الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسودات بحر شارد

عبدالعاطي جميل

2017 / 7 / 8
الادب والفن


...............
1 ــ يخرج
وقت الظهيرة
يتحسس جسد المدينة
كي يتعرف عليها
قبل أن
تتعرف عليه ..
كأنه يباغت كدحها
متلبسة في زي المصيف
تكشف مجاز نهديها
للريح
تتحرش بسياح خضر
سمر
تلفظهم حرارة حمراء ..
ولم يكن بوسعه
أن يوسع نظرته الأولى
فيها
كي لا تكون النظرة الثانية
عليه ..
يخجل
من هروبه منها
إليها
وهو على يقين
أنها كانت له
وستعود إليه
وستعود عليه
بالعشق العميم ...
.......................
2 ــ ما لم يقله له البحر
......................
أسر له :
في مدينته امرأة مرة
إليه تسعى
تخفي خفقها
ـــ في عينيها سر الصمت ـــ
عن رجل أعمى
في يده فرشاة
وفراغ
وأقلام رصاص
لم يطلقها
على أحد ..
في مدينتها رجل ما
يشبهه
يؤجل صيحاته
من قديم
في كأس نديم
يتفرج عليها ..
وفي المدينة
طفل أبيض
في حجم نورس
لا يعرفه أحد
يسود
على جدران المدينة
ليلا
أحلام الريف المجهضة
القادمة ...
..................
3 ـــ وصلت ..
...............
رسالة
من تحت ماء
غير صالح
للوضوء
متأخرة وصلت
إليه
لم يعد ملاحا .
عنوان مركبه
محاه ملح البحر
وعلى بر السلام
نثر ملاحته
يعلن حربه
على ما بقي
من كلام يتغزل به
في قرويات ملاح
الهجرة
تتواطأ والرمال ...
................
4 ــ ... ككل صباح
على مرآته المكسرة
يطل
لا وجه
يبشره
يقرأ ملامحه الفاضحة
لا أحد
يفصح عنه
يصفح عن مجازه الهادر ...
.........................
5 ــ غريب
....................
هو ابن المدينة
جاءها
قبل بناء السور
قبل مجيء العمدة
قبل أن يرث السلطان
عرش أسلافه
المنبوذين
في دروبها اللقيطة
يقيم أماسيه
يبحث عن طيف ما
يحمل كتابا ما
يقرأ قصيدا ما
في ذم الطغاة
لكن المدينة خلت
خلعت بستانها البحري
وأرخت جسدها المحنط
بالخيانات السفلى .
لكن المدينة مدينة
له
بالغياب .
يبحث عن طيف
يشبهه
لكن المدينة لا تعج إلا
بناس
يتنافسون
في النسيان
في اللباس
يتشابهون :
صمت واحد
صوت واحد
خوف واحد
على موائدهم
لكنه
لا يشبههم
ضحكاته غير مستعارة
لا أحد يعرفه
وسط زحام يسخر منه
من رائحة البحر
يحيك حلمه
بألوان لا تشبه غضبه
المعفر بالذكريات ...
...............
6 ــ نخلات تخل بالحياء
..............................
مثلي
تخل بالحياء
بالنظام العام
المدسوس بالفوضى
هذي النخلات نساء
سافرات
على رصيف الشاطئ
وقفن
في مهب الريح
الشعر واقف
يرفض الركون
الرجوع
إلى الخلف المخيف ..
مشدوها
أقف
أزكي هذا الوقوف
يعلمني
أن أتقدم قليلا
نحو الخريف ...
.................
7 ــ ( ...)
على سور المدينة
القديم
نورس حزين
أوقفني
هذا الصباح
قال لي :
الساعة
تشير إليك
بالأصابع
لكن
بالخير
مرحى بك
في عروس البحر ...
......................
تاصورت / يوليوز 2017
............................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة