الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الريف: تاريخ كفاح ضد الاستعمار و الاستبداد

عبد الكريم اوبجا

2017 / 7 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إن تاريخ المغرب الحديث يسجل بكل فخر صمود أجدادنا المقاومين و كفاحهم ضد الاستعمارين الفرنسي و الإسباني على طول خريطة البلاد، و كذا ضد الاستبداد من خلال تمردات "بلاد السيبة" ضد السلطة المركزية في "بلاد المخزن". فمنذ هزيمة جيش المخزن في معركة "إيسلي" أمام القوات الفرنسية في 1844 و احتلال مدينة تطوان في 1860 تبدد الضعف العسكري في جسد المخزن و زادت مقاومة القبائل لحملات السلطان الجبائية و رفضت تأديتها للضرائب التي كانت تصرف في تمويل الجيش و سحق القبائل المتمردة من أجل جباية المزيد من الضرائب لتوطيد و إرساء سلطة المخزن أكثر منه لمواجهة الخطر الأجنبي، بينما كانت القبائل الموالية معفاة من الضرائب.

و جراء ضعف سلطة المخزن بفعل الصراع الداخلي و تمردات القبائل التي تنازعه سلطته، وقع السلطان معاهدة الحماية في 1912 مع فرنسا لإخضاع القبائل المتمردة و استتباب الأمن، فتم القضاء على ثورة احمد الهيبة و إخضاع مناطق سوس و الأطلس المتوسط و الصغير و تافيلالت و المنطقة الجنوبية بين 1914 و 1934. و انطلق مع ما اصطلح عليه ب"الظهير البربري" في 16 ماي 1930، الذي هو في الحقيقة ظهير استعماري، أوسع اصطفاف بين الحركة الوطنية الإصلاحية و السلطان الذي انتزع الاستعمار معظم سلطاته، فطالبت الحركة الوطنية نظام الحماية ببعض الإصلاحات و قدمت بعد ذلك عريضة للمطالبة بالاستقلال. إلا أنه مع اعتقال قيادات الحركة الوطنية في 1945 و نفي السلطان في 1953، وجد الاستعمار الفرنسي نفسه في مواجهة جيش التحرير في الجبال و الأرياف و مجموعات فدائية تابعة للحركة الوطنية في المدن. و المثير للاستياء أن الحركة الوطنية فاوضت من أجل الاستقلال الشكلي للمغرب الذي تم في 1956، بينما قرر جيش التحرير بتوجيه من محمد بن عبد الكريم الخطابي في منفاه الاستمرار في الكفاح من أجل التحرير الشامل للمغرب الأقصى و المغرب الكبير إلى أن تم القضاء على جيش التحرير في 1959.

و لم تكن المنطقة الشمالية خاضعة لنظام الحماية حيث تنازلت عنها فرنسا لإسبانيا بموجب الاتفاقية السرية لسنة 1907 و المعاهدة الاسبانية الفرنسية في 27 نونبر 1912. و قد أبان الريفيون بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي عن بسالتهم في الدفاع عن منطقة الريف ضد الاحتلال الاسباني و سجلوا امتعاضهم من فتح المخزن الباب على مصراعيه للمستعمر من خلال توقيعه لمعاهدة الحماية مع فرنسا، و توجوا كفاحهم بالانتصار على الإسبان في معركة "أنوال" سنة 1921 و تأسيسهم للجمهورية الريفية التي استمرت إلى 1926 مع هزيمة الخطابي و استسلامه حقنا لدماء الريفيين.

و يجد الحراك الشعبي الجاري حاليا بالريف ضد "الحكرة" أساسه المادي في عقود من التهميش و التفقير الممنهجين انتقاما من الكفاح التاريخي للريفيين من أجل الكرامة و ضد الاستبداد. فمضمون وثيقة المطالب الحقوقية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية لحراك الريف منذ 28 أكتوبر2016، التي يتلقون على إثرها الاتهامات ب"الخيانة" و"الانفصال" و "الفتنة" و يتعرضون للقمع و الاعتقال و الاختطاف و التعذيب من طرف نظام محمد السادس، هي تجديد لمطالب انتفاضة1958/1959 التي شهدت قمعا وحشيا لساكنة الريف و إبادة شبه كلية لجيش التحرير و تعذيب الثوار من قبل نظام محمد الخامس و على يد ولي العهد الحسن. و لا تختلف كثيرا عن مطالب أحداث الريف خلال انتفاضة يناير 1984 حيث نعتهم نظام الحسن الثاني ب"الأوباش" و ارتكب في حقهم مجزرة وحشية و أذاقهم الويلات و العذاب الشديد. و هي نفسها مطالب حراك 2004/2005 على خلفية الزلزال المدمر الذي ضرب الحسيمة، و لا تخرج عن مطالب الربيع الديمقراطي بالريف في 2011.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل


.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية




.. لقاءات قناة الغد الاشتراكي مع المشاركين في مسيرة الاول من اي


.. بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ




.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ