عام 2003 , حيث كان يعيش عزلة دولية بعد اجتياح النظام السابق الكويت وبعد سقوط النظام لم تتضح معالم السياسة الخارجية العراقية في ضوء ما تقدم من عوامل مؤثرة في السياسة الخارجية نجد النظام الداخلي للدولة العراقية لم يشهد استقراراً على المستوى العملي فالعملية السياسية تمشي بالبطة العرجاء والإرهاب الذي يضرب كل مفاصل الحياة في الدولة , جعل من سياسة العراق الخارجية لا تعرف الاستقرار أيضا فقد غابت الأهداف والرؤى الإستراتيجية عن صناع القرار الخارجي كما وان مسالة المحاور التي تشهدها المنطقة فأن العراق يعلن انه ضد سياسة التحالفات والاستقطابات في المنطقة , ومن حيث تأثر السياسة الخارجية بالعوامل الداخلية من خلال المقدرات القومية وهي حجم الإمكانيات المتاحة للدولة الاقتصادية والعسكرية المتاحة وكذلك المشكلات الاجتماعية والتي تعرف على انها المشكلات اللصيقة بالبنيان الاجتماعي والاقتصادي للدولة مثل وجود التضخم والبطالة , وصراع عرقي او طائفي , او عدم الاستقرار السياسي , وإما النخب السياسية فهي مجموعة الإفراد التي تملك مصادر وأدوات القوة في المجتمع وتضم هذه المجموعات قيادات السلطتين التشريعية والتنفيذية والأحزاب السياسية والمؤسسة العسكرية , ويعد الرأي العام من أهم العوامل التي يضعها صانع القرار في حساباته مهما كان النظام السياسي المسيطر على مقاليد الحكم.
ولعل من أهداف السياسة الخارجية للدولة هو حماية أمنها القومي والحفاظ على بقاء الدولة واستمرارها وتدعيم هيبة ومكانة الدولة في المجتمع الدولي وبناء صورة ايجابية عنها لدى الدول والمنظمات , ومن اجل تحقيق هذه الأهداف لابد ان تكون السياسة الخارجية وسائل تساعدها على تحقيق ذلك , فالدبلوماسية بصورها المختلفة من مؤتمرات دولية وإقليمية واتفاقيات ثنائية وغير ذلك يمكنها ان توضح وتدعم وجهة النظر التي تتبناها الدولة وايضاً الوسيلة الاقتصادية فالدولة موارد اقتصادية ومالية تستطيع من خلالها تحقيق أهدافها السياسية , كمنح مساعدات او فرض العقوبات .
ولا يخفى دور الإعلام الموجه للتعريف بسياسة الدولة والوسيلة الاستخبارية وتوظيفها في جمع المعلومات الإستراتيجية .
وأخيرا تستنتج مما تقدم إن السياسة الخارجية مكانة في غاية الأهمية لكل دولة فالعلاقة بين الدولة والسياسة الخارجية علاقة وطيدة وذلك من اجل إثبات كيانها على الساحة الدولية واستقلاليتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة