الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارثة الخليج المصطنعة..الحل بيد شايلوك الأمريكي

أسعد العزوني

2017 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


من بدأ المأساة ينهيها ، ومن أشعل النيران يطفيها ،هذا أصدق قول يمكن أن نطلقه على كارثة الخليج المصطنعة ،التي إنفجر دمّلها عند زيارة شايلوك الأمريكي الجشع "ترامب" ،إلى الخليج وفي نيته "شفط" تريليون ونصف التريليون دولار امريكي من كل من قطر والسعودية والإمارات،لكنه لم يوفق وعاد فقط بنصف تريليون دولار من السعودية ، ونجح في تنفيذ جريمة واحدة فقط وهي إجبار السعودية بالتحديد كرمز ديني –عربي معتبر بالنسبة لنا ،على التطبيع العلني والرسمي مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية ،ومعها بطبيعة الحال دولة الإمارات العربية المتحدة التي سيزور وزيرها للشؤون الخارجية القرقاش مستدمرة إسرائيل هذا الشهر لتعبيد طريق التطبيع وإشهاره ،أما البحرين فحدث ولا حرج عن موضوع التطبيع الرسمي فيها .
وهذا يعني أن الرئيس الأمريكي ترامب هو الوحيد الذي يمسك بخيوط اللعبة ويحدد مساراتها ودرجات تصعيدها ،وحتى أوضاع اللاعبين فيها ،فكل واحد منهم له مهمة منوطة به ،بمعنى أنها مأمورة فدعوها ،كما قال الرسول الكريم محمد بن عبد الله عندما دخل المدينة ،وحاول البعض إستضافته أولا ،لكنه أوضح للجميع أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحدد مسار ناقته .
ربما تطول المدة أوتقصر ،ولكن كل دقيقة ستلتهمها هذه الكارثة وكل كلمة تقال فيها ستكلفنا عربا ومسلمين الشيء الكثير ،وسيكون الإصطفاف لهذا الطرف أو ذاك مكلفا لأن العملية عرض وطلب ،ووصل الأمر إلى مرحلة الأوكازيون والمعيب أنها حرب الأخوة التي تدار من الخارج.
أكبر الخسائر التي تعرضنا لها هي إجبار السعودية على التطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية ،حتى اننا بدأنا نسمع نغمة نشازا من بعض الأخوة السعوديين وهي أن الفلسطينيين باعوا أرضهم ،وهي برأيي حركة موجهة لتبرير التطبيع الجريمة.
قد يقول قائل أن دولة قطر هي أول من طبّع في بدايات تسعينيات القرن المنصرم ،بعد الإجتياح العسكري السعودي لحدودها عام 1992 ،وهذا صحيح ،ولكن هذا التطبيع لم يحول المسار ،وقد أظهرت دولة قطر تراجعا كبيرا في هذا المجال ،وهذا يحسب لها ،أما التطبيع السعودي فإن له آثاره الكارثية والإسلامية التي لا تحصى ،فسقوط دولة بحجم السعودية بأثرها وتأثيرها العربي والإسلامي والدولي يعني الكثير الكثير،أوله شطب القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية والتنكر لدماء الشهداء الفلسطينيين والتضحيات الفلسطينية المشهود لها والتخلي عن اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين،وليس مقبولا من احد أن يقول أن سلطة رام الله مطبعة ،لأن ذلك يدفعنا للتساؤل عن الذي دفع منظمة التحرير للوقوع في الفخ،كما ان هذه السلطة لا تمثل الفلسطينيين.
من هنا نقول أن حصار قطر وكارثة الخليج المصطنعة برمتها فخ وقعت فيه السعودية التي نحب ونقدس لوجود الحرمين الشريفين فيها ولأنها قبلتنا جميعا ،ولذلك نربأ بها ان تكون معول هدم أو وجهة إنحراف ،وردة لأن الله جل في علاه أنزل على نبيه الهاشمي القرشي تحذيرا شديد اللهجة " فلا تتولوهم ومن يتولهم منكم فإنه منهم "صدق الله العظيم ،والحديث هنا عن اليهود الذين غدروه وأمعنوا في عدائه والتصدي له ،ولست مجدفا إن قلت ان الله وعلى مايبدو يريد إثبات نسب المطبعين الجدد الصحيح.
عندما نقول أن خيوط اللعبة بيد الرئيس ترامب، فإننا لا نلقي الكلام على عواهنه بل نتحدث بدليل لا نقاش فيه ،وأقرب مثال هو مؤتمر القاهرة الذي عقدته دول "مكافحة "الإرهاب الأربع على مستوى رؤساء أجهزة المخابرات ووزراء الخارجية ،ولعب النظام المصري بقيادة السيسي فيه دورا تحريضيا مقززا بصبه الزيت على النار ،وكأنه لا يعلم أن الدم العربي في الخليج لن يتحول إلى ماء في نهاية المطاف ، وإن دخل الخبثاء بخبثهم لتعميق الخلاف.
بعد إنتهاء مؤتمر القاهرة سمعنا تصريحات نارية وشاهدنا حركات أجساد مدروسة وعينا مبحلقة تلمع فيها أفكارا خبيثة،ظن البعض الساذج منا أن هذا المؤتمر سيمحو دولة قطر عن الخارطة ،لأن وزير خارجية السيسي بدا بحجم أكبر من حجمه وصوّر نفسه انه يملي على وزراء الخارجية الثلاثة ما يريد ،ولكن البالون جرى تفريغه من الهواء مباشرة بعد تصريح مقتضب من ترامب قال فيه أن الحوار الخليجي هو الحل .
عندها وضع الوزراء الأربعة أسلحتهم وإنشغلوا بلملمة بقايا ماء أوجههم ،بعد ان ادركوا انهم غردوا خارج السرب لأنم لم يفهموا المكتوب في نوتة العزف ،فكانت اصواتهم نشازا،وها هو ترامب يرسل وزير خارجيته تيلارسون إلى الخليج لبدء الحوار وصولا إلى حل امريكي بعد أن يضمن طبعا تحصيل المبلغ المتبقي من الجزية.
لقد أظهر ترامب بتصريحه آنف الذكر أن اطراف الكارثة الأربعة لا حول لهم ولا قوة ،ولكن الأغنياء منهم تكبدوا خسائر إضافية لم يحسبوها لكسب الحلفاء الجدد كما ان نظام السيسي فقد مصداقيته عربيا وعالميا ،لأن المفروض منه تقديرا لمكانة امنا المحروسة مصر ان يكون داعية إصلاح وليس محرضا ،وهذه كارثة أن تدخل معركة دون دراسة جدواها ووضع خطط لها قابلة للتنفيذ.
نبشر الجميع أن التصعيد العسكري أي أن يقوم الجيش المصري المستأجر بغزو قطر مستحيل جدا وغير موضوع على الأجندة الترامبية ،لأن امريكا لا تدخل حربا مع قوي ولا تحارب إلا الضعفاء،وخير مثال على ذلك كوريا الشمالية "المارقة"،التي يهدد رئيسها الشاب بضرب العمق الأمريكي وآخر إبداعاته إطلاقه صاروخا يمكن ان يصل إلى ألاسكا الأمريكية ،فهل بعد ذلك من ذنب يقتضي العقاب؟ ومع ذلك فإن ترامب يدعو إلى التهدئة.
لقد غزا الأمريكان أفغانستان المسلمة المعدمة وجيّشوا العالم لغزو العراق المثخن بالحروب التي تم توريطه فيها بعد فشل الإستراتيجية الأمريكية التي كانت تدعو للإحتواء المزدوج"إيران والعراق"،فتم إختيار العراق لسهولة الإطباق عليه ،بعكس إيران التي رفض بوش المجنون ضغوطات الثور الهائج شارون عليه لضرب إيران ،فرد عليه معتذرا إن "الفرس " ليسوا عربا،وهذه سبة في وجوهنا .
قطر اليوم لها حليفان قويان لديهما أجندات ،وقد وقعت التفاحة اللذيذة بكامل نضوجها في أحضانهم بحكم الحفاظ على الذات ، بعد ان جرى التوقيع على مشروع غاز ضخم يقضي بمد أنبوب غاز من حقل قطري –إيراني ضخم مشترك في الخليج عبر إيران فتركيا إلى اوروبا ،أي ان هناك تحالفا إقتصاديا نافعا بين الأطراف الثلاثة .
نستيطح نصح اللاهثين وراء التطبيع مع مستدمرة إسرائيل "خوفا "من إيران وقطر ، أن الصهاينة لن يكون بأي حال من الأحول أصدقاء لنا عربا او مسلمين ،فالتناقض بيننا اوضح من الشمس ،وهو رئيسي لن يتم حله إلا بالدم ،وعليهم الخروج من أرضنا إن آجلا او عاجلا ،فهذا وعد إلهي وبالتالي فإن من يقف معهم ،فهو من اعداء الله .
الحقد اليهودي- الصهيوني علينا كبير عربا ومسلمين ،فعلى الصعيد العربي فإنهم لا يريدون الإقتناع ان الله اخرجهم من دائرته ،وحرمهم من النبوة بعد كفرهم به وقتلهم لأنبيائه ،وختم الرسل بنبي عربي أمي فقير تخلت عنه قبيلته قريش في البدايات فهاجر إلى المدينة ،بمعنى أن الله إختار نبيا من العرب الأقحاح ،وهذه رسالة لبني إسرائيل أن لا مجال للصفح عنكم ،وهذا سر حقدهم على البشرية جمعاء،وهذه رسالة واضحة لكل المطبعين الذين إنبطحوا منذ العام 1916 امام الصهيونية ،ومنحوا مؤسسها ثيودور هيرتزل صك بيع فلسطين والقدس بعد أن طرده السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ولم يوافق له حتى على صلاة اليهود في القدس ،وهذا سبب أصيل يبين لنا سر شطب الدولة العثمانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة